بقلم: د. بلال محمد علي ماهر يُسْعِد كاتب المقال أن يَعْرض نماذجَ مُشَرِفة لرؤساءٍ وحُكامٍ أكْفَاء في ذاكرة الأمة، حققوا لبلادهم العزة والكرامة، والنهضة والرخاء ومنهم: الرئيس السوي الموقف اللواء محمد نجيب، القائد القانع الحكيم سوار الذهب، الرئيس المستنير مهاتير محمد، خامس الخلفاء عمر بن عبد العزيز، الناصر صلاح الدين الأيوبي. كما يُشَرِف كاتب المقال أن يعرض نماذج قادة وزعماء أوفياء في مرآة التاريخ قادوا شعوبهم نحو الحرية والبطولة والفداء ومنهم: الزعيم المجاهد سعد زغلول، الشهيد الثائر عمر المختار، الزعيم المثابر غاندي، ... وغيرهم من الرؤساء والحكام، والقادة والزعماء. اللواء أركان حرب محمد نجيب استمر في قيادة ثورة 23 يوليو فى سنواتها الأولى، وهو أول رئيس يحكم مصر حكمًا جمهوريًا. أعلن نجيب مباديء الثورة الستة وحدد الملكية الزراعية، وكان له شخصيته المحببة ، وروحه الطيبة، وشعبيته الجارفة في صفوف الجيش والشعب المصري حتي قبل الثورة لدوره البطولي في حرب فلسطين، وتاريخه العسكري المشرف. استمر نجيب في حكم مصر بعد إعلان الجمهورية في الفترة من ۱8 يونيو ۱953م حتى ۱4 نوفمبر ۱954م، والتى أفضت إلى خلافٍ جذرى بين محمد نجيب الذى طالب بعودة الضباط الأحرار إلى ثكناتهم العسكرية، وتسليم السلطة إلى المدنيين، وعودة الحياة النيابية، وبين مجلس قيادة الثورة العسكري الذى قرر بإجماع آراء أعضائه القيام بدور المستبد المصلح، واكتساب صلاحياتٍ شاملةٍ، مما جعله وصيًا ومراقبًا على الشعب فى جميع مؤسسات الدولة. حُسِمَ الخلاف بين مجلس قيادة الثورة والرئيس محمد نجيب بعزله من منصبه، حيث عزله المجلس بسبب إصراره على عودة الجيش لثكناته وعودة الحياة النيابية. وُضِعَ الرئيس نجيب تحت الإقامة الجبرية مع أسرته بعيدًا عن الحياة السياسية لمدة ثلاثين عامًا، مع منعه تمامًا من الخروج أو مقابلة أي شخصٍ من خارج أسرته، وكذلك محو اسمه من سجلات تاريخ مصر، وتعمُد عدم تدوين إنجازاته في الكتب المدرسية. وفي سنواته الأخيرة نسيَ كثيرٌ من المصريين أنه لا يزال على قيد الحياة حتى فوجئوا بوفاته في 2۸ أغسطس ۱9۸4م. أي أن فترة حكم محمد نجيب استمرت لمدة ۱7 شهرًا وكان عَزْلُه ووضعُه تحت الحراسة الجبرية لعشرات السنين، وتعمد تجاهُلِه التام من تاريخ مصر ثمنًا باهظًا لموقفه السوي وإصراره عليه. وكان عزل محمد نجيب وإقصائه عن الحياة السياسية بداية المأساة الكبرى التى أدت إلى تحجيم الممارسات الديمقراطية في مصر، وتقويض الحياة النيابية الفعالة، والشروع فى عسكرة الحياة المدنية فى مصر. ولكم في محمد نجيب أسوًة حسنَة لأخلاقه الفاضلة، وشجاعته النادرة، وإصراره على موقفه السوي حتى النهاية دون تهاون أو تفريط.. نعم الرجل محمد نجيب.. المشير عبد الرحمن سوار الذهب - من مواليد مدينة الأبيض السودان عام 1935م والرئيس الأسبق للجمهورية السودانية، ورئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية. تسلم مقاليد الحكم بصفته أعلى قادة الجيش بالتنسيق مع قادة الانتفاضة السودانية في أبريل 1985م من أحزاب ونقابات وقوى وطنية ، ثم قام بتسليم السلطة طواعية للحكومة المنتخبة في العام التالي. استلم مقاليد السلطة بعد انقلاب عسكري مبرر ولأسبابٍ جوهرية وذلك بتوجيه أوامره لبعض ضباط الجيش السوداني، وبعد تردد تقلد رئاسة المجلس الانتقالي إلى حين تشكيل حكومة منتخبة، وارتقى لرتبة المشير فورًا. سلم سوار الذهب مقاليد السلطة للحكومة