تنسيق الجامعات 2025| ننشر قواعد شروط تقليل الاغتراب للمرحلتين الأولى والثانية    وزير الري: 100 مليون دولار لتنفيذ مشروعات تنموية بدول حوض النيل    «العمل» تجري اختبارات للمرشحين لوظائف الأردن بمطاحن الدقيق    رشا عبدالعال: التسهيلات الضريبية فرصة لحل المنازعات دون أعباء إضافية    أسعار الخضروات اليوم الثلاثاء 12 أغسطس في سوق العبور    اتفاقيات صحية جديدة على طاولة المباحثات بين مصر والسويد    استشهاد 12 فلسطينيًا في قصف الاحتلال خان يونس ومدينة غزة    رئيس وزراء أستراليا: نتنياهو «في حالة إنكار» للمعاناة بقطاع غزة    مصرع شخص وإصابة 17 آخرين في حادث انقلاب سيارة بأسوان    «الأرصاد»: طقس شديد الحرارة على أغلب الأنحاء.. والعظمى بالقاهرة 40 درجة    انطلاق فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء بمشاركة أكثر من 70 دولة    نجم النصر السعودي يوجه رسالة للجماهير بشأن رونالدو    مدرب المنتخب السابق يكشف سر جديد: أحمد حسن زعل من انضمام حسام حسن للفراعنة    النزول بسن القبول بمرحلة رياض الأطفال في كفر الشيخ    قرار من محافظ الإسماعيلية بوقف ورديات عمال النظافة أوقات ذروة الموجة الحارة    انتشال جثمان طفل غرق في بحر شبين الكوم بالمنوفية    محافظ الشرقية ينعى الدكتور علي المصيلحي: نموذج للمسؤول الوطني المخلص    أمير محروس يوجه رسالة لأنغام: "حمدلله على سلامة صوت مصر"    هل يجب قضاء الصلوات الفائتة خلال الحيض؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    وزير الصحة يبحث تعزيز البرامج التدريبية للقطاع الصحي والقطاعات الحيوية    تعرف على ضوابط الإعلان عن الفائزين بانتخابات الشيوخ وهذه شروط الإعادة    الأعلى للإعلام: 20 ترخيصا جديدا لمواقع وتطبيقات إلكترونية    أشرف زكي وعمر زهران يشهدان ثاني ليالي «حب من طرف حامد» على مسرح السامر (صور)    «جربت الجوع سنين».. عباس أبوالحسن يهاجم محمد رمضان بعد صورته مع لارا ترامب    تعرف على شخصيات أبطال فيلم درويش وطبيعة أدوارهم قبل طرحه فى السينمات    يرتفع الآن.. سعر اليورو مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025 في البنوك    مياه البحيرة تكشف أسباب ظاهرة اشتعال الغاز من حنفيات قرية شرنوب    إعلام فلسطيني: اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي    انخفاض أسعار 4 عملات عربية خلال تعاملات اليوم    غرق سيدة وصغير في نهر النيل بسوهاج    ارتفاع التفاح.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    أمين الفتوى: "المعاشرة بالمعروف" قيمة إسلامية جامعة تشمل كل العلاقات الإنسانية    قافلة المساعدات المصرية ال13 تنطلق إلى غزة    منتخب الناشئين يواجه الدنمارك في مباراة قوية ب مونديال اليد    3 شهداء و7 إصابات برصاص الاحتلال قرب نقطة توزيع المساعدات وسط القطاع    "لوفيجارو": الصين في مواجهة ترامب "العين بالعين والسن بالسن"    جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية تكرم المشاركين في ملتقى القادة الأول    الأربعاء.. القومي لثقافة الطفل يقدم أوبريت وفاء النيل على مسرح معهد الموسيقى العربية    وزير الإسكان يعقد اجتماعا مع الشركات المنفذة لمشروع حدائق تلال الفسطاط    26 من زعماء الاتحاد الأوروبي: أوكرانيا يجب أن تتمتع بالحرية في تقرير مستقبلها    انتظام امتحانات الدور الثاني للدبلومات الفنية في يومها الرابع بالغربية    تنطلق الخميس.. مواعيد مباريات الجولة الثانية من بطولة الدوري المصري    لجان ميدانية لمتابعة منظومة العمل بالوحدات الصحية ورصد المعوقات بالإسكندرية (صور)    الاتحاد الأوروبي يبحث فرض حظر شامل على استخدام المواد الكيميائية الأبدية    مؤشرات تنسيق المرحلة الثانية، الحدود الدنيا للشعبة الأدبية نظام قديم    لتوفير الميزانية، طريقة عمل صوص الكراميل