السيسى يرحب ب "الإخوان التائبين".. وصباحى يسمح لهم برفع "رابعة" حمدين يراهن على شباب الثورة.. والمشير يربح أصوات الأقباط والمرأة
مع بدء العد التنازلى لإجراء الانتخابات الرئاسية، والتى انحصرت بين مرشحين اثنين فقط هما المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق، وحمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبى، يتسابق كلا المرشحين على إبراق رسائل في اتجاهات مختلفة تهدف إلى مغازلة الناخبين للحصول على أصواتهم في الانتخابات المقررة يومي 26 و27 مايو المقبل. ويراهن السيسى على كتلتى الأقباط والمرأة فى المقام الأول، خاصة وأنهما كانا الأكثر تأييدًا له فى مظاهرات 30 يونيه، وما تلاها من أحداث، وظهر ذلك جليًا فى احتفالات الأقباط مؤخرًا ب "عيد القيامة"، عندما حظى بالترحيب والتصفيق الأكبر دونًا عن أى شخصية أخرى. كما يعول السيسى على أصوات المرأة، والتي كان رهانها الأساسي عليها في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في منتصف يناير الماضي، وفي هذا الإطار جاء استقباله لوفد من المجلس القومى للمرأة قبل حتى أن يقدم توكيلاته للرئاسة، وتأكيده أن المرأة سيكون لها النصيب الأكبر فى برنامجه الانتخابي. في المقابل، يراهن صباحى على أصوات القوى الثورية وشبابها، ورافضى الحكم العسكري، والذين التقى ممثلين عنهم خلال لقاء عقد مؤخرًا بأحد فنادق الجيزة، فضلاً عن رهانه على طبقة العمال، وحتى أصوات "الإخوان المسلمين" من خلال إشارات ضمنية. وفي هذا الإطار رصدت "المصريون"، مجموعة من إشارات المغازلة من جانب المرشحين الرئاسيين.
حمدين يسمح للإخوان بالتظاهر ب"رابعة" ويَعد بالحرية.. والسيسى يشترط التوبة "لن يتم الاعتداء على أفراد جماعة الإخوان، حتى وإن خرجوا ضدى أو رفعوا شعار (رابعة) أو تظاهروا بالجامعات شرط ألا يشوبها العنف"، بهذه الكلمات حاول صباحى مغازلة الإخوان وأنصارهم، لكسب دُعاة الدولة المدنية، مؤكدًا أنه لن يسمح أن يتم التمييز ضد أى مواطن بسبب موقفه السياسي. فيما رحبت حملة المشير السيسى بالإخوان، شريطة "التوبة والتبرؤ من أعمال العنف التى تتبعها قيادات الجماعة، وأن تقبل بخارطة الطريق مقابل الاندماج فى المجتمع". وقال عبدالغفار شكر، رئيس حزب "التحالف الشعبى الاشتراكى"، إن "المرشحين الرئاسيين يحاولان جذب أكبر عدد من الإخوان، فترحيب حملة السيسى بانضمام كل من كان عضوًا بجماعة الإخوان لها بعد إعلان تبرئته من الأعمال الإرهابية والاستعانة بهم فى بناء مصر خلال المرحلة المقبلة، يأتى فى إطار رغبة الحملة فى توسيع كيانها".
نصيب الأسد للمرأة فى برنامج السيسى.. وصباحى يغازلهن بمقاعد بالبرلمان تمثل الكتلة النسوية في مصر ما يقرب من 25 مليون صوت يتسابق عليها كلا المرشحين، وكشفت حملتاهما عن خطواتها لجذب المرأة، فوضع صباحى جانبًا كبيرًا من أولوياته للسيدات لتمكينهن وغير ذلك، فيما جعل السيسى للمرأة نصيب الأسد فى برنامجه الانتخابى. وقال عبدالنبى عبد الستار، منسق عام الحملات الشعبية لدعم السيسى، إن نساء مصر يدعمن المشير السيسي، إلى درجة العشق، مشيرًا إلى أن المرأة تشعر فى وجوده رئيسًا للجمهورية حصن أمان واستقرار لها ولبيتها وأولادها. وشدد على أن المرأة سيكون لها نصيب الأسد فى برنامجه، وخاصة المرأة الفقيرة والمرأة العاملة والمرأة العاملة، بعد أن لعبت المرأة دورًا عظيمًا فى 30 يونيه، حيث إن أكثر من 70% من الذين شاركوا فى الثورة كانوا من النساء. وأوضح أن المرأة ساهمت بالنصيب الأعلى فى الحضور والكثافة فى الاستفتاء على الدستور مما كان له أكبر العوامل فى تمرير الدستور الجديد، لافتًا إلى أن المرأة بالنسبة للمجتمعات هى حاضرة الأمم ورمز لتقدمها. على الجانب الآخر، دعا حمدين صباحى، القوى السياسية والتيار الديمقراطى بمصر، إلى وضع ميثاق يلهم الأحزاب على وضع المرأة فى تأثير متقدم بالانتخابات البرلمانية القادمة. وشدد خلال لقائه بعدد من ممثلى المنظمات النسوية على ضرورة إصدار حزمة من القوانين والتشريعات التى تضمن تفعيل دور المرأة فى المشاركة السياسية، لما يحقق المساواة بينها وبين الفئات الأخرى بين المجتمع.
