إذا كانت ثورة تونس ( البوعزيزية ) قد ألهمت المصريين للقيام بثورتهم الشريفة البيضاء فإن ثورة ميدان التحرير قد ألهمت العالم كله بواحدة من أشرف وأعظم ثورات التاريخ إن لم تكن أعظمها على الإطلاق وذلك بشهادة قادة العالم الغربيين إلى الحد الذي دعا بريطانيا إلى التفكير في تدريس تاريخ تلك الثورة في التعليم البريطاني 0 إن ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 لهي عبور جديد لحقبة طويلة من القهر والظلم إلى التغيير لا تقل أبداً عن عبور اكتوبر 1973 ، وإن كانت قد تأخرت لكن هذا التأخر أكسبها توهجا وبريقا وزخما منقطع النظير واهتماما إعلاميا وعالميا غير مسبوق0 الفرق بين ثورة يناير وعبور أكتوبر أن ثورة يناير بيضاء ومدنية شعبية قام بها معظم طوائف الشعب المصري باركها الجيش واحتضنها وأن عبور أكتوبر كان عسكريا قام به الجيش بمساندة شعبية 0 أهم ما ميز ثور 25 يناير وجعلها فريدة من نوعها عدة أشياء:- 1- لأول مرة في تاريخ ثورات العالم أن الثوار يعلنوا موعداً محدداً لمظاهرتهم عبر وسيلة إلكترونية ( الفيس بوك ) وهذا ما يثبت نقاء وطهارة هذه الثورة العظيمة وشرعية مطالبها0 2- قيام المتظاهرين بفحص بطاقات الراغبين في الدخول إلى ميدان التحرير والانضمام إلى الثوار بععقلية واعية بعد أن احتدمت الموجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين وشيوع الفوضى وانعدام الأمن التي اشاعها النظام المخلوع وجهازه الأمني بإطلاق البلطجية والهاربين من السجون وهذا ما يؤكد على الحس الوطني لهؤلاء الشباب وسرعة التعامل مع تطورات الموقف لحظة بلحظة ينبيء بعقلية واعية لديهم 0 3- فكرة اللجان الشعبية التي ابتكرها الشباب بديلا عن الهروب المدبر والمنظم من الأمن لإشاعة الفوضى والفتنة والإلتفاف على مطالب الثورة ولكن رهان النظام وأجهزته خاب وانقلب السحر على الساحر وانكشف الوجه القبيح لهذ النظام المتعفن الذي عاث في الأرض فسادا وإفسادا من سلب ونهب لمال الشعب حتى إن رائحة هذا الفساد التي نسمع ونقرأ عنها كل يوم باتت تزكم الأنوف وتقشعر منه الأبدان على وطن حولوه إلى (عزبة خاصة ولأولادهم وأذنابهم) 0 4- لأول مرة في تاريخ الثورات يقوم الثوار والمتظاهرون بتنظيف ميدان التحرير مركز ورمز الثورة بشكل حضاري مذهل أدهش العالم ما يؤكد أن الثورة ما جاءت إلا للبناء وليس للهدم والتخريب0 لقدغيب النظام البائد شعبه بالكرة والفن الخليع ورسخ فى أذهان البعض أن المثل الاعلى يكمن فى لاعب كرة أوفنان لإلهائه عن القضايا المصيرية وما يدبرفى الغرف المغلقة حتى ايقن النظام أن الشعب لن يخرج للشارع إلا لأفراح كرة القدم،إلى أن فاجا الجميع بثورته البيضاءأطاحت برأس النظام0 لقد أفرزت ثورة ينايرالغث من الثمين وكشفت عن قوائم العارالذين ما برحوا أن إستماتوافى الدفاع عن سيدهم المخلوع وإلصاق كل أنواع تهم الخيانة والعمالة لمن عارضه قبل 25 ينايروبداية الثورة لكنهم لم يفلحوافى ذلك حتى تحولوا قسرا بعدنجاح الثورة إلا أن الشعب بحسه ووعيه لم تعد تنطلى عليه مثل هذه الألاعيب التى حفظها ولفظ أصحابها للابد0 لقد فشلت كل محاولات الارهاب والترويع والتخوين والتضليل والتعتيم الاعلامى الرخيص بغرض إجهاض الثورة وبث اليأس فى نفوس وعزيمة الثوار وما زادهم ذلك إلا قوة وثباتا وإصرارا وإرادة على المضى فى طريق التغير الذى بدأوه ولا شىء غيرالتغير0 إننى هنا اتذكرجملة الرئيس الراحل انور السادات بعد حرب اكتوبر المجيدة تنطبق حرفيا وتلائم الحالة العظيمة التى نعيشها الآن قائلا: سوف يجىء يوم نجلس فيه لنقص ونروى كيف خرج الابطال من هذا الشعب يحملوا مشاعل النور كى يضيئوا الطريق لامتهم كى يعبروا الجسر مابين اليأس الى الرجاء0 إن ثورة 25 ينايرهى الإمتداد الطبيعى لعبورالسادس من اكتوبر 1973- كان عبوراكتوبر ضدعدوخارجى اغتصب الارض أما عبوريناير2011 كانت ضد عدوداخلى اغتصب الوطن كله واستعبد شعبه وللمفارقه الغريبة ان احد قادة عبوراكتوبرضد العدوالصهيونى هونفسه الذى خرج الشعب عليه مناديا باسقاطه0