وزيرة التنمية المحلية توجه بزيادة لجان البت في طلبات التصالح    رشوة أوروبية في ملفي الهجرة وغزة.. أبرز نتائج زيارة المنقلب السيسي إلى بلجيكا    استشهاد طفل بنابلس، والاحتلال يقتحم طوباس بالضفة الغربية    أحمد حجازي يقود نيوم ضد الخليج بالدوري السعودي    تفاصيل مقتل صاحب مغسلة بطلق ناري في أكتوبر    الليلة.. ختام فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي    ارتفاع طفيف في سعر اليورو أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 24 أكتوبر 2025    مصطفى البرغوثي: الموقف المصري أفشل أخطر مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني    الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين: نجاح الجهود المصرية بتثبيت وقف النار إنجاز كبير    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 24-10-2025 في قنا    جديد سعر الدولار اليوم وأسعار العملات أمام الجنيه    تعرف على الحالة المرورية اليوم    موعد تطبيق التوقيت الشتوي في مصر 2025.. تعرف على تفاصيل تغيير الساعة وخطوات ضبطها    هنادي مهنا: «أوسكار عودة الماموث» يصعب تصنيفه وصورناه خلال 3 سنوات بنفس الملابس    فردوس عبدالحميد: كنت خجولة طول عمري والقدر قادني لدخول عالم التمثيل    محمد ثروت: «القلب يعشق كل جميل» غيّرت نظرتي للفن.. والأبنودي الأقرب إلى قلبي و50% من أعمالي معه    التفاصيل الكاملة ل اللوتري الأمريكي 2025 (الشروط ومن يحق له التقديم)    «مبحبش أشوف الكبير يستدرج للحتة دي».. شريف إكرامي يفاجئ مسؤولي الأهلي برسائل خاصة    تعطيل الدراسة أسبوعًا في 38 مدرسة بكفر الشيخ للاحتفال مولد إبراهيم الدسوقي (تفاصيل)    قاذفات «بي-1» الأمريكية الأسرع من الصوت تحلق قرب ساحل فنزويلا    بعد «أقدم ممر فى التاريخ» و«موكب المومياوات».. مصر تستعد لإبهار العالم مجددًا بافتتاح المتحف المصرى الكبير    عمرو دياب يتألق في أجمل ليالي مهرجان الجونة.. والنجوم يغنون معه    في أجواء روحانية، طوفان صوفي في الليلة الختامية لمولد أبو عمار بالغربية (فيديو)    استخراج جثة متوفي من داخل سيارة اشتعلت بها النيران بطريق السويس الصحراوى.. صور    الاتحاد الأوروبي يسعى لدور أكبر في غزة والضفة بعد اتفاق وقف إطلاق النار    نوفمبر الحاسم في الضبعة النووية.. تركيب قلب المفاعل الأول يفتح باب مصر لعصر الطاقة النظيفة    أسماء المرشحين بالنظام الفردي عن دوائر محافظة بني سويف بانتخابات مجلس النواب 2025    مهرجان الموسيقى العربية ال33 يحتفي بأساطير الطرب.. ثروت وناجي يعيدان سحر حليم ووردة| صور    في قبضة العدالة.. حبس 3 عاطلين بتهمة الاتجار بالسموم بالخصوص    فتاة تتناول 40 حبة دواء للتخلص من حياتها بسبب فسخ خطوبتها بالسلام    النيابة العامة تنظم دورات تدريبية متخصصة لأعضاء نيابات الأسرة    «مش بيكشفوا أوراقهم بسهولة».. رجال 5 أبراج بيميلوا للغموض والكتمان    وكيل صحة الفيوم تفتتح أول قسم للعلاج الطبيعي بمركز يوسف الصديق    «بالأرز».. حيلة غريبة تخلصك من أي رائحة كريهة في البيت بسهولة    82.8 % صافي تعاملات المستثمرين المصريين بالبورصة خلال جلسة نهاية الأسبوع    الشناوي يكشف مكافأة لاعبي بيراميدز عن الفوز بدوري الأبطال    التجربة المغربية الأولى.. زياش إلى الوداد    طريقة عمل صوابع زينب، تحلية مميزة لأسرتك    نصائح أسرية للتعامل مع الطفل مريض السكر    سيلتا فيجو يفوز على نيس 2-1 فى الدورى