يعقد اليوم الأربعاء في البحرين المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت مجموعة العلماء والدعاة الأفاضل الذين يرعون هذا العمل الطيب قد تفضلوا بدعوتي للمشاركة فيه ، غير أن الترتيبات الإدارية والتنظيمية كالعادة لم تكن على مستوى الحدث ، لأن الدعوة وصلتني أول أمس ، وكان علي أن أرتب كل أموري وأسافر خلال أربع وعشرين ساعة ، مشمولة بإعداد ورقة حول أحد محاور المؤتمر ، وبالتالي كانت النتيجة هي الاعتذار عن المشاركة ، رغم حرصي على الإسهام في هذا العمل المهم ، والاعتذار من ثم كان اضطراريا لأن الدعوة تحولت إلى ما يشبه جبران خاطر ، لأنها من الناحية العملية غير ممكنة ، وفي مثل هذه الحالات نكون معشر المثقفين مدركين بحكم الخبرة أن خطاب الدعوة الذي تأخر كثيرا قد تم إرساله من جهة المجموعة الإدارية المشرفة على الترتيبات كنوع لإبراء الذمة ، لأنهم سوف يسألون عادة : لماذا لم يأت فلان ؟ فيتم إرسال الدعوة الشكلية لكي يكون الجواب : والله لقد أرسلنا إليه الدعوة ولكنه اعتذر ؟! ، على كل حال هذا المؤتمر هو الأكثر أهمية في الآونة الأخيرة ، بسبب ثقل وتاريخ القائمين عليه والقبول الواسع لهم في دوائر عديدة ، ففي مقدمتهم فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي ، وفضيلة الدكتور سلمان العودة الداعية السعودي المميز والمشرف على موقع الإسلام اليوم ، وأيضا الشيخ عادل المعاودة الداعية البحريني الكبير ، ونائب رئيس البرلمان البحريني وهو شخصية وافرة الحكمة وبعد النظر ، والدكتور صالح الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي ، والدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني المنسق للجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء ، هذه مجموعة الرعاة الكفيلة بإنجاح أي عمل دعوي جاد ، كما أن الأهداف العامة للمؤتمر ومحاوره حسب خطاب الدعوة الذي أرسل إلي تمثل بلورة جيدة لمجمل الأحوال والتطورات الأخيرة التي شهدتها ساحة الدعوة والحراك الثقافي والاجتماعي لرفض العدوان على شخص النبي الكريم في الصحافة الأوربية ، فالخطاب يغلب عليه العقلانية الشديدة ، والخطط الإيجابية لإنجاز أعمال حضارية راقية تستثمر ما حدث بشكل إيجابي وعمل تراكمي يحمي مقدسات المسلمين بقدر ما يعزز لغة التواصل والحوار الحضاري مع الآخرين ، ولكن يبقى أن الشرط الأساس لكي لا يتحول المؤتمر إلى مجرد " مكلمة " تنفض الأمور بعدها ، هو أن يتم تشكيل لجنة تنفيذية جيدة وجادة ، تمتلك القدرة والخبرة والوعي والإرادة والجدية وطول النفس على إنجاز ما يتم التوصل إليه من قرارات وتوصيات من هذا المؤتمر المهم ، أما لو ترك الأمر إلى مجموعة "موظفين" ، وإدارجية حسب التعبير المصري الدارج فإننا لن نعدو أن نكون قد أنجزنا عملا احتفاليا ودعائيا ، لا قيمة له على صعيد الواقع أو المستقبل . [email protected]