الجديدة المنتخبة برئاسة رئيس وزرائها الصادق المهدي ، ورئيس مجلس سيادتها أحمد الميرغني، وبعدها اعتزل العمل السياسي ليتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس أمنائها . ولكم في سوار الذهب أسوة ذهبية ، تسلم مقاليد الحكم الانتقالي بالتنسيق مع القوى الوطنية، ثم قام بتسليم السلطة طواعية لحكومة مدنية منتخبة في العام التالي للانقلاب، اعتزل العمل السياسي طواعية، نعم الرجل سوار الذهب. الطبيب مهاتير محمد أو (محاضر محمد) ولد في 2۰ يونيو ۱925م ( رابع رئيس وزراء لماليزيا في الفترة من 1981م إلى 2003م)، والتي تُعَد أطول فترة لرئيس وزراء ماليزي، وهي من أطول فترات الحكم في آسيا . امتد نشاط مهاتير السياسي لما يقرب من 40 عامًا منذ انتخابه عضوًا في البرلمان الاتحادي الماليزي عام 1964م، حتى استقالته طواعيًة من مَنْصِب رئيس الوزراء في عام 2003م. كان لمهاتير محمد دور رئيس في تقدم ماليزيا وازدهارها المتميز، إذ تحولت ماليزيا من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية، إلى دولة صناعية متقدمة يساهم قطاعي الصناعة والخدمات فيها بنحو 90٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85٪ من اجمالي الصادرات، وتنتج ماليزيا 80٪ من السيارات التي تسير في شوارعها. كان مهاتير محمد خلال فترة حكمه من أكثر القادة تأثيرًا في آسيا، كما يعتبر من أكثر المعارضين للعولمة. ومن أهم إنجازاته: إنخفاض عدد المواطنين تحت خط الفقر من 52٪ إلى 3٪ ، إنخفاض نسبة البطالة إلى 3٪، زيادة دخل الفرد من 100 دولار إلى 16000 دولارًا سنويًا، أي أن دخل المواطن زاد 160 ضعف ما كان عليه منذ ثلاثين عامًا، إزدهار السياحة التي بلغت 26 مليون سائح سنويًا، وهو عدد مناظر لتعداد سكان ماليزيا، حق لكل مواطن في تأمين صحي شامل ، توفير مسكن مناسب لكل مواطن معدم، تحقيق نهضة في صناعة الإكترونيات والغزل والنسيج، وصناعة الأسمنت، صنع سيارة ماليزية وطنية، استحداث زراعات متعددة. وقد زار مهاتير محمد مصر قبل أحداث 25 يناير 2011م ومن أهم نصائحه: عدم نقل تجارب الآخرين والاهتمام بالتجارب المصرية الخالصة، عدم الانصياع لتوجيهات صندوق النقد الدولي، وعدم الاعتماد على القروض والمنح الخارجية. الاهتمام بالسياحة كمورد أساس، التوسع التعليم العام والفني، ، فتح مجالات عمل متجددة للحد من البطالة والاهتمام بالصناعات الصغيرة، الوفاق الوطني في العقائد الدينية، وتكامل التوجهات السياسية ، تعزيز الممارسات الديمقراطية الواعية. ولكم في مهاتير محمد أسوة حسنة الذي تولى منصبه في نفس العام الذي تولى فيه مبارك حكم مصر، واستقال مهاتير طواعية في 31 أكتوبر 2002م بعد أن حقق لبلاده نهضة كبرى، مع نمو اقتصادي غير مسبوق..نعم ألإنسان مهاتير محمد. خامس الخلفاء عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (61 ه / 681م -99 ه / 720م) ثامن الخلفاء الأمويين، ويرجع نسبه من أمه إلى عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة عمر بن عبد العزيز. ولد في المدينةالمنورة وتلقى فيها علومه وأصول الدين واستفاد كثيرًا من علمائها . تولى الخلافة وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم، لقب بخامس الخلفاء الراشدين لتأسيه في خلافته سيرة الخلفاء الراشدين. في ربيع الأول من عام 87ه ولاّه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينةالمنورة، ثم ضم إليه ولاية الطائف سنة 91 ه وبذلك صار