السيسى يربح فى استفتاء الكنيسة.. وصباحى: أنا الوحيد الذى دافعت عن حقوقهم أثناء الاحتفالات ب "عيد القيامة" الأسبوع الماضي، حرص المرشحان الرئاسيان على أن يكونا أول المهنئين بالعيد، لاستقطاب الأصوات، فكانت الاحتفالية التي أقامتها الكنيسة بمثابة استفتاء قبطي عليهما، بعد أن نال المشير السيسى تصفيقًا حارًا وأطلقت النساء الزغاريد لفترة طويلة عند ذكر البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لاسمه خلال الاحتفال، وبدرجة أقل حظي منافسه حمدين صباحي بتصفيق الحشود الحاضرة. وقال حسام مؤنس، مدير حملة صباحي، إن ما حدث يضع الكثير من علامات الاستفهام، حيث إن صباحي يتواجد في جميع احتفالات الكاتدرائية، على عكس المرشح الآخر الذي لم يتواجد. واعتبر أن هذا يدل على أن هناك قطاعًا من الإخوة الأقباط لديهم وجهة نظر معينة في دعم مرشح بعينه، ولكن هناك أيضًا قطاعات أخرى منهم تدعم مرشحنا. وقال جمال أسعد، الكاتب والمفكر القبطي، إن زيارة المشير السيسى للكنيسة مغازلة سياسية يسعى من ورائها إلى كسب دعم الأقباط فى الانتخابات الرئاسية، موضحًا أن تلك الزيارة جاءت فى توقيت شديد الخطورة. ورفض أسعد فكرة المغازلة السياسية التي تقوم بها الرموز السياسية ومرشحو الرئاسة والمسئولون بالدولة للأقباط عبر زيارة الكنيسة وغيرها من الطقوس المعروفة، محذرًا من أن هذا الأمر سينبأ بأزمة كبيرة فى المستقبل بسبب طائفية الأمر، واعتبار البعض أن الكنيسة هي المتحكم الرئيس فى الأقباط، ويغفلون بذلك الأقباط كمواطنين مصريين من حقهم التعبير عن آرائهم واختيار المناسب لهم فى الانتخابات. وطالب أسعد، الكنيسة بوقف خلط الدين فى السياسة قائلًا: "هى لا تختلف كثيرًا عما فعلته جماعة الإخوان المسلمين بقيامها بخلط الدين بالسياسة"، مشددًا على خطورة هذا الأمر على الدولة المصرية.
صباحى يراهن على شباب الثورة.. والسيسى يستنجد بشباب "تمرد" والصوفية يضع صباحي، مرشح التيار المدنى أمله فى شباب القوى الثورية وشركاء ميدان التحرير إبان الثورة، والذين طالما جمعهم نداء "يسقط يسقط حكم العسكر"، خاصة وأن صباحى الأكثر حضورًا بين الشباب بمؤتمراتهم ومشاكلهم على حد اعتقاده. وأعلن حزب الدستور وشبابه دعمه رسميًا لصباحي، بالإضافة إلى جزء من شباب حملة "تمرد" أمثال محمد عبد العزيز، وحسن شاهين. ويدرك صباحي أن ذلك يمثل نقطة ضعف قوية لخصمه، بعد أن عزف أغلب الشباب عن المشاركة فى الاستفتاء على الدستور، وبعد أن خسر أصوات أولئك الذين خرجوا في 30 يونيه، على الرغم من محاولة محمود بدر، مؤسس حركة "تمرد"، تشكيل تكتل من القوى الشبابية مساند لقائد الجيش السابق.
محللون: الرأى العام "متقلب" وفرص المرشحين قائمة على الرغم من الفارق الكبير فى عدد التوكيلات التى قدمها كل مرشح للجنة العليا للانتخابات، والتى تؤشر إلى أن أن السيسى سيكون رئيسًا بنسبة تتعدى ال80%، إلا أن محللين سياسيين أكدوا أن فرص المرشحين متقاربة جدًا، وأن التوكيلات ليست بمقياس، خاصة وأن الرأى العام متقلب، وأن الكتلة الصامتة لم تدل بصوتها حتى الآن. ويرى عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، أنه من الصعب أن يحسم الأمر بالتوكيلات الرئاسية والتى تفوق فيها السيسي، مشيرًا إلى أن الوضع فى الانتخابات الرئاسية سيختلف كثيرًا، فربما يشارك التيار الإسلامى فى الانتخابات بشكل غير رسمى ويرجح كفة صباحي. وأشار إلى أن صباحى يغازل الإسلاميين من "تحت الطرابيزة" ويأمل أن يكونوا كلمة السر، والسيسى ينتظر من حلفائه أن يردوا الجميل بإزاحته للإخوان المسلمين وتخليص الشعب منهم، على حد قوله. فيما رأى سامح راشد الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، أن صباحي له جمهوره المتمثل فى شباب الثورة والمحافظات التى رفضت من قبل ترشح الفريق أحمد شفيق على خلفيته العسكرية مثل الصعيد وسيناء، والسيسى يجد فى شركاء خارطة الطريق ما يثلج به صدره ويجعله مطمئنًا. وأكد أن فرص المرشحين متقاربة، ولكن البرنامج الانتخابى لكل مرشح سيكون له مفعول السحر فى ترجيح كفة عن الأخرى.