الأوروبى    فحص فيديو تعدى سائق نقل ذكى على فتاة فى التجمع    طعن طليقته أمام ابنه.. ماذا حدث فى المنوفية؟.. "فيديو"    لماذا لم تتم دعوة الفنان محمد سلام لمهرجان الجونة؟.. نجيب ساويرس يرد    مجلس الوزراء اللبناني يقر اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع قبرص    مدرب بيراميدز يتغنى بحسام حسن ويرشح 3 نجوم للاحتراف في أوروبا    محمد كساب: ستاد المصري الجديد تحفة معمارية تليق ببورسعيد    نجم غزل المحلة السابق يشيد ب علاء عبدالعال: «أضاف قوة مميزة في الدوري»    ماكرون: العقوبات الأمريكية ضد روسيا تسير في الاتجاه الصحيح    بعد المشاركة في مظاهرة بروكسل.. أمن الانقلاب يعتقل شقيقا ثانيا لناشط مصري بالخارج    رئيسة معهد لاهوتي: نُعدّ قادةً لخدمة كنيسة تتغير في عالمٍ متحول    راقب وزنك ونام كويس.. 7 نصائح لمرضى الغدة الدرقية للحفاظ على صحتهم    النيابة تكشف مفاجأة في قضية مرشح النواب بالفيوم: صدر بحقه حكم نهائي بالحبس 4 سنوات في واقعة مماثلة    إكرامي: سعداء في بيراميدز بما تحقق في 9 أشهر.. ويورشيتش لا يصطنع    ما الدعاء الذي يفكّ الكرب ويُزيل الهم؟.. أمين الفتوى يجيب أحد ذوي الهمم بلغة الإشارة    هل تأخير صلاة الفجر عن وقتها حرام؟| أمين الفتوى يجيب    الشيخ خالد الجندي: الطعن فى السنة النبوية طعن في وحي الله لنبيه    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-10-2025 في محافظة الأقصر    ما حكم بيع وشراء العملات والحسابات داخل الألعاب الإلكترونية؟ دار الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤساء وزعماء .. الأسوة الحسنة
نشر في المصريون يوم 01 - 06 - 2014

يُشرف كاتب المقال عرض نماذجَ الأسوة الحسنة لرؤساءٍ أكفاء، وزعماء أوفياء، وقادة أجلاء حققوا لبلادهم العزة والكرامة، والنهضة والرخاء منهم: الرئيس السوي الموقف اللواء محمد نجيب، القائد القانع الحكيم سوار الذهب، الرئيس المستنير مهاتير محمد، خامس الخلفاء عمر بن عبد العزيز، ناصر الدين والدنيا
صلاح الدين الأيوبي. الزعيم المجاهد سعد زغلول، الشهيد الثائر عمر المختار، الزعيم المثابر غاندي، الذين قادوا شعوبهم نحو الحرية والنهضة، والبطولة والفداء دون تهويلٍ أو ترويعٍ أو تضليل.

اللواء أركان حرب محمد نجيب استمر في قيادة ثورة 23 يوليو فى سنواتها الأولى، وهو أول رئيسٍ يحكم مصر حُكمًا جمهوريًا. أعلن نجيب مباديء الثورة الستة وحَدَد المِلْكِية الزراعية، وكان له شخصيته المحببة ، وروحه الطيبة، وشعبيته الجارفة في صفوف الجيش والشعب المصري حتي قبل الثورة لدوره البطولي في حرب فلسطين، وتاريخه العسكري المشرف. استمرت فترة حُكْم محمد نجيب لمدة ۱7 شهرًا، وكان إصراره على عودة الضباط الأحرار إلى ثكناتهم العسكرية، وتسليم السلطة إلى المدنيين، وعودة الحياة النيابية، سببًا في عَزْلَه ووضْعَه تحت الحراسة الجبرية لعشرات السنين، وتعمد تجاهُلِه التام من تاريخ مصر. كما كان عزله وتجاهله ثمنًا باهظًا لموقفه السوي وإصراره عليه. وكان عزل محمد نجيب وإقصائه عن الحياة السياسية بداية المأساة الكبرى التى أدت إلى تحجيم الممارسات الديمقراطية في مصر، وتقويض الحياة النيابية الفعالة، والشُرُوع فى عَسْكرة الحياة المدنية فى مصر. ولكم في محمد نجيب أسوةٌ حسنَةٌ لأخلاقه الفاضلة، وشجاعته النادرة، وإصراره على موقفه السوي حتى النهاية دون تهاون أو تفريط .. نعم القائد الأمين..نعم الرئيس الحكيم.. محمد نجيب..