في البيت    إصابة 30 شخصا إثر حادث تصادم بين أتوبيس ركاب وسيارة نصف نقل على طريق أسيوط -البحر الأحمر    العظمي 38.. طقس شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة في شمال سيناء    «هلاعبك وحقك عليا!».. تعليق ناري من شوبير بشأن رسالة ريبيرو لنجم الأهلي    4 أبراج «في الحب زي المغناطيس».. يجذبون المعجبين بسهولة وأحلامهم تتحول لواقع    وليد صلاح الدين: أرحب بعودة وسام أبوعلي للأهلي.. ومصلحة النادي فوق الجميع    مبلغ ضخم، كم سيدفع الهلال السعودي لمهاجمه ميتروفيتش لفسخ عقده؟    مواقيت الصلاة في أسوان اليوم الثلاثاء 12أغسطس 2025    قرار هام بشأن البلوجر لوشا لنشره محتوى منافي للآداب    موعد مباراة سيراميكا كيلوباترا وزد بالدوري والقنوات الناقلة    «مشروب المقاهي الأكثر طلبًا».. حضري «الزبادي خلاط» في المنزل وتمتعي بمذاق منعش    أجمل عبارات تهنئة بالمولد النبوي الشريف للأهل والأصدقاء    أنا مريضة ينفع آخد فلوس من وراء أهلي؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واشنطن ودمشق.. جهود إعادة الدفء
نشر في الشروق الجديد يوم 17 - 08 - 2009

قام المبعوث الأمريكى بزيارة دمشق مرتين، وسبقته وتلته زيارات لمسئولين فى مجلس الأمن القومى ووزارة الخارجية الأمريكية، ودار خلال الفترة التى أعقبت تولى الرئيس أوباما حوار مكثف ما بين سوريا والولايات المتحدة، وجرت مياه فى قنوات تجمدت لسنوات طويلة، وبدأ الحديث عن عودة السفير الأمريكى إلى دمشق.
وهدأت حدة التصريحات الأمريكية بخصوص سوريا وسياساتها فى المنطقة، وتم تخفيف بعض القيود المفروضة على تعامل شركات أمريكية محدودة مع سوريا، وتعددت تصريحات مسئولين كبار فى الإدارة الأمريكية حول مدى تحسن العلاقات بين البلدين.
إلا أنه وفى نفس الوقت تم تجديد العقوبات المفروضة على سوريا، ولا يزال قانون محاسبة سوريا ساريا دون ظهور أى بوادر عن اتخاذ أى خطوات لإلغائه، فما الذى يحدث بين البلدين وماذا تريد واشنطن من دمشق؟
من الواضح أن الحوار والمحادثات التى جرت بين البلدين على مدى السنوات الماضية لم تتركز على العلاقات الثنائية، ولكنها تركزت بصورة أساسية حول ملفات وقضايا المنطقة المثارة، والتى رأت الإدارات الأمريكية المتعاقبة أنها تمس المصالح الأمريكية فى المنطقة.
وتتصدر هذه الملفات أربع نقاط رئيسية، هى: تحقيق الاستقرار فى لبنان وكذلك العراق والتحالف السورى الإيرانى وجهود التسوية الفلسطينية الإسرائيلية بعناصرها المختلفة.
ولاشك أن هناك تباينا واضحا فى وجهة نظر البلدين بخصوصها، إلا أن التعامل الأمريكى يشير إلى مقاربة جديدة أساسها أن سوريا لاعب مؤثر فى هذه الملفات، ويمكن استثمار قدراتها لدعم المصالح الأمريكية فيها.
واللافت للنظر أن السياسة الأمريكية تجاه سوريا اتخذت عدة محاور للحركة استهدفت تطويع وتغيير الموقف السورى تدريجيا، والتجاوب مع رغبة دمشق فى الدعم الأمريكى لمفاوضات السلام مع إسرائيل، لتقديم حافز مشجع لسوريا انطلاقا من رؤية واشنطن ضرورة تحقيق تقدم سريع فى ملف السلام بمساراته المختلفة، لتهيئة المناخ للتعامل مع الملف النووى الإيرانى.
وأكدت مصادر مختلفة أن المطالب الأمريكية بخصوص هذه الملفات كانت محددة. فهى لم تطلب دعم الاستقرار فى لبنان فقط، ولكن طلبت كذلك محاصرة نفوذ وحركة حزب الله ووقف أى مساندة للامتداد الإيرانى داخل الملف اللبنانى، كما لم تتركز حول ضبط الحدود مع العراق لمنع تسلل العناصر المعارضة عبرها.
ولكن وقف أى نشاط سياسى أو إعلامى للمعارضة العراقية على أراضيها، وتقديم مبادرات إيجابية لدعم الاستقرار فى العراق وتطوير التعاون مع حكومة المالكى. وتناولت المباحثات بالتفصيل، ضرورة الابتعاد بدرجة كافية عن السياسة الإيرانية فى المنطقة، ودعم جهود المصالحة الفلسطينية والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية.
