أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن السلطات الاسرائيلية تعمل على تحويل مدينة القدسالمحتلة الى ثكنة عسكرية أثناء زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس، والمنتظر وصوله الى المدينة المقدسة مساء غد الأحد. وقال دليانى، فى تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن السلطات الاسرائيلية اتخذت إجراءات مشددة لتضييق الخناق على المواطنين المقدسيين خلال الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان، مؤكدا "منذ صباح اليوم بدأت السلطات الاسرائيلية فى وضع حواجز حديدية عسكرية وداخل البلدة القديمة مع انتشار كبير لقوات الجيش الاسرائيلى، ما أدى الى تحويل القدس الى ثكنة عسكرية". وأوضح أن "هناك تضييقا على وصول المصلين الى كنيسة القيامة حيث سيتم عقد اللقاء التاريخى بين يجمع البابا فرنسيس وبطريرك القسطنطينية للأرثوذكس بارثلماوس، وتم الاعلان عن السماح لدخول المصلين الراغبين فى المشاركة فى اللقاء من منطقة "باب جديد" بالبلدة القديمة فقط وسيمنع المصلين الوصول من أى أبواب أخرى". وأضاف دليانى "كما تم الاعلان عن السماح بالدخول الى كنيسة القيامة من أحد أبواب سوق "الدباغة"، وليس من الباب الرئيسى المؤدى الى الكنيسة، مع غلق لبعض المتاجر فى المنطقة". وسلط الضوء على هذه الاجراءات المتشددة مقارنة بما قامت به السلطة الفلسطينية فى مدينة بيت لحم والتى ستظل مدينة مفتوحة أثناء زيارة البابا ، مشيرا الى تشجيع من السلطة للجميع للمشاركة فى الاحتفال بقداسة البابا بعكس ما تقوم به سلطات الاحتلال فى القدس ومحيطها. وأكد أن اسرائيل تهدف من وراء هذه الاجراءات الصارمة أولا فرصة التضييق على المواطنين المقدسيين وثانيا محاولة طمس أية هوية أخرى أو عنصر من الهوية المقدسية الحقيقية سواء المسيحية أو الاسلامية. وقال "اسرائيل تريد فقط نقل صورة للعالم عبر التواجد الصحفي الكبير المرافق للبابا بأن هناك وجود اسرائيلي وشرطة اسرائيلية وبالتالى محاولة طمس أى عنصر من الهوية المقدسية الحقيقية". وعن الرسالة الموجهة لقداسة البابا أثناء زيارته التاريخية، قال "الرسالة سيراها بأم عينيه لا يحتاج أحد أن يقول شيئا، سيرى أن القدس تعيش تحت الاحتلال أحلك الظروف وأن كل من هو غير يهودى هو مستهدف ومضطهد فى هذه المدينةالمحتلة". كما أكد دليانى على انتهاء جميع الاستعدادات التى قامت بها الكنائس وخاصة البطريركية اللاتينية فى القدس وحراسة الأراضى المقدسة وكذلك بطريركية الروم الارثوذكس، وذلك للتحضير باللقاء المرتقب بين البابا فرنسيس وبطريرك القسطنطينية للأرثوذكس بارثلماوس الذى يأتى إحياء لذكرى اللقاء التاريخى بين البابا بولس السادس والبطريرك أثيناغورس، الذى تم قبل 50 عاما. وأعرب دليانى عن أمله فى أن يتم السماح لأكبر عدد من المواطنين للوصول الى كنيسة القيامة/ مؤكدا "هناك حاليا جهات تعمل على ذلك". ومن المقرر أن يصل البابا فرنسيس مساء الأحد الى مطار تل أبيب ومن ثم سينتقل الى جبل الزيتون فى القدس ثم سيعقد اللقاء التاريخى مع بطريرك القسطنطينية للأرثوذكس بارثلماوس بكنيسة القيامة. وفى صباح يوم الاثنين سيقوم بزيارة الى المسجد الأقصى للقاء مفتى القدس ورجال الدين الاسلامى، وبعد تناول الغداء سيلتقى ببعض رجال الدين بكنيسة الجثمانية بالقدس. ثم سيرأس البابا قداس صغير من المطارنة فى غرفة العشاء الأخير قبل مغادرته الأراضى المقدسة.