من السهل على أي صحفي، أن يحصل على ال"سي في" السيرة الذاتية لعدد ليس بالقليل ممن أختارهم د. يحيي الجمل في التشكيلة الجديدة للمجلس القومي لحقوق الإنسان.. هذه المسألة يسيرة إلى حد كبير، لأن غالبية الصحفيين يحتفظون في أرشيفهم الخاص، بتفاصيل كثيرة عن زملائهم أو عن الشخصيات العامة، يستدعونها إذا اقتضت الحاجة، أو إذا شاءوا انعاش الذاكرة الجمعية، وتذكيرها بما قد يُعتقد بأنه بمضي الوقت قد بات طي النسيان. وقبل أن أدلف إلى هذه النقطة تفصيلا في مقال لاحق إن شاء الله فإننا لن نجد سببا لهذه "السربعة" لتشكيل هذا المجلس، وقبل تشكيل المؤسسات الأهم في مصر بعد الثورة مثل المؤسسات التشريعية والانتخابات الرئاسية وكتابة دستور جديد للبلاد والمقرر بعد انتخاب البرلمان الجديد خلال الشهور القليلة القادمة؟! أتمنى أن يقدم لنا يحيي الجمل مبررا واحدا، جعله يهجر النوم ويسهر الليالي ويمتنع عن الطعام، حتى يفرغ من انجاز تشكيل مجلس "عيرة" لن يكون ذا أهمية محورية في تأصيل ثقافة حقوق الإنسان في مصر.. خاصة وأن الأخيرة لا تصنعها مجالس "السواريه" وإنما بقدر ما تقدمه الشعوب من تضحيات؟!. الثورة المصرية قدمت الآلاف من الشهداء والجرحى والمعوقين والثكالى والأرامل واليتامى.. دم الشهداء وحده هو الذي يجعل من حقوق الإنسان حقيقة لا شعارات وأفيهات ومنظرة.. مجلس "حقوق" مبارك.. ووريثه مجلس "حقوق" الجمل لم يعد له قيمة بعد الثورة.. فالشعب انتزع حقوقه بيده وبدماء أبنائه.. لم يعد يحتاج إلى مجالس "السبوبة" و"الوصاية" و"السمسرة" باسم حقوق الإنسان. مجلس "الجمل".. المشكل غالبيته من المتطرفين اليساريين، يعتبر من مخلفات عصر الديكتاتور حسني مبارك.. وقد يكون ملائما لفقيد ليبيا معمر القذافي أو للدموي على عبد الله صالح.. وللدول التي ما زالت تتقلب بين النظم الديكتاتورية، وتحتاج إلى مجالس "غسيل سمعة".. ومن العيب بعد تضحيات الشعب المصري الكبيرة أن يشكل فيها مجلس يستقي اسمه وشرعيته من أنظمة "البيادات الخشنة"! لا يوجد سبب واحد لهذا الاستعجال في إعادة انتاج "قبح" ما قبل الثورة، إلا أن يكون صادرا عن عقلية "نمطية" و"كسولة" غير مبدعة وتعتمد التكرار والاجترار والاتباع .. أُغلق لديها أفق الخيال، ومات في وعيها العجوز والمسن الإحساس بجمال اللحظة وأنها لم تعد تحتاج إلى "كوافير" جاهل لا يجيد إلا "الشخبطة" و"اللغبطة" التي تبعث على السخرية. هذه "السربعة" قد تكون كذلك.. وقد تكون من قبيل توزيع "الهدايا" على رفقاء "الفرفشة".. أو "الرشاوى" لاسكات المشاغبين الذين ما انفكوا يحرضون على انجازات ما بعد الثورة ولم يحصلوا منها على ما يشتهون بعد الاستفتاء.. وربما أيضا من قبيل استباق ترتيبات ما بعد الديمقراطية الوليدة وحجز مكان ل"الهامشيين" في المشهد السياسي المصري، والذين من المتوقع أن يخرجوا صفر اليدين في الانتخابات البرلمانية القادمة. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى [email protected]