تحية مجددة لأرواح الشهداء ونقبل الأرض تحت أقدام الجرحى والمصابين الذين كانوا طلائع الثورة وكتبوا مع جميع طوائف شعبنا الثائر تاريخا جديدا لمصرنا العظيمة ، ها هى وسائل الإعلام تطير خبرحبس حسني مبارك الرئيس المخلوع ، ثم يعلن النائب العام أنه سوف يصبح قريبا رقما جديدا في سجن طرة عندما تسمح حالته الصحية بذلك ، أحمدك يا رب أن عشنا حتى نرى رئيس عصابة الفساد الذى أذاق المصريين المر والعلقم بفعل سياساته الفاسدة وقبضة نظامه البوليسية الغاشمة الباطشة يشرب من نفس الكأس ، صحيح أن عقيدتنا أن لكل ظالم نهاية ، والظلم ظلمات يوم القيامة ، والله ليس غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ، وهو يمهل ولا يهمل ، و إمهاله ليس إهمالا أونسيانا ، وهو جل وعلا لا يعجل كعجلة أحدنا ، و كل شىء عنده بقدر ومقدار، وأنه يملى للظالم حتي إذا أخذه لم يفلته ، لكن هناك فرق كبير بين الاعتقاد المجرد في الحقائق الإيمانية ورؤيتها واقعا ملموسا فى دنيا الناس ،فالأخيرة تزيد الإيمان وتقويه ، وتواسي المظلومين والمكلومين وتشفى صدور المؤمنين وتذهب غيظ قلوبهم ، هى المرة الأولي في تاريخ المصريين التي يجلس فيها " فرعون " أمام المحقق ليسأله السؤال التقليدي الذي يفتتح به أى تحقيق مع أى شخص عن اسمه وسنه وعنوانه ثم تكون النهاية حبس " المتهم " خمسة عشر يوما علي ذمة التحقيق ، الموقف برمته مشبع بالعبرة والعظة ، فالمذكور عاليه كان قبل ثلاثة أشهر فقط رمز الحكمة و صمام الأمان ورمانة الميزان والحكم بين السلطات بإختصار كان هو القانون وما يريده يكون ، لا يتحرك وزير ولا كبير إلا بتوجيهاته ونصائحه التي كانت دائما حكيمة وصائبة وسديدة وموفقة ، هكذا كان يقول لنا إعلامه الفاجر المنافق الذي صنعه الطاغية على عينه وفتح له زكائب الأموال يغترف منها كما يشاء بلا حساب ، وفجأة إكتشفنا أننا كنا نحكم بعصابة علي بابا والأربعين حرامي ، نوع من البشر أعماهم الطمع والجشع والغباء ، لم يرو إلا أنفسهم وخانوا الأمانة التى وجدوها بين أيديهم على حين غفلة من أصحابها الأصليين ، غرهم طول الأمد فى السلطة المطلقة التى هى مفسدة مطلقة وظنوا أن ساعة الحساب بعيدة أو مستحيلة ، وكيف يصل إليهم الحساب والعقاب وقد ظنوا أنهم أحكموا قبضتهم على الوطن المنكوب بحكمهم وأعدوا لكل شىء عدته ، ولكن خاب سعيهم وطاش سهمهم بفضل الله أولا ثم بسواعد الثورة الشعبية المباركة ودعم جيش مصر العظيم خير أجناد الأرض ---- " فقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين