يوم السبت الماضي كان يوم مشهود بالنسبة لي: استيقظنا الساعة الثالثة صباحا حتى نستقل قطار الرابعة الذي يصل مدينة هامبورج في تمام الثامنة صباحا وبعد أخذ الموصلات الداخلية وصلنا قبل موعد الامتحان بربع ساعة إلي مقر لجنة الامتحانات داخل إحدى المدارس الألمانية. المشهد الأول ونحن في الطريق يقول الأهالي سوف تشاهد اليوم وجه مصر داخل ألمانيا من حيث عدم النظام وما إلا ذلك والغش الجماعي وهنا قلت لا، الأمر ليس بالصعب فتنظيم دخول الطلاب إلي لجنة الامتحان سهل جدا فنحن في ألمانيا أقصد بلد النظام وموضوع الغش هذا غير منطقي بالنسبة لي. المشهد الثاني أولا: لابد وأن أقول أن هناك ظلم من جانب وزارة التربية والتعليم حيث تسند إلي بعض أعضاء القنصلية المصرية في هامبورج وعددهم 5 أفراد مسئولية تنظيم إدخال عدد 105 طالب إلي اللجان والإشراف عليهم أثناء الامتحانات، الامتحانات تكون للطلاب من الصف الأول الابتدائي وحتى الثاني الثانوي سواء للتعليم العام أو الأزهري. ثانيا: ينجح أعضاء القنصلية في تنظيم دخول الطلاب، وبعد ذلك تبدأ الصدمة الكبرى... ينادي أحد أعضاء القنصلية على الأهالي ويقول نريد عمل اجتماع بسيط كده، وبدأ الحديث الصادم وبعد مقدمة الترحيب والدور الصعب الذي يقوم به أعضاء القنصلية، تأتي الكارثة الآن: نريد أن نتفق هل كل ولي أمر يجلس بجوار ابنه لمساعدتة في الاختبار أم نعمل مجموعة من المختصين في كل مادة كي تحل الامتحان والطلاب تكتب، بس الأول نتفق هل الكل موافق أم لا... المشهد الثالث الصمت التام من جانب الأهالي ومظاهر الفرحة عليهم لأن المسئول يريد تنظيم عملية الغش الجماعي وأنا أري ذلك في منتهي الذهول لدرجة أني كدت الدخول في حالة إغماء من هذا القرف وهل نحن فى ألمانيا حقا... الكل يقول نعم نحن معك سير على بركة الله أو على الأقل يصمت (والساكت عن الحق......) وللأسف كان بينا من يعمل كشيخ مسجد، سلفي كما يقول هو على نفسه وعليه مظهر ذلك حيث اللحية الطويلة وأخر ملتزم، قلت لا لا لا ، أنا لا أوفق على هذا ولن أسمح بتربية ابني على هذا، أو أن يري هذه المهزلة ولو حدث ذلك لسوف: أتقدم بشكوي رسمية إلى وزارة الخارجية في كل أعضاء القنصلية وكذلك إلى وزارة التربية والتعليم، وهنا يبدأ الصراخ ضدي والشتائم وما إلى ذلك، وكل واحد ممكن يا أستاذ كلمة على جنب والكل يقول نفس الكلام، حضرتك مش فاهم الموضوع صح، مستقبل الأولاد... المهم الحمد لله على نعمة الثبات وكان لي سؤال واحد ألا وهو، هل رأيي صح أم خطأ والكل يقول رأيك صح بس... المشهد الرابع وهو الكارثة الحقيقة الكل يأتي إلي ويعرف عن نفسه أنا فلان الفلان وزوجتي الأستاذة الدكتورة فلانه الفلانه بنتي مستقبلها هيضع، وأخر دكتور في مستشفي كذا... وأخر يقول أعمل كدكتور في جامعة كذا... وزوجتي أيضا في نفس الجامعة... والكلام هنا عن وظائف في ألمانيا... وهكذا كل من كلمني على جنب كان مؤهل على مستوي كبير والكل يجمع على شيء واحد كلامك صح بس... وأنا معك بس الناس الآخرين مش فاهمين هذا الكلام... المهم الحمد لله الثبات على الرأي السليم أدي إلي إجهاض عملية الغش الجماعي. وكان ردي على كل الأخوة الأفاضل دعونا نكون نحن بداية للتغير في هذه المنظومة الفاسدة. أسال الله أن نكون سبب في إنهاء هذا الهزل في التعليم. مع تحيات عبد من عباد الله الذي يحتاج إلي الدعاء وللمصداقية