(ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) هذه الآية الكريمة ذكرها الكابتن محمد صلاح لاعب نادى الزمالك السابق الذى ينتمى إلى الزمن الجميل وكرة الفن والهندسة قالها موجه كلامه لزملائه من المدربين يذكرهم بعقاب الله سبحانه وتعاله لمن يقصر فى عمله ولا يتمه على أكمل وجه ويحملهم تبعيات تصرفاتهم وسلوكياتهم ومرعاة ضمائرهم ويعلمهم بأن كل إنسان يحاسب على عمله عن كل ما يخط ويكتب ويسلك فلا يستوى عند الله الذين يعملون والذين لايعملون كما لاتستوى الظلمات والنور فالمدرب مثله مثل المعلم مسئول عن حرفته ومسئول عن تأصيل المبادئ وإرساء القواعد ومراقبة الضمير وأرجع الكابتن صلاح الأسباب التى عملت على تأخر الرياضة وخاصة كرة القدم فى مصر إلى العديد من السلبيات منها ما هو خارج عن الإرادة مثل الظروف القهرية التى تمر بها البلاد والتراجع المادى والفنى نتيجة غياب الجماهير عن الملاعب والذى أدى غيابهم إلى فقدان التذوق والمتعة فالكرة بدون تشجيع الجماهير كالملح بلا طعام وأكثر ولكن ما يعتبره السبب الرئيسى فى التراجع سلوك المدربين وعقلية المدرب فنادرًا ما نجد منهم من يبدأ من حيث ينتهى السابق عليه فالكل عندما يتولى تدريب فريق جديد يعمل على الخلاص ومحو وشطب الذى فعله من أتى قبله وطمس أى معلم من معالم المدرب السابق لذلك على حد قوله (نقف دائمًا محلك سر) ولا نتقدم خطوة للأمام ولا نعترف بأن كلا منا يكمل الآخر والاعتراف بتواصل الأجيال وبالتالى تواصل الأفكار والعقول وتعدد وجهات النظر وبالطبع كل شخص له رؤيته ووجهة نظره التى تعتبر إضافة جديدة إلى الفكر الإنسانى ولكننا دائمًا تسيطرعلينا نظرية واحدة هى نظرية الأنا فلا قبلى ولا بعدى وبالطبع أنا أتفق معك ولكن هل يطبق كابتن صلاح هذا المبدأ عندما يتولى تدريب فريق جديد هل يبقى على ما قام به المدير الفنى السابق ويبدأ من حيث انتهى ولا يستأصل من الفريق العناصر التى كانت من اكتشاف من جاء قبله خاصة إن كانت تتمتع بالموهبة والقدرات التى تؤهلها إلى عدم المساس بمكانتها فى الفريق إن كنت تفعل ذلك فنحيى فيك هذا الفكر العالى والضمير اليقظ والحرص على مستقبل الكرة فى مصر وأشكرك لأن كلماتك أدخلت فى نفسى بعض الأمل الذى أعتقدت أنه أصبح من الأحلام تحقيقه فى هذا العالم الغريب الذى ينتمى كل شخص فيه إلى نفسه فقد مس حديثك فى عقلى وقلبى ذكرى غير طيبة فمن خلال متابعتى لما يحدث على المستطيلات الخضراء خاصة فى مدارس الكرة وقطاعات الناشئين بالأندية لمست حجم الظلم والتجاوزات تجاه بعض اللاعبين وكحالنا فى كل شىء فقد نجد الكثير من المواهب التى يقضى عليها وليس هناك من سبب إلا لكون هذا اللاعب محبوب من مدربه السابق ولأن المدرب الجديد لا يحبه وليس بينه وبين اللاعب "استلطاف" فيعمل بكل الحيل على إبعاده ولايتعاطف مع تاريخه أوقدراته أو إمكانياته أو ما بذل معه من جهد وما قدمه له الأهل من تعب ومشقة وأموال ولا يراعى كل ذلك لأن الهوى فى نفسه لايميل إلى كفة هذا المسكين وكثير من الأسباب التى لا يريد القلم أن يسطر فى كتابتها حزنًا وألمًا وتعففًا عن الحديث فى مثل هذه الأمور التى تصيب بالاشمئزاز والإحباط ونحن فى حاجة إلى بريق من الأمل يخرجنا من هذه الأجواء.