المشير عبد الرحمن سوار الذهب - من مواليد مدينة الأبيض السودان عام 1935م والرئيس الأسبق للجمهورية السودانية، ورئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية. تسلم مقاليدَ الحُكْم بصفته أعلى قادة الجيش بالتنسيق مع قادة الانتفاضة السودانية في أبريل 1985م من أحزابٍ ونَقَاباتٍ وقوى وطنية ، ثم قام بتسليم السلطة طواعيةً للحكومة المُنْتَخَبةِ في العام التالي. استلم مقاليد السلطةٍ بعد انقلاب عسكري مُبَرر، ولأسبابٍ جوهريةٍ وذلك بتوجيه أوامره لبعض ضباط الجيش السوداني، وبعد ترددٍ تقَلَدَ رئاسة المجلس الانتقالي إلى حين تشكيل حكومةٍ منتخبةٍ، وارتقى لرتبة المُشير فورًا. سلم سُوار الذهب مقاليد السلطةٍ للحكومة الجديدةٍ المُنتخبة برئاسة رئيس وزرائها" الصادق المهدي" ، ورئيس مجلس سيادتها" أحمد الميرغني"، وبعدها اعتزل العمل السياسي ليتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس أمنائها . ولكم في سوار الذهب أسوة ذهبية ، تسلم مقاليد الحكم الانتقالي بالتنسيق مع القوى الوطنية، ثم قام بتسليم السلطة طواعيةً لحكومةٍ مدنيةٍ منتخبةٍ في العام التالي للانقلاب، اعتزل العمل السياسي طواعيةً.. نعم القائد القانع..نعم الرئيس الحكيم..عبد الرحمن سوار الذهب..

الطبيب مهاتير محمد رابع رئيس وزراء لماليزيا ، في الفترة من 1981م إلى 2003م، والتي تُعَد أطول فترة لرئيس وزراء ماليزي، وهي من أطول فترات الحكم في آسيا . كان لمهاتير محمد دور رئيس في تقدم ماليزيا وازدهارها إذ تحولت من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية، إلى دولةٍ صناعية متقدمة. كان مهاتير محمد خلال فترة حكمه من أكثر القادة تأثيرًا في آسيا، كما يعتبر من أكثر المعارضين للعولمة. ومن أهم إنجازاته: إنخفاض عدد المواطنين تحت خط الفقر من 52٪ إلى 3٪ ، إنخفاض نسبة البطالة إلى 3٪، زيادة دخل الفرد من 100 دولار إلى 16000 دولارًا سنويًا، أي أن دخل المواطن زاد 160 ضعف ما كان عليه منذ ثلاثين عامًا، إزدهار السياحة التي بلغت 26 مليون سائح سنويًا، وهو عدد مناظر لتعداد سكان ماليزيا، حق لكل مواطن في تأمين صحي شامل ، توفير مسكن مناسب لكل مواطن معدم، تحقيق نهضة في صناعة الإكترونيات والغزل والنسيج وصناعة الأسمنت، صنع سيارة ماليزية وطنية، استحداث زراعات متعددة. ولكم في مهاتير محمد أسوة حسنة الذي تولى منصبه في نفس العام الذي تولى فيه مبارك حكم مصر، واستقال طواعية في 31 أكتوبر 2002م بعد أن حقق لبلاده نهضًة كبرى، مع نمو اقتصادي غير مسبوق..استطاع تحقيق الوفاق الوطني في العقائد الدينية، تكامل التوجهات السياسية ، تعزيز الممارسات الديمقراطية الواعية. نعم الحاكم المخلص.. نعم القائد المستنير.. مهاتير محمد.