وقد أدركت سوريا أن التجاوب مع المساعى الأمريكية سوف يجردها فى النهاية مما تمتلكه من أوراق للضغط والمساومة، فأصرت على التعامل مع هذه الملفات كحزمة واحدة، محورها الأساسى المفاوضات مع إسرائيل واستعادة الجولان، وأن تحقيق أى تقدم على هذا المستوى سوف ينعكس إيجابيا على الموقف السورى من الملفات الأخرى. وترى سوريا أن الموقف الأمريكى رغم مظاهر التغيير لا يزال محكوما بالرؤية الإسرائيلية لمفهوم السلام وأولويات القضايا ذات الأهمية فى المنطقة.
وهكذا نرى أن المباحثات السورية الأمريكية لا تزال تحتاج إلى جهود إضافية لتحقيق انفراجة حقيقية يمكن أن تؤسس لمرحلة أكثر إيجابية فى علاقات البلدين، وهو ما دعا الولايات المتحدة إلى الاستعانة بالاتحاد الأوروبى وتركيا لمساندة المحاولات الأمريكية. ولاشك أن الجهود الفرنسية والبريطانية والألمانية خلال الشهور الأخيرة تكشف بوضوح عن طبيعة التنسيق المشترك بهذا الخصوص.
واللافت هنا أن قضايا الحوار والمحادثات مع سوريا تناولت نفس المحاور التى تركزت عليها المحادثات بين واشنطن ودمشق، بل إن بعض دول الاتحاد الأوروبى قد تجاوزت الحركة الأمريكية للتقارب مع سوريا وخففت الضغوط عليها، مما أتاح لدمشق حرية حركة وحضورا إقليميا ودوليا كانت تفتقده، وهناك اتجاه أوروبى للتوقيع على اتفاقية الشراكة مع سوريا خلال الفترة القادمة وهو ما تتطلع إليه سوريا فى ظل الصعوبات التى يواجهها الاقتصاد السورى فى الفترة الأخيرة.
ولاشك أن السياسة والتحركات التركية فى المنطقة ليست بعيدة عن التحركات الأمريكية والأوروبية بل وتتم بالتنسيق معها. ولا يقتصر الدور التركى فى الملف الرئيسى من وجهة النظر السورية وهو المفاوضات مع إسرائيل على دور الوسيط، بل أصبحت تركيا الآن جزءا من الحل، حيث تمثل حدود الانسحاب الإسرائيلى من الجولان العقبة الرئيسية، لرفض إسرائيل وصول سوريا لمياه بحيرة طبرية.
وتطرح حاليا حلول لهذه العقبة من بينها قيام تركيا بتعويض سوريا بكميات مياه إضافية تفوق ما كانت تحصل عليه من طبرية، بل وإمداد الأردن ولبنان بكميات أخرى عبر سوريا، وهو ما يربط اقتصاديات تلك الدول بتركيا فى النهاية، ويزيد من حضورها المؤثر فى ملفات المنطقة.
وفيما يتعلق بالتحالف السورى الإيرانى، فمن الواضح أن جميع الأطراف التى تتحاور حاليا مع سوريا، تعتبرها القضية المركزية، حيث ينسحب هذا التحالف إلى امتداد واضح داخل ملفات الاهتمام الأخرى. و هو ما أدركته إيران مبكرا ونجحت فى إقامة نوع من التعاون الاستراتيجى مع سوريا يوفر لها سندا إقليميا فى مواجهة إسرائيل، الأمر الذى يحتاج إلى بذل جهود مكثفة وتوفير بدائل كافية للتخلى عنه.
وفى تقديرى أن طواقم الإدارة الأمريكية التى تدير ملف سوريا تدرك ذلك بوضوح، حيث تبذل واشنطن جهودا كبيرة لإعادة الدفء لعلاقات سوريا ببعض الدول العربية الكبرى، وإتاحة الفرصة لمزيد من الحضور الإقليمى السورى على أمل أن يؤدى ذلك فى النهاية إلى ترجيح دمشق لخيارات تتفق مع الاستراتيجية الأمريكية.
إن من الواضح إذن أن الهدف الأمريكى الرئيسى هو تغيير الموقف السورى أولا من التحالف مع إيران لمحاصرة الدور الإيرانى فى ملفات المنطقة، وإفقاد إيران أوراق ضغط إقليمية، خلال المواجهة بخصوص الملف النووى الإيرانى، وهو ما يؤكد استمرار التركيز الأمريكى والأوروبى على سوريا.
نائب رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.