واليآ على الحجاز بعد موافقة الوليد على شروطه العادلة، وباشر عمر بن عبد العزيز عمله بالمدينة وفرح الناس به فرحًا شديدًا. من أبرز الأعمال التي قام بها في المدينة وهو عمل مجلس الشورى يتكون من عشرة من فقهاء المدينة، ثم عينة الخليفة الأموى سليمان بن عبد الملك وزيرًا في عهده. كان عمر بن عبد العزيز معلم العلماء، إمامًا فقيهًا مجتهدًا، عارفًا بالسنن، كبير الشأن زاهدًا حافظًا قانتًا لله أواهًا منيبًا، يعد في حسن السيرة والقيام بالقسط مع جده لأمة عمر. بويع بالخلافة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي في الناس بالصلاة، فاجتمع الناس إلى المسجد، فلما اكتملت جموعهم، قام فيهم خطيبًا، فحمد الله ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال: أيها الناس إني قد ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني فيه ولا طلب له... ولا مشورة من المسلمين، وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم خليفة ترضونه. فصاح الناس صيحة واحدة: قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك، فَلك أمرنا باليمن والبركة. فأخذ يحض الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في الآخرة، ثم قال لهم: " أيها الناس من أطاع الله وجبت طاعته، ومن عصى الله فلا طاعة له على أحد، أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم. توفي الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز سنة 101 للهجرة ودفن في منطقة دير سمعان النعمان بالقرب من حلب في سوريا. وقد قال بعض المؤرخين ان عمر عبد العزيز قد قتل مسمومًا على أيدى بعض أمراء بنى أمية بعد أن أوقف عطاياهم وصادر ممتلاكتهم وأعطاها لبيت مال المسلمين، وهذا الرأي الأرجح . استمرت خلافته فترة قصيرة جداً، فلم تطل مدة خلافته سوى عامين وخمسه أشهر، ثم حضره أجله ولاقى ربه. ولكم في خامس الخلفاء أسوة حسنة، عندما كان يكتب للناس كان يضئ شمعة من بيت المسلمين، وعندما كان يكتب أمورًا خاصة به كان يضيئ شمعة من ماله. فقد مات عادلاً في الرعية قائمًا فيها بأمر الله، وعندما توفي لم يكن في سجنه رجلٍ واحد، وفي عهده انتشر العلم وكثرت المساجد في أرجاء الدولة الأموية التي تعلم القرآن، وفي عهده القصير أوقف الحرب مع جيرانه، وتوسع في أعمال البنية التحتية للدولة: كالمنشآت والمدارس، والشوارع والطرقات والممرات الآمنة، ودور الطعام (التكايا) كما في دمشق وحلب والمدينة وحمص ومدن مصر، والمدن الإسلامية في كل البقاع، ونسخ الكتب، والترجمة والتعريب، ونقل العلم... وغير ذلك من الأعمال الخيرة حتى دعاه المؤرخون بخامس الخلفاء الراشدين وهو بها جدير.. نعم الخلفاء عمر بن عبد العزيز.. الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين والدنيا يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي )532 - 589ه / 1138 - 1193 م)، المشهور بلقب صلاح الدين الأيوبي، قائد عسكري أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن في ظل الراية العباسية، بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية التي استمرت 262 سنة. قاد صلاح الدين عدّة حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي المقدسة التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر، وقد تمكن في نهاية المطاف من استعادة معظم أراضي فلسطين ولبنان بما فيها مدينة القدس، بعد أن هزم جيش بيت المقدس هزيمة منكرة