يخيل لى أن شوارعنا يومًا ما ستمهد بالزجاج بدلاً من الأسفلت، وأننا سنخطو على الزجاج وكأننا نمشى على الباركيه أو الموكيت فى منازلنا وبشكل طبيعى جداً، فكم الزجاج الذى يقابلنا يومياً أثناء سيرنا فى الشوارع على الأقدام أو عند قيادة سيارتنا، يجعلنا نفكر أن نطلق على بلدنا اسم "مدينة الزجاج".. أعتقد أن هذا الأمر أصبح ملحوظًا وبشكل كبير للعامة، وخاصة بعد "فكاكة" أصحاب مصانع المياه الغازية فى التفنن فى شكل زجاجات منتجاتهم وهذه المنافسة الجلية بين الشركات فى شكل الزجاجات أكثر من تنافسهم فى جودة المنتج وطعمه.. ما يثير استفزازك هو أن تلك الشركات شبه استعاضت عن الزجاجات البلاستيكية وعبوات الزجاجات الكبيرة والصغيرة التى كنا نستبدلها "الفارغة بالممتلئة" من أقرب سوبر ماركت لمنازلنا، بالزجاجات التى لا ترد، الأمر الذى بات مزعجاً للكثيرين.. فهذه الزجاجات الفارغة لا يحرص معظم مستخدميها على وضعها فى صناديق القمامة بعد الانتهاء من شرب العصائر أو المياه الغازية، وخاصة الأطفال والشباب الصغير الذى يكون حرصه الأول هو كسرها، وبالتالى إزعاج الآخرين أو ربما إصابتهم، ناهيك عن الفوائد الجمة لتجار إطارات السيارات وورش صيانتها من مصيبة أصحاب تلك السيارات بعد انفجار إطاراتهم وثقبها على أقل تقدير، وهنا ندرك حقيقة القول إن "مصائب قوم عند قوم فوائد".. وكل ما سبق أهون بكثير من تيسير استخدامها وللأسف فى تصنيع المولوتوف والقنابل الصغيرة من جانب بعض المجرمين بالفطرة التى تسول لهم أنفسهم استباحة إيذاء الغير "أيا كان"! ومن هنا توجب علينا جميعاً أن نتكاتف لدرء الأذى والمفاسد عن الكبار والصغار، فمع بداية الصيف وكثرة استخدام العصائر والمياه الغازية.. أناشد جميع أصحاب ومديرى هذه الشركات أن يستعيضوا عنها بمادة أخرى غير مضرة للإنسان حال استعمالها لشرب المنتج أو بعد أن يخلص من استعمالها!! وأن يرحمونا من زجاجهم يرحمهم الله.. أو أن نشن جميعاً حملة لمقاطعة الزجاجات التى لا ترد، والتى يتحمل المستهلك أصلاً تكاليفها دون فائدة عائدة عليه غير إيذاء الناس، وقتها سيرحم عامل النظافة من أتعاب حملها، والأطفال والكبار من الإصابات بكسر الزجاج، وأصحاب السيارات من الحوادث وعطل إطاراتهم، وسيرحم الجميع من "وجع القلب".