خامس الخلفاء عمر بن عبد العزيز ثامن الخلفاء الأمويين، ويرجع نسبه من أمه إلى عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة عمر بن عبد العزيز. ُولد في المدينة المنورة وتلقى فيها علومه وأصول الدين واستفاد كثيرًا من علمائها . تولى الخلافة وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم، لقب بخامس الخلفاء الراشدين لتأسيه في خلافته سيرة الخلفاء الراشدين. كان عمر بن عبد العزيز مُعَلم العُلَماء، إمامًا فقيهًا مجتهدًا، عارفًا بالسُنن، رفيع الشأن زاهدًا ، حافظًا قانتًا لله، أواهًا منيبًا. بويع بالخلافة وهو لها كاره فأمر فنودي في الناس، فلما اكتملت جموعهم، قام فيهم خطيبًا، فحمد الله ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال: أيها الناس إني قد ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني فيه ولا طلب له... ولا مشورة من المسلمين، وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم خليفة ترضونه، فصاح الناس صيحًة واحدة: قد اخترناك يا أمير المؤمنين، ورضينا بك، فَلك أمرنا باليُمن والبركة. فأخذ يَحُض الناس على التقوى ويُزَهِدُهُم في الدنيا، ويرغبهم في الآخرة، ثم قال لهم: " أيها الناس من أطاع الله وجبت طاعته، ومن عصى الله فلا طاعة له على أحد، أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم. قال بعض المؤرخين إنه قتل مسمومًا على أيدى بعض أمراء بنى أمية بعد أن أوقف عطاياهم وصادر ممتلاكتهم وأعطاها لبيت مال المسلمين، وهذا الرأي الأرجح . استمرت خلافته فترة قصيرة جدًا، فلم تطل مدة خلافته سوى عامين وخمسة أشهر، ثم حضره أجله ولاقى ربه. ولكم في خامس الخلفاء أسوة حسنة، عندما كان يكتب للناس كان يضئ شمعة من بيت المسلمين، وعندما كان يكتب أمورًا خاصة به كان يضيئ شمعة من ماله. فقد مات عادلًا في الرعية قائمًا فيها بأمر الله، وعندما توفي لم يكن في سجنه رجلاً واحدًا، وفي عهده انتشر العلم وكثرت المساجد في أرجاء الدولة الأموية التي تُعَلم القرآن وأصول الدين، وفي عهده القصير أوقف الحرب مع جيرانه، وتوسع في جميع أعمال البنية التحتية للدولة، ودعم نسخ الكتب، واهتم بأعمال الترجمة والتعريب، ونقل العلم... وغير ذلك من الأعمال الخيرة حتى دعاه المؤرخون بخامس الخلفاء الراشدين وهو بها جدير.. نعم الخليفة التقي .. نعم الفقيه العادل.. عمر بن عبد العزيز.

الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين والدنيا التكريتي المشهور بلقب صلاح الدين الأيوبي، ملك وقائد عسكري أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن في ظل الراية العباسية، بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية التي استمرت 262 عامًا. قاد صلاح الدين عِدّة حَمْلاتٍ ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي المقدسة التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر، تمكن في نهاية المَطاف من استعادة معظم أراضي فلسطين ولبنان بما فيها مدينة القدس بعد أن هزم جيش بيت المقدس هزيمة مُنكْرة في معركة حِطْين. كان صلاح الدين مسلمًا متصوفًا وكان يصاحب العلماء لأخذ الرأي والمشورة. اشتهر بتسامحه ومعاملته الحسنة لأعدائه، لذا فهو من أكثر الأشخاص تقديرًا واحترامًا في العالمين الشرقي الإسلامي والأوروبي المسيحي. ولكم في صلاح الدين أسوة حسنة، أسس الدولة الأيوبية الموحدة، حقق تلاحم القوى العربية لمواجهة الحملات الصليبية وتقويض أهدافها، والقضاء على أطماعها. قاد عدّة حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين، استعاد الأراضي العربية المغتصبة ومدينة القدس، صاحب العلماء لتلقي المشورة، كان متسامحًا إنسانًا مع أهله وناصريه وأعدائه، نال احترام خصومه وأصبح رمزًا من رموز الفروسية والشهامة والشجاعة.. نعم القائد المتسامح العادل.. نعم ناصر الدين والدنيا..الناصر صلاح الدين..