في معركة حطين. كان صلاح الدين مسلمًا متصوفًا اتبع المذهب السني وكان يصحب العلماء لأخذ الرأي والمشورة. اشتهر صلاح الدين بتسامحه ومعاملته الإنسانية لأعدائه، لذا فهو من أكثر الأشخاص تقديرًا واحترامًا في العالمين الشرقي الإسلامي والأوروبي المسيحي، حيث كتب المؤرخون الصليبيون عن بسالته في عدد من المواقف، وكنتيجة لهذا حظي صلاح الدين باحترام خصومه لا سيما ملك إنكلترا ريتشارد الأول "قلب الأسد"، وبدلاً من أن يتحول لشخص مكروه في أوروبا الغربية، استحال رمزًا من رموز الفروسية والشجاعة، وورد ذكره في عدد من القصص والأشعار الإنگليزية والفرنسية العائدة لتلك الحقبة. ولكم في صلاح الدين أسوة حسنة، أسس الدولة الأيوبية الموحدة ، حقق تلاحم القوى العربية لمواجهة الحملات الصليبية وتقويض أهدافها والقضاء على أطماعها. قاد عدّة حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين، استعاد الأراضي العربية المغتصبة ومدينة القدس، صاحب العلماء لأخذ المشورة، كان متسامحًا إنسانًا مع أهله وناصريه وأعدائه، نال احترام خصومه وأصبح رمزًا من رموز الفروسية والشهامة والشجاعة.. نعم القائد..ناصر الدنيا والدين..الناصر صلاح الدين.. زعيم الأمة سعد باشا زغلول كان مولده فى عام 1865م ، قد درس القرآن الكريم ثم التحق بالأزهر الشريف وذلك بعد انضمامة إلى مجلس جمال الدين الأفغانى، وفى عام 1880م اشتغل محررًا بالقسم الأدبى لجريدة الوقائع المصرية، ثم معاونًا بوزارة الداخلية، وفى عام 1882م عُين ناظرًا لقلم القضاة بمديرية الجيزة، وكان تأييده للثورة العرابية سببًا في فصله من وظيفت .فى عام 1884م انتظم في أعمال المحاماه، وبعد ذلك بثمانى سنوات عُين قاضيًا(مستشارًا) بمحكمة الاستئناف ، ثم واصل دراسة الحقوق الفرنسية . فى عام 1895م تزوج من بنت مصطفى باشا فهمي والتي عرفت بالسيدة صفية زغلول (أم المصريين) ، وفى عام 1897م حصل على إجازة الحقوق من جامعة باريس بدرجة متفوق، وفى عام 1906م عين وزيرًا للمعارف. كان سعد زغلول يدعو إلى الإصلاح والتوير ، فاشترك فى الدعوة الى إنشاء الجامعة المصرية وجعل التدريس باللغة العربية بدلاً من اللغة الانجليزية، ثم ثم صار وزيرًا للحقانية (العدل) ، غير أنة استقال لخلافة مع الانجليز، و في عام 1923م انتخب عضوًا بالجمعية التشريعية، ثم وكيلاً لها فبرزت زعامته، غير أن جلسات الجمعية تعطلت بسبب قيام الحرب العالمية الأولى، وإعلان الأحكام العرفية على مصر. وفى 11 نوفمبر 1918م انتهت الحرب بانتصار الحلفاء، وأعلنت الهدنة بين الدول المتحاربة، وتأهب المصريون للمطالبة بحق مصر فى الاستقلال، فاتفق سعد زغلول مع على شعراوى وعبدالعزيز فهمى على الذهاب إلى المعتمد البريطانى فى مصر للمطالبة بالسماح لهم بالسفر إلى لندن للتفاوض مع الحكومة البريطانية فى مطالب مصر، غير أن مطلبهم قوبل بالرفض، فغضب الشعب المصرى من السياسة المتعنته للاحتلال، وصمم على الجهاد لتحقيق الاستقلال، والتف الشعب المصري بجميع طوائفه حول سعد زغلول الزعيم الوطني للبلاد ، ولم يتردد سعد أمام التهديدات البريطانية وواصل طريق الكفاح طلبًا لاستقلال بلاده. وعزم على تأليف وفد يمثل مصر فى مؤتمر الصلح بباريس، وأراد المصريون أن يؤيدوا زعيمهم، فأقبلوا من جميع الفئات والطبقات يوقعون توكيلات بتفويض سعد زغلول بالتحدث باسمهم فى الداخل والخارج، وتسلم الوفد معظم هذة التوكيلات، وأصبح يمثل الأمة تمثيلاً صادقًا، ولما اشتدت الحركة