قال توفيق حميد، رئيس الدراسات الإسلامية المتطرفة بمعهد "بوتوماك" للدراسات السياسية، إنه في ظل الجو السياسي الحالي في مصر يظل المشير عبدالفتاح السيسي الرجل العقلاني القوي الذي يمكنه أن يحقق مزيداً من استقرار البلاد والمنطقة بأسرها. وأضاف الجهادي المصري السابق في مقال نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه منذ ثورة يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك شهدت مصر تغيرات مستمرة وحالة من عدم اليقين، لذا بات المشير هو الأفضل لقيادة البلاد في تلك المرحلة الصعبة لعدة أسباب أولها ثقة المجتمع التامة واسعة النطاق التي تسمح له باتخاذ قرارات اقتصادية وأمنية صعبة وضرورية تحقيق استقرار البلاد. أما ثاني الأسباب بحسب رأيه "تفهم السيسي للإسلام المعتدل والذي من شأنه أن يساعد في وضع حد لمشكلة التطرف الإسلامي، نظراُ لامتلاكه موقفًا واضحًا فيما يخص الحريات الدينية، ويبدو ذلك في اقتباسه آية "لا إكراه في الدين" من القرآن الكريم لتؤيد مبدأه، وذلك مقارنة بأولئك الذين يريدون فرض أجندة دينية أو وجهات نظر على الآخرين، إضافة لذلك فقد أعرب المشير عن رأيه بشكل لا لبس فيه عندما شدد على أن التطرف الإسلامي هو التهديد الرئيسي للبلاد مما يدل على تأييده الصريح للإصلاح". أما السبب الثالث وكما يقول في تفضيل المشير لقيادة البلاد "فيرجع لخلفيته الاستخباراتية العسكرية التي تضمن قرارات صحيحة فيما يخص الجماعات الإرهابية الجهادية التي تحاول تقويض استقرار البلاد". فيما اعتبر أن رابع الأسباب، هو "حضور السيسي الأخير لاحتفالية الفنانين الذي بعث برسالة واضحة تعكس رؤيته لمصر كدولة تقدمية ليست الرجعية تحترم الآداب والموسيقى لا تقمع الفن، وهذا ينذر بالأمل في قلوب كثير المصريين بعكس سيطرة جماعة الإخوان المسلمين". وأضاف أن "السيسي دفع البلاد إلى الأمام بدلاً من الخلف، فهو رجل الدولة البرجماتي ومحتمل أن يكون قادرًا على التعامل مع المجتمع الدولي بطريقة عقلانية، لكن هذا سيضعه في خلاف مباشر مع الشباب والثوار المفتقرين للخبرة والتي دعمتهم الولاياتالمتحدة ورفضوا بعد ذلك الجلوس مع وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون عندما طلبت لقاءهم بعد ثورة 25 يناير". وتابع أنه "بالإضافة إلى ما سبق، فالسيسي بعكس منافسه السياسي المحتمل حمدين صباحي فيما يخص حركة حماس فهو ضدها بشكل واضح، مقارنة بصباحي الذي أعلن على الملأ عند دخوله المعترك الرئاسي ضد محمد مرسي دعمه للمقاومة المسلحة لحركة حماس ضد إسرائيل، وهذا الموقف سيقود الشرق الأوسط حتمًا للحروب المدمرة والمواجهات، لذا فموقف السيسي عقلاني وعلى النقيض من ذلك ومرجح أن يرفض الخوض بمثل هذه المواجهات، فهو باختصار رجل قوي سيحقق مزيدًا من استقرار البلاد والمنطقة بأسرها".