زعيم الأمة سعد باشا زغلول درس القرآن الكريم ثم التحق بالأزهر الشريف وذلك بعد انضمامة إلى مجلس جمال الدين الأفغانى، اشتغل بوظائف متعددة حتى أصبح مستشارًا بمحكمة الاستئناف، ثم واصل دراسة الحقوق الفرنسية وحصل على إجازة الحقوق من جامعة باريس بدرجة متفوق، وفى عام 1906م عُين وزيرًا للمعارف، ثم صار وزيرًا للحَقانية (العدل). كان سعد زغلول يدعو إلى الإصلاح والتوير، وانتخب عضوًا بالجمعية التشريعية، ثم وكيلاً لها فبرزت زعامته. صمم شعب مصر على الجهاد لنيل الاستقلال، فالتف بجميع طوائفه حول سعد زغلول الزعيم الوطني للبلاد، ولم يتردد أمام النفي والتهديدات البريطانية وواصل طريق الكفاح طلبًا لاستقلال بلاده. وقد كان نفيه بمثابة الشرارة التى اشعلت الثورة فى جميع أنحاء مصر، وفى عام1924 م عُين سعد زغلول رئيسًا لمجلس وزراء مصر لمدة عشرة شهور، حيث تجرأ أثناء تولية رئاسة الوزراء على مجابهة الانجليز، وأعلن حذف مبلغ من الميزانية المصرية لعام 1923/1924م والذي كان يُدفع لمصاريف الجيش المحتل منذ عدة سنوات، لأن دفع هذا المبلغ فى رأية يُعد قبولاً ورضوخًا من مصر للاحتلال، فهتف المجلس له ووافق بالإجماع على تعديل الميزانية، واحتج الانجليز على ذلك التعديل المفاجئ، ولكنهم كعادتهم يحترمون من يصمم على موقفه السوي. وفى 23 أغسطس1927م لاقى المجاهد سعد زغلول ربه، وفقدت مصر زعيمًا من أبرز زعمائها المخلصين الذين دافعوا عن إرادة الشعب وحقوقة. ولكم في الزعيم سعد زغلول أسوة حسنة، مجاهدًا وطنيًا ، وزعيمًا مُخْلِصًا ، استطاع بجهاده إحياء روح التآلف والتكاتف والمودة، وتعزيز الثقة المتبادَلة بين جميع طوائف الشعب وأفراده دون تهويل أو تضليل، حقق بمواقفه الوطنية المتأنية المخلصة إنطلاق صحوة كبرى تعزز أواصر الصلة والتآخى بين جميع المواطنين، جمع بين العديد من الخبرات، وتوفرت فيه استحقاقات ممارسة العمل السياسي المتكاملة بالداخل والخارح، قاد شعب مصر نحو الحرية والاستقلال والإصلاح والتنوير، كان نُمُوذجًا مُشَرِفًا بإصراره وجهاده للدفاع عن إرادة شعب مصر واستقلاله، وصون كرامته والحفاظ على مُنْجَزاته وحقوقه.. نِعم المجاهد النبيل.. نعم الرائد الجليل..نِعم الزعيم المستنير.. سعد زغلول..


الشهيد المجاهد عُمر المُختار، المُلَقب بشيخ الشهداء، وشيخ المجاهدين، وأسد الصحراء، هو قائد ليبي أحد أشهر المقاومين العرب والمسلمين، حارب قوات الغزو الإيطالي منذ دخوله أرض ليبيا وهو يبلغ من العمر 53 عامًا لأكثر من عشرين عامًا في عددٍ كبيرٍ من المعارك، إلى أن قَبضَ عليه الجُنود الطليان، وأجريت له محاكمًة صوريًّة انتهت بإصدار حُكْمٍ جائرٍ بإعدامه شنقًا، فنُفذت فيه العقوبة على الرغم من أنه كان كبيرًا عليلًا، بلغ في حينها 73 عامًا وعانى من الحمّى. وكان الهدف من إعدامه إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومة الليبية، والقضاء على الحركات المناهضة للاحتلال، لكن النتيجة جاءت عكسيَّة، وتصاعدت حِدَّةُ الثورات، وانتهى الأمر بطَرد الطليان. حَصَدَ المُختار إعجاب وتعاطف الكثيرين في حياته وبعد استشهاده. وقد حصدت صورته وهو مُعلّقٌ على حبل المشنقة تعاطُف أكثر من العالَمَين الشرقي والغربي على حدٍ سواء، وأصبح رمزًا للبطولة والفداء. ولكم في الشهيد عمر المختار أسوةٌ حسنة، فدائيًا وبطلاً عربيًا استطاع أن يواجه الاحتلال بإمكانياتٍ متواضعة، أصر حتى النهاية على مبادئه، والتمسك بقيمه الأصيلة، وكفاحه المشرف، دفاعًا عن وطنه وأمته، إكتسب بجهاده المشرف، ومواقفه السوية إحترام وطنه وأمته، كما اكتسب احترام الكثيرين من غير جِلْدَته. وما زال باقيًا في ذاكرة الأمة نِبْراثًا مُشَرِفًا يُحْتَذى به في تاريخ أمته العربية والإسلامية .. نعم المجاهد الأصيل.. نعم شيخ الشهداء.. شهيد الأمة عمر المختار..

