شككت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تصريحات المرشح الرئاسي المصري المشير عبد الفتاح السيسي في حواره مع شبكة "سكاي نيوز العربية" حول دعمه للشباب. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 13 مايو أن تصريحات السيسي كانت متناقضة, حيث أشاد بدور الشباب في ثورة 25 يناير، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن مصر لا تحتاج المزيد من التظاهرات. وتابعت الصحيفة " تصريحات السيسي تتناقض أيضا مع حقيقة اتساع حملات القمع الأمنية في مصر, لتشمل أيضا الشباب العلماني والنشطاء, الذين انتقدوا الحكومة المدعومة من الجيش". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" أبرزت أيضا في 11 مايو ما سمتها "تناقضات" الحوار, الذي أجراه السيسي مع الإعلاميين إبراهيم عيسى ولميس الحديدي, على قناتي "أون تي في", و"سي بي سي". وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 12 مايو "السيسي أكد خلال الحوار احترامه للحريات، ولكنه حاول التهرب من الإجابة على السؤال عن المحاكمات القاسية, التي تخضع لها جماعة الإخوان المسلمين"، وقال :"إن القضاء سلطة منفصلة لايحق لأحد التدخل في قراراته". وتابعت "السيسي حاول أيضا تأكيد تبنيه الديمقراطية، في حين أن الحملات الأمنية اتسعت ضد المعارضة عقب الانقلاب العسكري, وامتدت لتشمل جميع أطياف المعارضة، ولم تقتصر على الإسلاميين فقط". وكان السيسي قال في حواره مع شبكة "سكاي نيوز العربية" في 12 مايو إنه ليس بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين خصومة أو ثأر، واعتبر أن السلام بين مصر وإسرائيل صار مستقرا، وتعهد بصيانة الحريات والديمقراطية في البلاد. واتهم السيسي جماعة الإخوان بأنها قدمت نفسها بشكل جعل المصريين لا يقبلونها، وقال :"إن الإخوان حولوا الخلاف السياسي بسبب فشلهم إلى خلاف ديني". وبخصوص السلام مع إسرائيل, اعتبر السيسي أنه صار مستقرا، وأشار إلى أن هذه الحالة سمحت بتجاوز القلق من وجود قوات مصرية في بعض المناطق من شبه جزيرة سيناء التي تمنع نصوص معاهدة السلام الموقعة في 1979 الجيش المصري من الانتشار فيها. وأوضح أن الإسرائيليين تفهموا أن هذه القوات منتشرة في هذه المناطق من أجل منع تحول المنطقة لقاعدة انطلاق هجمات باتجاه مصر وجيرانها. وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا إن بلادهم وافقت على نشر مدرعات وطائرات مروحية للجيش المصري في منطقة بسيناء تنص المعاهدة على وجود الشرطة فقط فيها، وجاء ذلك بعد تصاعد الهجمات المسلحة في المنطقة. وسئل السيسي عما إذا كان سيسعى لتعديل معاهدة السلام مع الإسرائيليين إذا انتخب فقال :"ما نريده نقوم به حاليا، ولو تطلب الأمر تعديل الاتفاقية فلا أعتقد أنهم سيرفضون لأنهم يعلمون أنهم يتعاملون الآن مع دولة وجيش يشكل قوة عادلة وقوة رشيدة وقوة مدافعة وليست قوة حمقاء، وهذه القوة ليست ضد أي أحد وإنما ضد أي شيء يؤثر في الأمن القومي المصري أو الأمن القومي العربي". ومن جانب آخر، وجه السيسي رسالة إلى الشباب ودعاهم إلى تحضير أنفسهم لتولي القيادة في المستقبل، وتعهد بتعيين عدد منهم مساعدين لبعض كبار المسؤولين كالوزراء والمحافظين، وجاء ذلك في رسالة من وزير الدفاع السابق باتجاه هذه الفئة بعد المخاوف التي أثارها الحكم بالسجن على عدد من أبرز القيادات الشبابية, التي شاركت في الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك وباركت عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وكان السيسي أثار مخاوف من حجم الحريات في عهده في حال جرى انتخابه حين ألمح لمجموعة من رؤساء تحرير الصحف المصرية في اجتماع بالقاهرة قبل أيام إلى أنه يعطي "أولوية للاستقرار على حساب الحريات". وسأل السيسي هؤلاء الصحافيين "أنتم تكتبون في الصحف أن لا صوت يعلو فوق صوت حرية التعبير، ما هذا؟". وأضاف مستنكرا "من هو السائح الذي سيأتي إلينا ونحن نتظاهر كل يوم بهذا الشكل؟ هل نسيتم أن هناك ملايين من البشر والأسر غير قادرين على كسب قوت يومهم بسبب توقف السياحة؟", وشدد على أن التظاهر المستمر هو "أحد مظاهر عدم الاستقرار".