تسود حالة من الذعر والخوف بين أهالي قرية كفر ديما التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية بعد انتشار الذئاب في القرية ونبش المقابر واستخراج رفات جثث الموتى وانتشارها في الحقول ومهاجمة الماشية والأغنام ومزارع الدواجن. في البداية، يقول عصام عمارة عضو المجلس المحلي السابق بكفر الزيات ومن سكان القرية، إن هذا الحادث يتكرر للعام الثانى على التوالي، حيث تقوم الذئاب بعملية هجوم على مقابر القرية وتقوم بحفر ونبش القبور خاصة الجثث التى تدفن حديثًا. وأشار إلى أن الغريب فى الأمر، أن العام الحالي فوجئنا بتكرار الهجوم على المقابر ونبش القبور وتناثر رفات الموتى وقمنا بعدها بالذهاب إلى الوحدة البيطرية بالقرية وإحضار مادة سامة، خاصة بالذئاب، وهي عبارة عن جير أبيض، بالإضافة إلى السم ويتم وضعه على قطع من اللحوم ووضعها ببعض الحفر بالمقابر بعد أخذ الاحتياطات الطبية وارتداء الكمامات، وفي الثاني تم العثور على اثنين من الذئاب نافقين في المقابر. يذكر أن المقابر تقع وسط الأراضي الزراعية على أطراف القرية، وفي العام الماضي قام أهالي القرية بنصب شرك للذئاب وتم قتل 5 منها. ويروي الأهالي حكايات وروايات متعددة حول انتشار ظاهرة هجوم الذئاب والثعالب على الأهالي وسط التجمعات السكنية في الزراعات المختلفة، وخاصة زراعات الموز. وهو الأمر الذي أدى إلى حدوث حالة من الذعر والخوف بين الناس الذين باتوا لا يخرجون إلى الشوارع، إلا وهم مسلحون بالشوم والعصي. وأكد محمد حسين من أبناء القرية، أن 3 ذئاب هاجمت قطيعًا من الغنم وأكلت اثنين منها، وطاردهم الأهالي، وأطلقوا الأعيرة عليهم، وتم قتل أحد الذئاب في الحال. وطالب الأهالي بدوريات أمنية لمطاردة الذئاب خوفًا على أطفالهم ومواشيهم في كل لحظة، مشيرين إلى أن ظهور الذئاب هو الثالث من نوعه الذي يتعرض له أهالي القرية. وأوضح آخرون أن تلك الذئاب تتمركز وسط زراعات الموز وحقول الموالح ومصانع الطوب المهجورة والأراضي القريبة من نهر النيل. وأضاف أحمد الفقي أن أهالي القرية اضطروا لتربية كلب أو أكثر في كل بيت، لأن الذئاب تخاف من الكلاب وتهرب عن رؤيتها. من ناحيته، أكد الدكتور أشرف أبو المجد طبيب بيطري أهمية الإجراءات التي من شأنها الحفاظ على الأرواح بالنسبة للبشر الذين تم عقرهم، فلابد من الحقن العاجل لهم باللقاح المضاد للفيروس وحصر الحيوانات التي تم عقرها وأن تذبح خلال 72 ساعة الأولى من لحظة العقر. وعن كيفية حماية القرية التي تم مهاجمتها من قبل الذئاب، طالب أبو المجد، بضرورة أن يتم الدفع بمجموعة من كلاب الأمن والحراسة التابعة للشرطة، حتى يتم حصار القرية تحسبًا لمعاودة الذئاب للهجوم. وحذر من إبادة الكلاب في القرية، حيث لا يردع الذئاب والثعالب سوى الكلاب ويجب تشجيع أهالي القرى على تربيتها بعد تحصينها. ويقول أبوالمجد، إن إدارة الطب البيطرى تلقت أكثر من بلاغ بخصوص انتشار الذئاب، وخصوصًا أنها انتشرت فى جميع القرى المتطرفة على مستوى المركز. وقال إن هناك حلاً آخر وهو القضاء على الذئاب بطريقة المواد السمية وهذه الطريقة محظورة ولا يتم التعامل بها. بينما أكد عبدالمحسن جمعة مزارع ومن سكان القرية، أن الذئاب انتشرت بكثرة فى هذه الأيام، ما زاد من قلق الأهالى وخوفهم على الثروة الحيوانية، وأنه عند ذهابه إلى مزرعته فوجئ بالذئب وقد افترس أحد الخراف ولولا ذهابى إلى المزرعة فى هذا الوقت، لقضى على باقى الخراف.