كان مؤسفا حقا بل ومؤلما ، أن لا يشارك أي من أعضاء مجلس النقابة ، في الندوة التي عقدت بمقر نقابة الصحافيين يوم السبت الماضي ، بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السياسي والاقتصادي الكبير الاستاذ عادل حسين رحمه الله تعالى!. لم يكن على المنصة إلا ابن شقيقه أمين عام حزب العمل الاستاذ مجدي أحمد حسين ورئيس تحرير الشعب الاسبق الاستاذ طلعت رميح والقاضي الجليل والمؤرخ المصري الكبير المستشار طارق البشري وشقيق زوجته الزميل خالد يوسف ! رغم أن الورقة التي وزعت على الحضور عند مدخل النقابة ، كانت تقول إن يحى قلاش سيشارك فيها ، ومع ذلك خلت المنصة من يحى ومن زملائه في مجلس النقابة ! لاشك أن تصرفات بعض الزملاء بالمجلس باتت تثير الكثير من التساؤلات والاستغراب ، حتى النقيب ذاته الزميل جلال عارف ، يتصرف احيانا وكأنه ليس نقيبا للصحفيين وأنما نقيبا ل"جمعية تعاونية" تهتم فقط بتوفير السمن والسكر والزيت لأعضائها ! إذ يعترض أحيانا على بعض أوجه التعبير من قبل الزملاء ، مدعيا أنه لايريد تسييس قضايا الصحفيين وكأنه يريد أن يقول "لا سياسة في الصحافة ولا صحافة في السياسة" أو يريد أن يرسى قواعد جديدة وشاذة ومستغربة للفصل بين "الصحافة والسياسة" ! قال هذا الكلام قبيل انعقاد الجمعية العمومية التي عقدت بعد ظهر الجمعة الماضي ، وكأن ملف "حبس الصحفيين" في قضايا النشر ليس سياسيا ! نريد من الزميل العزيز أن يذكر سببا واحدا أو مثلا واحدا تكون فيه مشاكل الصحفيين المهنية بمعزل عن السياسة ! نعود إلى غياب مجلس النقابة عن المشاركة في الندوة التي عقدت بمقرها بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل عادل حسين ... وأريد أن يقدم المجلس مبررا واحدا لتخلف مشاركته في ندوة خاصة بواحد من أكبر اعضاء النقابة وزنا على الصعيد المهني والسياسي والاقتصادي . فإذا كان المجلس خائفا من غضب جهة ما .. فإن عادل حسين ذلك المعارض الشرس والعنيد للنظام قد توفى منذ خمس سنوات ، ولم يعد يخيف أحدا ، خاصة بعد أن ضيع تلاميذه تراثه ولم يقوموا عليه .. مثل ما اضاع اصحاب فقيه مصر الكبير الليث بن سعد تراثه لتقاعصهم عن الحفاظ عليه وكتابته .. رغم أن سعد كان افقه من مالك بشهادة تلميذ الأخير الامام الشافعي رحم الله تعالى الجميع . لقد قيل في الندوة كلاما مؤثرا ومؤلما .. كان ينبغي أن يسمعه مجلس النقابة ليتحمل مسئوليته المهنية والانسانية والأخلاقية إزاء الصحفي الكبير عادل حسين. لقد سمعت من زوجته مثلا أن كتابه "العمدة" والذي يعد واحدا من أهم ما كتب عن الاقتصاد المصري في الثلاثين عاما الماضية ..كتاب "الاقتصاد المصري من الاستقلال إلى التعبية " اختفى تماما وبات أثرا بعد عين .. رغم أنه كتاب بالغ الاهمية استشرف سيناريوهات مستقبل مصر الاقتصادي في عهدي السادات ومبارك" حتى أن المؤرخ الكبير المستشار طارق البشري أوصى بضرورة طباعة الفصل الخامس عشر وحده ، إذا تعسر اعادة طبع الكتاب كاملا ، لأهمية هذا الجزء من الكتاب . عرضت ايضا زوجته مكتبة عادل حسين الخاصة على النقابة ، أن تنقلها الاخيرة لمقرها ، ليستفاد منها شباب الصحفيين اسوة بالعرض الذي قيل أنه تقدم به الاستاذ هيكل للنقابة منذ أكثر من شهرين . عادل حسين لا يستحق هذا التجاهل من مجلس النقابة ، وإذا كان المجلس لايعير اهتماما بصحفي في وزن وقيمة وعطاء عادل حسين الوطني .. فكيف سيكون حاله مع الصحفين الغلابة ... وهم من يشكلون السواد الاعظم من أعضائها ؟! [email protected]