كشف أعضاء في "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" في مصر، عن أن التحالف يدرس مقترحًا بتعليق عمله باعتباره واجهة سياسية، "وترك المسار الثوري الشبابي الغاضب السلمي المتصاعد في ظل أحكام الإعدام الجماعية الأخيرة، التي تثير غضب الشباب وتجعلهم غير ملتزمين بأي دعوات للتهدئة"، وهو ما يعتبر مقدمة لتصعيد أكبر ومؤشر على رفض العديد من شباب الثورة في مصر أي حلول سياسية مع النظام الحالي. وقال الدكتور سعد فياض، القيادي بالتحالف وعضو المكتب السياسي للجبهة السلفية في تصريح إلى وكالة "قدس برس" اليوم، إن "هذا مقترح يتم تدارسه في التحالف الذي لن يقف مكتوفا وأبناؤه يقدمون قرابين على مذبح القضاء"، وفق تعبيره. وأضاف "نحن لن نقبل هذه الأحكام، وهناك مشاورة جادة داخل التحالف لتعليق جلساته كرد فعل وليس انسحابا أو تراجعا، ونحن لن نقبل بمرور أحكام موسوليني في مصر، الثورة مستمرة، ولم تعد حكرًا على فصيل أو تيار، والشعب أقسم على التغيير، ونحن جزء من هذا الشعب، ولن نخذل أهلينا". وكان "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" قال في بيانه الأخير مساء الاثنين، تعليقًا على أحكام الإعدامات بالجملة "لن نبالي بجنون الانقلابيين لأنه سينقلب عليهم ويعجل بنهايتهم فهذه مرحلة الباطل الأخيرة، ومعركة الحق معه تراكمية وتسير لصالحنا". من جانبه، استبعد الدكتور حمزة زوبع، القيادي بحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين" أن يتم تنفيذ أحكام الإعدام، التي صدرت بالجملة منذ الانقلاب إلى اليوم بحق أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات الإخوان. وأكد أن الاستمرار في التصعيد ضد الإخوان والمتمسكين بالشرعية "ليس له أي مستقبل في مصر". ورأى زوبع أن أحكام الإعدام الصادرة بحق مئات القيادات السياسية المصرية المعارضة للانقلاب تعيد إنتاج ذات أسلوب نظام مبارك الذي أسقطته ثورة 25 يناير 2011، وقال: "هذه الطريقة في إصدار أحكام الإعدام هي ذات طريقة مبارك في تسعينات القرن الماضي، القائمة على مبدأ: "اضرب، اقتل، وتحمل قليلا من النقد"، وهم يستطيعون ابتلاع بعض الانتقادات الدولية لسياساتهم في مقابل الاستمرار في القضاء على خصومهم السياسيين". ووصف زوبع الانتقادات الغربية التي صدرت بحق أحكام الإعدام بأنها "باهتة"، وقال: "الانتقادات الغربية لأحكام الإعدام التي صدرت بحق المئات من القيادات السياسية المصرية المعارضة للانقلاب، هي نفس الانتقادات الباهتة، ولا أعتقد أن هناك ما يردع السلطات الحاكمة في مصر غير الشعب، أما التعويل على الموقف الدولي فهو عبث، إذ أن الدول الغربية تبحث عن مصالحها ومصالحها الآن مع المستبدين، ولذلك لا بد للشعوب أن تقول كلمتها، ووقتها سيعدل الغرب مواقفه، وبالمقارنة بين ما كان مبارك يقوم بها عام 1995 وما يقوم به قادة الانقلاب اليوم نجد الأمر نفسه". وعما إذا كان برأيه أن الغرب متواطئ مع قادة الانقلاب، قال زوبع: "الغرب ليس متواطئا، وإنما هو يتابع أمورا تجري أمامه، وهو، أي الغرب، لا يورط نفسه في أخطاء كهذه، وهو يعمل بجناحين: جناح المخبرات وجناح السياسة، وكلما فشل جناح المخابرات جاء جناح السياسة ليعدل الأمر". واستبعد أن يتم تنفيذ أحكام الإعدام بحق المعتقلين، وقال: "يقينا لا أتصور أن يتم تنفيذ أحكام الإعدام، وإنما هناك خطة لتنظيف الساحة حتى إذا جاء السيسي إلى الرئاسة يكون بريئا من المسؤولية عن الأحكام القضائية هذه". وأشار زوبع إلى أن المرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي في حربه ضد الإخوان وتيار الشرعية "ينفذ خطة إقليمية"، وقال: "السيسي لعبة في يد من يدفع له من بعض القوى الإقليمية، وهي هنا الإمارات العربية المتحدة والسعودية، وقد وقع في الفخ للأسف الشديد، وليس أمامه إلا أن يذهب فيه إلى غير عودة، فهو يعرف أن ولي الدم لن يتصالح معه، ولذلك فنهايته ستكون بيده مثلما كانت نهاية عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، هذا سيناريو معروف، والذي يعجل بالسيسي أن هناك شعبا ينتفض، وأن هذه القوى الاقليمية ليس لها السند الشعبي ولا النظم القائمة التي تستطيع أن تقدم نموذجا مقنعا لشعوبها وللعالم، ولهم تجارب فاشلة في كل الدول التي تدخلوا في شؤونها". وأضاف: "لهذا فإن السيسي سيجد نفسه مجبرا على العمل في اتجاه واحدة واتخاذ المصالحة تكتيكا وهو يعرف أننا لن نتصالح معه".