موهانداس كرمشاند غاندي السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلال الهند. كان رائدًا لحركة العصيان المدني الشامل لمقاومة الاستبداد التي تأسست عَقِب حركة اللاعنف الكامل، والتي أدت إلى استقلال الهند، وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحريات في جميع أنحاء العالم. وهو معروف عالميًا باسم مهاتما غاندي، ومهاتما تعني "الروح العظيمة"، وهو تشريف منحه إياه الأديب والشاعر البنغالي "طاغور" الحائز على جائزة نوبل في الآداب، وصاحب مدرسة فلسفية. تم تشريف غاندي في يوم مولده رسميًا في الهند باعتباره أبو الأمة، وعالميًا هو اليوم الدولي لللاعنف. مارس غاندي العصيان المدني السِلْمي في جنوب إفريقيا وفي الهند لنيل استقلال الهند، والدفاع عن حقوق المجتمع، وتخفيف حدة الفقر، وتحسين أحوال المرأة، وصون كرامتها، وحفظ حقوقها، وبناء وئام ديني ووطني، ووضع حد للتفرقة والنبذ. قضى عدة سنوات في السجن في كل من جنوب إفريقيا والهند. عاش متقشفًا متواضعًا بسيطًا في مجتمع يعيش على الاكتفاء الذاتي، وارتدى الزي الهندي التقليدي الذي نَسَجَهُ يدويًا بالغزل على الشاركا. ركز غاندي عمله العام على النضال ضد الظلم الاجتماعي ومقاومة الاحتلال، واهتم بشكل خاص بمشاكل العمال والفلاحين والمنبوذين. ومن خلال تواتر الأحداث، وبرغم الضغوط العرقية، ظل يدعو إلى التمسك بالوحدة الوطنية بين الهنود والمسلمين، طالبًا من الأكثرية الهندوسية احترام حقوق الأقلية المسلمة. اعتبرت بعض الفئات الهندوسية المتعصبة موقف غاندي خيانةً عُظمى، فقررت التخلص منه، وبالفعل أطلق أحد الهندوس المتعصبين ثلاث رصاصات قاتلة سقط على أثرها صريعًا. ولكم في مهاتما غاندي أسوة إنسانية حسنة، فكان غاندي رمزًا عالميًا للمقاومة السلمية واللاعنف، كما كان زعيمًا روحيًا يحتذى به في المثابرة والجَلَد، ومثالاً للزُهْد والتَرَفُع، والتحمل والتقشف، وبساطة العيش، وسهولة التعبير، وسلامة الموقف، وسرعة الاستجابة، ومرونة التعامل. كما كان نُمُوذَجًا مُشَرِفًا للتنوير والتمسك بالقيم الإنسانية وعدم التفرقة، وكذلك رائدًا لترسيخ مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة ، وراعيًا للوحدة الوطنية.. نعم الرجل المثابر.. نعم الزعيم الروحي.. نعم المسالم المستنير.. مهاتما غاندي.
وفي بداية الأمر ونهايته.. الحكم لله.. هو أحكم الحاكمين.. ولله المثل الأعلى .. ولكم في رسول الله أسوة حسنة..

- أستاذ متفرغ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.