استكمالًا للمقال الذي كنت قد طرحت به فكرة متضمنة نداء لأصحاب شركات ومصانع العصائر والمياه الغازية، حتى يكفوا عنا أذاهم من العبوات الزجاجية الصغيرة أو الكبيرة والتي لا ترد للمصانع بعد استخدام المستهلك لها، مثلما كانت تفعل مصانع المياه الغازية قديمًا. الأمر الذي تفاقمت نتائجه وأصبحت تتسبب في إيذاء المواطنين بدرجة كبيرة من عدة أوجه: كالإصابات والجروح من كسر الزجاج، وثقب العديد من إطارات السيارات ووسائل النقل، مما يؤدي إلى استهلاك كبير لتلك الإطارات، بالإضافة إلى وقوع العديد من حوادث الطرق بسبب انفجار تلك الإطارات، ناهيك عن توفر تلك العبوات الزجاجية الفارغة لبعض البلطجية والمجرمين في تصنيع عبوات المولوتوف بسهولة أثناء المشاجرات وغيرها لإيذاء الآخرين، هذا إن لم تصبح الكارثة أكبر ويتم استخدامها في تصنيع القنابل البدائية.. ولكل هذه الأشياء الملفتة للنظر وبوضوح، وبعد أن لمست تلك الأخطار بصفة شخصية وعن قرب، وجدت أنه كنوع من المسئولية تجاه إخواني المصريين أن أبادر بذلك النداء، وفي حال عدم استجابة المسئولين وأصحاب هذه المصانع وتلك الشركات، فسوف ننادي جميعًا بمقاطعة العبوات الزجاجية التى لا ترد بعد استخدامها! وحين قمت بنشر المقال الأسبوع الماضى وجدت من خلال الرسائل العديدة التي وصلتنى أن الفكرة بفضل الله قد استساغها الكثير، وأخذها البعض محمل الجد بنية قوية ويملؤهم الحماس للمشاركة، والبعض الآخر اعتبرها مجرد فكرة جميلة، فيما تعجب آخرون أننى أوجه ندائي لأصحاب المصانع ولا أحذر من يقومون بكسرها، في حين تخوف غيرهم منها محذرًا إياي وبشدة من التصدي بكلمتي البسيطة لفطاحل تجار الزجاج، تخوفًا منهم عليّ أو أن محاولاتي قد تبوء بالفشل الذريع.. وأننى لأتوجه بالشكر لكل من اهتم بالفكرة وأشاد بها أو كل من كان يحرص على سلامتى.. ولكني أري أنه من أهم رسائل الإعلامي والصحفي هي محاولة تصحيح أوضاع المجتمع والمساهمة فى الحفاظ على سلامة وممتلكات المواطنين ومخاطبة الأصول المتسببة في إحداث الأخطاء وليس الفروع!.. ومن هنا قررت متوكلة على الله تعالى في إعلانها حملة "ارحمونا من زجاجكم" حتى يستجيب إن شاء الله أصحاب المصانع ليستعيضوا عن الزجاج بمادة أخرى آمنة، أو تعديل طريقة التعامل مع المستهلك بالنسبة للزجاج.. أو نبدأ المقاطعة لتلك المنتجات الزجاجية ويشارك فيها الجميع بإذن الله.