قال حسام شاكر، المنسق الإعلامي لجامعة الأزهر، إن مانشر على لسان أحد الكتاب بإلغاء جامعة الأزهر، أو نقل تبعيتها لإحدى الجامعات أو اقتصارها على دراسة العلوم الشرعية يؤثر سلبًا على الطلاب الوافدين للدراسة في الأزهر. وكان الكاتب جمال الغيطاني نشر مقالاً في جريدة الوفد بتاريخ 8/5/ 2014 اقترح فيه إلغاء الكليات العملية بالجامعة وإلحاقها بجامعة عين شمس أو استقلالها بجامعة مدنية، بدعوى خروج المظاهرات منها، وأن إنشاءها إنما جاء تلبية لإرادة سياسية. وأكد شاكر أن "الأزهر بكلياته الشرعية والعملية قوة علمية لا يستهان بها وبإمكانها التأثير فى عقول الكثير من المسلمين فى شتى بقاع الأرض". وأضاف في رده على الغيطاني: "غفل الكاتب عن عالمية جامعة الأزهر ومطالب الدول الأفريقية والآسيوية للدراسة فيه حيث لاتقتصر الدراسة على الكليات الشرعية فهناك أكثر من 80 طالب من ماليزيا يدرسون بكلية طب الأسنان فضلا عن الطب البشرى -من الكليات التى طالب الكاتب بإلغائها" وأشار إلى أن "من هؤلاء من يبيع منزله للدراسة فى جامعة الأزهر لمكانتها العالمية، وأن هناك أربع وزراء في سلطنة بروناي تعلموا في الأزهر، حيث يشغل منصب وزير التعليم "أزهري" فى حين يشغل منصب وزير الأوقاف "ابن للأزهر"، بينما يقوم على دار الإفتاء شيخ تخرج في الأزهر، ووزير الداخلية في سلطنة بروناي، أحد أبناء الأزهر خريج كلية الشريعة والقانون، ومفتى إريتريا الذى بلغ التسعين من عمره لايزال محتفظا بزيه الأزهري الذي درس به في جامعة الأزهر. وأضاف شاكر أن الكليات العملية ليست غريبة على جامعة الأزهر وليست وليدة قانون تطوير الأزهر فى الستينيات وقد حفل التاريخ بمن أنجب الأزهر من أطباء وعلماء منذ إنشائه، وكان من أبرز شيوخه الذين تربعوا على كرسى المشيخة بارعين فى مهنة الطب وعلم الفلك، الشيخ أحمد عبد المنعم الدمنهوري طبيب من علماء الأزهر- درس الفقه والعلوم الحكمية وعلم الأصول والطب، وكان عالمًا بمذاهب أئمة الفقه الأربعة، وقد وصفه معاصروه بأنه كان عالمًا فذًا، ومؤلفًا عظيمًا وارتقى منصبه بالقاهرة إلى أن أصبح شيخ الجامع الأزهر لبث في منصبه هذا عشر سنوات، وهكذا يسجل تاريخ الطب في الأزهر لأول مرة أن طبيبًا عالمًا أزهريًا قد ارتقى إلى منصب شيخ الإسلام. وترك أستاذ الطب الأزهري الذي أصبح شيخا للأزهر مؤلفات طبية متعددة يذكر المؤرخون منها كتابه المسمى " القول الصريح في علم التشريح، وكتابه المسمى "القول الأقرب في علاج لسع العقرب" وهو مخطوط بدار الكتب المصرية. وكذا الشيخ حسن العطار الذي قال عنه علي مبارك فى " الخطط التوفيقية": إنه جد في التحصيل، حتى بلغ من العلم في زمن قليل مبلغًا تميز به واستحق التصدي للتدريس ولكنه مال إلى الاستكمال، واشتغل بغرائب الفنون والتقاط فوائدها كالطب والفلك والرياضة. وألف رسائل في (الطب والتشريح) وله كتاب في الصيدلة ردًا على تذكرة داود الانطاكي، وما يزال هذا الكتاب مخطوطاً في مكتبة رواق المغاربة في الجامع الأزهر وذلك إلى جانب تصانيفه في العلوم الرياضية والفلكية ورسالة في كيفية العمل بالاسطرلاب وكان يرسم بيده: المزاول النهارية والليلية ومما يدل على رعاية الشيخ العطار للدراسات الطبية أنه وقف في مدرسة الطب بأبي زعبل مشيدًا بفائدة الطب في تقدم الإنسانية. وهكذا يسجل تاريخ الطب في الأزهر لثاني مرة أن عالمًا مجددًا متحررًا مشتغلاً بالدراسات الطبية مؤلفًا فيها يتولى منصب شيخ الأزهر وإمام المسلمين. وقال شاكر إن الدراسات الطبية والعلمية جزء لا يتجزأ من جوهر الشريعة الإسلامية في أوسع معانيها، فإن أحكام الدين الإسلامي في تنظيمها لحياة الفرد مستقلاً مع نفسه أو علاقته مشتركاً مع غيره، تتطلب المعرفة الكافية بكل ما يتضمنه الطب والعلوم من حقائق ومعارف . وأضاف أنه عند تأسيس مدرسة الطب التي قام عليها كلوت بك كان من طلابها أبناء الأزهر وتعدى عددهم مائة طالب، وهكذا كان أبناء الأزهر دعائم النهضة الطبية في العصر الحديث ولم يقتصر جهد هؤلاء الرواد الأزهريين على دراسة الطب وممارسته بل حملوا إلى جانب ذلك أعباء الترجمة والتأليف.