الوطنية حاول الانجليز التخلص من سعد ورفاقه، فألقوا القبض عليهم، وتم نفيهم الى جزيرة مالطة عام 1919م. وقد كان هذا النفي بمثابة الشرارة التى اشعلت الثورة فى جميع أنحاء مصر، وشارك فى الثورة فئات الشعب كافة، ولم تتردد المرأة المصرية فى الاشتراك فى الثورة ضد الاحتلال، وقام النساء لأول مرة فى تاريخ مصر طلبًا للحرية والاستقلال . فى عام 1921م تم نفى سعد زغلول إلى جزيرة سيشل، ومنها إلى جبل طارق، وفى عام1924 م عُين سعد زغلول رئيسًا لوزارة مصر لمدة عشرة شهور، حيث تجرأ أثناء تولية رئاسة الوزاراء على مجابهة الانجليز، وأعلن حذف مبلغ من الميزانية المصرية لعام 1923/1924م كانت تُدفع مصاريف الجيش المحتل منذ عدة سنوات، لأن دفع هذا المبلغ فى رأية يعد قبولاً ورضوخًا من مصر للاحتلال، فهتف المجلس له ووافق بالإجماع على تعديل الميزانية، واحتج الانجليز على ذلك التعديل المفاجئ، ولكنهم كعادتهم يحترمون من يصمم على موقفه السوي. وفى 23 أغسطس1927م لاقى المجاهد سعد زغلول ربه، وفقدت مصر زعيمًا من أبرز زعمائها المخلصين الذين دافعوا عن إرادة الشعب وحقوقة. ولكم في الزعيم سعد زغلول أسوة حسنة، مجاهدًا وطنيًا مخلصًا وزعيمًا متميزًا ، استطاع بجهاده إحياء روح التآلف والتكاتف والمودة وتعزيز الثقة المتبادلة بين جميع طوائف الشعب وأفراده دون تهويل أو تضليل، حقق بمواقفه الوطنية المتأنية المخلصة إنطلاق صحوة كبرى تعزز أواصر الصلة والتآخى بين جميع المواطنين، جمع بين العديد من الخبرات، وتوفرت فيه استحقاقات ممارسة العمل السياسي المتكاملة بالداخل والخارح، قاد شعب مصر نحو الحرية والاستقلال والإصلاح والتوير، كان نموذجًا مشرفًا بإصراره وجهاده للدفاع عن إرادة شعب مصر واستقلاله، وصون كرامته والحفاظ على منجزاته وحقوقه.. نعم المجاهدين.. الزعيم المستنير سعد زغلول.. الشهيد المجاهد عُمر بن مختار بن عُمر المنفي الهلالي 20) أغسطس 1858 - 16 سبتمبر 1931)، الشهير بعمر المُختار، المُلقب بشيخ الشهداء، وشيخ المجاهدين، وأسد الصحراء، هو قائد أدوار السنوسية في ليبيا، وأحد أشهر المقاومين العرب والمسلمين، حارب قوات الغزو الإيطالي منذ دخوله أرض ليبيا إلى عام 1911م . حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عامًا لأكثر من عشرين عامًا في عدد كبير من المعارك، إلى أن قُبض عليه من قِبل الجنود الطليان، وأجريت له محاكمة صوريّة انتهت بإصدار حكم بإعدامه شنقًا، فنُفذت فيه العقوبة على الرغم من أنه كان كبيرًا عليلًا، فقد بلغ في حينها 73 عامًا وعانى من الحمّى. وكان الهدف من إعدام عمر المُختار إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومين الليبيين والقضاء على الحركات المناهضة للحكم الإيطالي، لكن النتيجة جاءت عكسيَّة، فقد ارتفعت حدَّة الثورات، وانتهى الأمر بطُرد الطليان من البلاد. حصد عمر المُختار إعجاب وتعاطف الكثيرين في حياته، وأشخاص أكثر بعد إعدامه، فأخبار الشيخ الطاعن في السن الذي يُقاتل في سبيل بلاده ودينه استقطبت انتباه الكثير من المسلمين والعرب الذين كانوا يعانون من نير الاستعمار الأوروبي في حينها، وحثت المقاومين على التحرّك، وبعد وفاته حصدت صورته وهو مُعلّق على حبل المشنقة تعاطف أشخاص أكثر، من العالمين الشرقي والغربي على حدٍ سواء، فكبر المختار في أذهان الناس وأصبح بطلًا شهيدًا. ولكم في الشهيد عمر المختار أسوة حسنة، فدائيًا وبطلاً عربيًا استطاع أن يواجه الاحتلال الإيطالي لبلاده بإمكانيات متواضعة نسبيًا، أصر حتى النهاية على مبادئه والتمسك بقيمه الأصيلة وكفاحه المشرف دفاعًا عن وطنه وأمته، إكتسب بجهاده المشرف ومواقفه الحاسمة إحترام وطنه وأمته وعروبته، كما اكتسب احترام الكثيرين من غير جلدته. وما زال باقيًا في ذاكرة الأمة مثالآً ونبراثًا مشرفًا يحتذى به في تاريخ أمته العربية والإسلامية.. نعم الشهداء..