رحبت سوريا السبت بالنتائج الإيجابية التي وصلت إليها الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية معربة عن تقديرها للدور الإيجابي الكبير الذي قامت به مصر. صرح بذلك مصدر مسئول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية وقال إن سوريا ترى في قرب توقيع اتفاق المصالحة المنشودة انتصارا كبيرا لقضية الشعب الفلسطيني في نضاله العادل لتحرير أرضه واستعادة حقوقه ، الأمر الذي عملت سوريا من أجله وتطلعت إلى تحقيقه. وأضاف المصدر"أن سوريا إذ تبارك وتؤيد ما توصل إليه الفلسطينيون معربة عن تقديرها العالي للدور الإيجابي الكبير الذي قامت به مصر الشقيقة وتتطلع في الوقت نفسه إلى المزيد من الخطوات الفلسطينية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه". من ناحية اخرى ، أكد إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة استعداد حكومته للاستقالة لإنجاح المصالحة فيما اعلنت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنها ستضطر إلى إعادة النظر في سياستها لمساعدة السلطة الفلسطينية إذا شكلت حكومة منبثقة من المصالحة بين فتح وحماس. وقال هنية إنه "يعرب عن سعادته بهذا الاتفاق ويؤكد استعداد حكومته لتقديم الاستحقاق المترتب على هذا الاتفاق". وأشار هنية إلى أن حكومته "ذللت العقبات وشجعت وفتحت الباب واسعا امام هذه اللحظة الوطنية". وتوقع رئيس الحكومة المقالة في غزة أن "هذا الاتفاق لا يسر الأعداء الذين سيضعون أمامه العراقيل مما يستوجب تكاتف الجهود لمواجهتها وقطع الطريق على محاولات النيل من التصالح والوئام الوطني". وأشاد هنية بحركتي فتح وحماس لاتخاذهما هذه الخطوة التي "أسهمت في طي صفحة الخلاف وفتحت الباب أمام استعادة الوحدة الوطنية لترسيخ الشراكة السياسية والأمنية". كما ثمن الجهد المصري، معتبر أنه شكل "رافعة أساسية لإحداث الاختراق المنشود"، داعيا الشعب الفلسطيني إلى "الالتفاف حول الاتفاق ودعمه". من جهتها ، أكدت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنها ستضطر إلى إعادة النظر في سياستها لمساعدة السلطة الفلسطينية إذا شكلت حكومة منبثقة من المصالحة بين حركتي فتح وحماس التي تعتبرها الولاياتالمتحدة منظمة ارهابية. وقال مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الاميركية جاكوب ساليفان "سنبقي على برنامج مساعدتنا طالما بقي الرئيس عباس في السلطة". وأضاف أن "دعمنا الحالي للسلطة الفلسطينية يتعلق إلى حد كبير بمساهمتنا في بناء المؤسسات الفلسطينية الضرورية لدولة مقبلة". وتابع ساليفان "إذا شكلت حكومة جديدة سيكون علينا تقييم مبادئها السياسية ونقرر بعد ذلك الانعكاسات على مساعدتنا المحددة بالقانون الامريكي". وأوضح المسئول الأمريكي نفسه "ندعم المصالحة الفلسطينية انطلاقا من اللحظة التي تشجع فيها على السلام"، مؤكدا أن "على الحكومة الفلسطينية الجديدة ايا تكن، احترام مبادىء اللجنة الرباعية". وتقضي مبادىء هذه اللجنة التي تضم الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي بنبذ العنف وقبول الاتفاقات السابقة والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود. وكرر ساليفان "ندعم المصالحة الفلسطينية بقدر ما تدفع بقضية السلام قدما". واضاف "بشأن هذا الاتفاق تحديدا، سنواصل دراسة ميزاته وطريقة تطبيقه". وحذر كاي جرانجر الذي يشغل مقعد الجمهوريين في اللجنة الفرعية المشرفة على مراقبة المساعدة الخارجية من أن الولاياتالمتحدة "ستعيد النظر" في مساعدتها للفلسطينيين لمنع الاتفاق.