الحمد لله رب العالمين توقفت الحرب الدامية بين «بني هلال» و«الدابودية» في «هدنة» تستمر 3 أيام ويعلم الله وحده ما سيحدث بعدها!! ونشكر «المصدر الأمني الرفيع» الذي سارع إلى نفي «خرق» الهدنة، مؤكدا انها مجرد شائعات مغرضة. .. أولا.. رحم الله ضحايا المأساة التي اندلعت نيرانها وسط «أطيب وأهدأ» منطقة في صعيد مصر، «أسوان» بلد «الناس السُمْر الطيبين» كما نطلق عليهم دائما، 24 قتيلا و34 جريحا، ولا حول ولا قوة الا بالله. .. ثانيا.. ماذا حدث لنفوس المصريين؟.. وكيف يشتعل الموقف حتى يحصد الرصاص كل هذه الارواح، وتسقط الاسلحة كل هؤلاء المصابين في قرية «آدم»؟ التي أمر رئيس الوزراء بالاسراع في عملية تنميتها وتطويرها؟.. وهل عدم «تطور» القرية هو السبب في «المجزرة» التي وقعت على أرض مصر؟.. أم أن هناك نفوسا غاضبة وتراكمات «مغطاة» وكراهية موقوتة.. كانت تنتظر «عبارة مسيئة» يكتبها «جاهل» فوق حائط حتى تنفجر المأساة في وجوهنا جميعاً؟ وكم «قرية آدم» أخرى موجودة في مصر تنتظر عبارة مسيئة، أو كلمة جارحة، أو إشارة خارجة حتى يشتعل الموقف وتتناثر الدماء ويسقط الضحايا؟ «أسوان»!!!… أبعد نقطة في مصر عن المشاكل؟! «أسوان»!!!… بلد الناس الطيبين؟! .. هل نتأكد الآن أن هيبة الدولة ضاعت ولم نستعدها بعد؟ - إحدى مشاكل دولة «حسني مبارك» كانت تركيز الاهتمام.. كل الاهتمام على العاصمة – قاهرة المعز – وشرم الشيخ وبرج العرب، مع إهمال كل «أطراف» الدولة الباقية، المهم استتباب الأمن في أماكن وجود الرئيس، وحتى في القاهرة كانت المشاجرات الدامية تقع في «الموسكي»، إمبابة، الحسين، فإذا «صرخت» بائعة خضار في «ميدان الجامع» بمصر الجديدة تلاقفتها أيدي العسس خوفاً من إزعاج السيد الرئيس، أو ذعراً من احتمالية تلوث أذن سوزان بصوتها، أو بصر علاء بمشهد خضراوات «فرشتها» وهي تتبعثر على رصيف الميدان!. للأسف.. بلا خجل أو وجل اعلنت «الحكومة» النجاح منقطع النظير في الوصول الى «هدنة» 3 أيام في «حرب أسوان»، حتى يدفن «بني هلال» قتلاهم ويشيع «الدابودية» ضحاياهم، وكأنها تعلن نجاح وساطة «الدولة» المصرية في وقف القتال بين دولتين شقيقتين في أفريقيا!! أعيدوا لمصر هيبتها لدى المصريين أولاً حتى تستطيعوا استعادة مكانتها بين دول العالم المتحضر، ان نجاح «الدولة» في انهاء «حرب أسوان» وفرض هيبتها على الجميع هو التحدي الأكبر الذي تواجهه حكومة المهندس إبراهيم محلب، فبناء على طبيعة «الحل» واستعادة الهيبة، يمكن التعامل مع أي قنبلة موقوتة في أي بقعة على أرض مصر. أعيدوا لنا «أسوان» التي نعرفها ونعشق طبيعة أهلها.. بل أعيدوا لنا مصر.. جزاكم الله عنا كل خير. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66