شهيد الأمة عمر المختار.. موهانداس كرمشاند غاندي (2 أكتوبر 1869 - 30 يناير 1948) كان السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلال الهند. كان رائدًا لحركة مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، التي تأسست بقوة عقب حركة اللاعنف الكامل، والتي أدت إلى استقلال الهند وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم. غاندي معروف في جميع أنحاء العالم بإسم المهاتما غاندي، والمهاتما تعني "الروح العظيمة"، وهو تشريف منحه إياه الأديب والشاعر البنغالي روبندرونات طاغور الحائز على جائزة نوبل في الآداب عام 1913م وصاحب مدرسة فلسفية. تم تشريف غاندي رسميًا في الهند باعتباره أبو الأمة، حيث أن يوم مولده في الثاني من أكتوبر كل عام يتم الاحتفال به وهو عطلة وطنية، وعالميًا هو اليوم الدولي للاعنف. مارس غاندي العصيان المدني اللاعنفي حينما كان محاميًا مغتربًا في جنوب إفريقيا، في فترة نضال المجتمع الهندي من أجل الحقوق المدنية. بعد عودته إلى الهند في عام 1915م، قام بتنظيم احتجاجات الفلاحين والمزارعين والعمال في المناطق الحضرية ضد ضرائب الأراضي المفرطة، والتمييز في المعاملة. بعد توليه قيادة المؤتمر الوطني الهندي في عام 1921م، قاد غاندي حملات وطنية لتخفيف حدة الفقر، وزيادة حقوق المرأة، وبناء وئام ديني ووطني، ووضع حد للنبذ، وزيادة الاعتماد على الذات اقتصاديًا. قبل كل شيء، كان يهدف إلى نيل استقلال الهند من السيطرة الأجنبية. قاد غاندي أيضًا أتباعه في حركة عدم التعاون التي احتجت على فرض بريطانيا ضريبة على الملح في مسيرة ملح داندي عام 1930م، والتي كانت مسافتها 400 كيلومتر. تظاهر ضد بريطانيا لاحقًا للخروج من الهند. قضى غاندي عدة سنوات في السجن في كل من جنوب إفريقيا والهند. ومن خلال بعض الطقوس الهندية أقسم غاندي أن يتكلم الحقيقة، ودعا إلى أن يفعل ذلك الآخرون. عاش غاندي متواضعًا بسيطًا في مجتمع يعيش على الاكتفاء الذاتي، وارتدى الدوتي والشال الهنديين التقليديين، والذين نسجهما يدويًا بالغزل على الشاركا. كان يأكل أكلاً نباتيًا بسيطًا، لجأ إلى الصيام فترات طويلة كوسيلة للتنقية الذاتية والاحتجاج الاجتماعي .كانت جنوب أفريقيا مستعمرة بريطانية كالهند وبها العديد من العمال الهنود الذين قرر غاندي الدفاع عن حقوقهم أمام الشركات البريطانية التي كانوا يعملون فيها. وتعتبر الفترة التي قضاها بجنوب أفريقيا (1893 – 1915) من أهم مراحل تطوره الفكري والسياسي حيث أتاحت له فرصة لتعميق معارفه وثقافاته والاطلاع على ديانات وعقائد مختلفة، واختبر أسلوبا في العمل السياسي أثبت فعاليته ضد الاستعمار البريطاني. وأثرت فيه مشاهد التمييز العنصري التي كان يتبعها البيض ضد الأفارقة أصحاب البلاد الأصليين أو ضد الفئات الملونة الأخرى المقيمة هناك. وكان من ثمرات جهوده آنذاك عديد من الإنجازات أهمها:إعادة الثقة إلى أبناء الجالية الهندية المهاجرة وتخليصهم من عقد الخوف والنقص ورفع مستواهم الأخلاقي-إنشاء صحيفة "الرأي الهندي" التي دعا عبرها إلى فلسفة اللاعنف-تأسيس حزب "المؤتمر الهندي للناتال" ليدافع عبره عن حقوق العمال الهنود.-محاربة قانون كان يحرم الهنود من حق التصويت. -تغيير ما كان يعرف بالمرسوم الآسيوي الذي يفرض على الهنود تسجيل أنفسهم في سجلات خاصة- ثني الحكومة البريطانية عن عزمها تحديد الهجرة الهندية إلى جنوب إفريقيا.-مكافحة قانون إلغاء عقود الزواج غير المسيحية. عاد غاندي من جنوب إفريقيا إلى الهند عام 1915م، وفي غضون سنواتٍ قليلة من العمل الوطني أصبح الزعيم الأكثر شعبية. وركز عمله العام على النضال ضد الظلم الاجتماعي من جهة وضد الاستعمار من جهة أخرى، واهتم بشكل خاص بمشاكل العمال والفلاحين والمنبوذين. تميزت مواقف غاندي من الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية في عمومها بالصلابة المبدئية التي لا تلغي أحيانًا المرونة التكتيكية، وتسبب أسلوبه في التفاوض بين المواقف القومية المتصلبة، والتسويات المرحلية المهادنة حرجًا مع خصومه ومؤيديه وصل أحيانًا إلى حد التخوين والطعن في مصداقية نضاله الوطني من قبل المعارضين لأسلوبه. واصل غاندي مواجهاته المتتالية لقوانين الاحتلال الجائرة، والسعي الدأوب نحو استقلال الهند ووحدته. بانتهاء عام 1944م وبداية عام 1945م اقتربت الهند من الاستقلال، وتزايدت المخاوف من الدعوات الانفصالية الهادفة إلى تقسيمها إلى دولتين بين المسلمين والهندوس، وحاول غاندي إقناع القائد الأعظم محمد علي جناح الذي كان على رأس الداعين إلى هذا الانفصال بالعدول عن توجهاته لكنه فشل. وكان القائد محمد علي جناح مؤسس جمهورية باكستان أحد أبرز شخصيات شبه القارة الهندية في النصف الأول من القرن العشرين، وقد شهدت القضية الكشميرية في عهده ولادتها تاريخيًا مع بداية التقسيم عام 1947م، وما صاحب ذلك من أزمة سياسية بين البلدين أدت إلى اندلاع أولى الحروب بينهما في العام نفسه .وتم ذلك الانفصال بالفعل في 16 أغسطس 1947م، وفور إعلان تقسيم الهند سادت الاضطرابات الدينية عموم الهند، وبلغت من العنف حدًا تجاوز كل التوقعات، فسقط في كلكتا وحدها على سبيل المثال ما يزيد عن خمسة آلاف قتيل. وقد تألم غاندي لهذه الأحداث واعتبرها كارثة وطنية، كما زاد من ألمه تصاعد حدة التوتر بين الهندوباكستان بشأن كشمير وسقوط العديد من القتلى في الاشتباكات المسلحة التي نشبت بينهما عام 71948/194م وأخذ يدعو إلى إعادة الوحدة الوطنية بين الهنود والمسلمين طالبًا بشكل خاص من الأكثرية الهندوسية احترام حقوق الأقلية المسلمة. لم ترق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه، وبالفعل في 30 يناير 1948م أطلق أحد الهندوس المتعصبين ويدعى ناثورم جوتسى ثلاث رصاصات قاتلة سقط على أثرها المهاتما غاندي صريعًا عن عمر يناهز 78 عامًا. ولكم في مهاتما غاندي أسوة إنسانية حسنة، فكان غاندي رمزًا عالميًا للمقاومة السلمية واللاعنف، كما كان زعيمًا روحيًا يحتذى به في الصبر والجلد، ومثالاً طيبًا للزهد والترفع، والتحمل والتقشف وبساطة العيش، وسهولة التعبير وسلامة الموقف، وسرعة الاستجابة، ومرونة التعامل. كما كان نموذجًا مشرفًا للتنوير والتمسك بالقيم الإنسانية وعدم التفرقة، وكذلك رائدًا لترسيخ مبادئ الحرية والمساواة والوحدة الوطنية.. نعم الرجل الإنسان.. الزعيم الروحي.. المسالم المستنير.. المهاتما غاندي.. وفي بداية الأمر ونهايته.. الحكم لله.. هو أحكم الحاكمين.. ولله المثل الأعلى..ولكم في رسول الله أسوة حسنة..