المتآمرون على "السيسى".. مرشحون وجنرالات وقوى الاخوان ومخابرات الغرب * قصة اغرب تقرير استخباراتى امريكى عن بداية السيسى تنفيذ مشروع اسلامى جديد فى الشرق الاوسط ! * كيف كانت مظاهرات مجلس الشورى وطلعت حرب جزءا من سيناريو حرق الفريق * جماعة السمع والطاعة هى العدو الوحيد الواضح فى مؤامرة اسقاط قائد الجيش * هل انضمت حملة كمل جميلك لقائمة أعداء القائد العام للقوات المسلحة
فى بلادنا اصبح كل شيء جائز .. حتى ضرب العجائز .. الم تضرب أمرأة عجوز فى شوارع مصر فقط لأنها رفعت صورة الفريق السيسى فى وجه من " بصموا" بالاصابع الاربعة على شرعية الرئيس المعزول.. هكذا اصبحت مصر بين فريقين .. احدهما يضرب عجائز النساء، والثانى يسجن من قالوا "لا" حتى ولو كن فتيات فى عمر الزهور .. فهل السبب فى هذا هو الفريق السيسى ؟! بكل بساطة يمكن الاجابة ب"نعم"، فتاريخ الوطن يقف الان عند الرجل، الذى يعاديه نظام كامل اسقطه داخل البلاد، ومعهم من والاهم من خارج الحدود، وبين الفريقين عشرات الفئات والاشخاص، مرعوبون من صعود الفريق للحكم، لو تم الان الاحتكام للشارع ووضعه فى صندوق نظيف شفاف، فبداية من جماعة السمع والطاعة ومرورا بوزراء فى الحكومة ومرشحين محتملين للرئاسة، وانتهاء بأصحاب لافتة " يسقط حكم العسكر"، يمكن ان نرصد، تحالف الصدفة للمتأمرين على السيسى . البداية التى اثرنا جعلها محطة الانطلاق لهذا الرصد، كانت من على موقع الدكتور محمد صبيح، احد مفكرى الصوفية فى مصر، والتى تحدث فيها صبيح عن رؤيا له فى المنام، شارك فيها زوار موقعه، قال فيها "رايت مجموعة من الرجال تلتف حلو مكتب مفروش عليه ورق من الذي يستخدمه المهندسون في التخطيط والرسم.. وكانوا يضعون توقيعهم وسمعت من يقول انهم يتآمرون للحرب على السيسي وكنت اعرف من اين هم ولكن نسيت لما استيقظت، ثم رايت مجموعة اخرى تفعل نفس الشيء ولكن هذه المرة انا عرفت انهم من الاردن، ثم رايت رجلا كبيرا في السن يفرش نفس اللوح الورق وكان ابيض وكانت عليه نقطة وهو ينظر اليها ثم قال لي عن السيسي - ولكن الله ناصره -"، انتهى حلم الدكتور صبيح، ولكن سيل الردود من المتفاعلين على الموقع الصوفى يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان هناك فى مصر من البسطاء، من اصبحوا يدركون بحكمة ضعفهم ان امرا ما يحاك فى الخفاء للرجل الذى اصبح يشكل نقطة هامة فى تاريخ الامة المصرية. فى مشهد اخر مواز، كانت تصريحات محمد عطية عضو «تكتل القوى الثورية» صادمة، حيث كشفت النقاب عن وجود "مؤامرة" على الفريق تهدف لإحراجه أمام العالم، ويقوم بها بعض المرشحين السابقين في انتخابات الرئاسة السابقة ! ، وقال عطية في تصريحاته التى - سبقت أحداث محمد محمود الاخيرة - إن هذه المؤامرة تتمثل في إشعال ذكرى إحياء "محمد محمود"، وقال عطية بأن الهدف من تلك المؤامرة هو التفاوض مع المؤسسة العسكرية ووضع بعض الشروط ومن اهمها عودة جماعة الاخوان المسلمين الى الحياة السياسية!، واستطرد عضو «تكتل القوى الثورية» أن التكتل وشباب جبهة الانقاذ وبعض القوى الثورية سيقومون بالتظاهر خارج محمد محمود، أو أمام منزل الشهيد جابر جيكا او بميدان طلعت حرب . هذه التصريحات التى سبقت احداث محمد محمود تحدثت بشكل صريح عن توجيه شباب الحركات الثورية من قبل مرشحين محتملين للرئاسة لارباك المشهد، فهل يمكن التعويل على هذه التصريحات فى تفسير صدام القوى الثورية مع الشرطة امام مجلس الشورى وفى طلعت حرب، وهم يرفعون لافتة " لا للمحاكمات العسكرية" واعتبار كل ما يحدث يأتى فى سياق لعبة حرق السيسى على الارض لصالح الطامحين فى حكم مصر؟!، وهل يمكن استنباط اسماء المرشحين المحتملين المقربين من القوى الثورية الذى يمكن ان يقوموا بلعب هذا الدور..؟، اللهم ان كانت اسماء مثل حمدين صباحى وخالد على وأبو الفتوح او حتى غيرهم من فريق الجنرالات الذى انضم مؤخرا للعبة، هم فى الحقيقة طبقا لهذه التصريحات اصبحوا متهمين رئيسيين فى لعبة التامر على الفريق السيسى!. مشهد اخر يسلط الضوء عليه مظهر عيسى نقيب فلاحي الصعيد، والذى قال فى تصريحات له ايضا بأن إلغاء لجنة الخمسين نسبة ال 50% الخاصة بالعمال والفلاحين في الدستور الجديد، مؤامرة ضد وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي، من جانب حكومة الببلاوي. وأضاف "عيسى" أن لجنة الخمسين تعمل ضد الشعب المصري وتحاول أن تفرقه، خاصة بعد ان خدعوا العمال والفلاحين وقاموا بإلغاء النسبة المقررة لهم، وأشار نقيب فلاحي الصعيد، إلى أن ما فعلته لجنة الخمسين سيدفع الفلاحين للتصويت ب" لا" على الدستور القادم – على حد قوله. هذه التصريحات ربما لا يمكن التعويل عليها فى فهم لعبة التأمر خاصة لو وضعناها فى سياق رفض الحاج مظهر عيسى لالغاء الكوتة فى الدستور، ولكنها تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان فكرة التامر على السيسى صارت مطروحة على نطاق واسع، بل ويتم استغلالها لصالح تحقيق العاب سياسية فى وضع دستور مصر !.
مشهد اخير من مقال هام لنقيب صحفيي مصر الاسبق مكرم محمد احمد، نشر على صفحات الزميلة الاهرام تحت عنوان "الحرب على الفريق السيسى"، يقول الكاتب الكبير" يتعرض الفريق السيسى لحملة قبيحة مسعورة تشنها جماعة الاخوان المضللين فى الداخل والخارج، تستخدم فيها الجماعة كل اساليب الكذب والتضليل، تتهم الرجل بانه شخصية انقلابية خانت العهد واختطفت الرئيس الشرعى املا فى ان يحكم مصر!، وتحمله كذبا مسئولية دماء المصريين التى اراقتها الجماعة المضللة "، ويستطرد الاستاذ مكرم قائلا "وهم يحاولون تصوير الفريق السيسى للخارج على انه (ناصر جديد)، سوف يطارد نفوذ الغرب ومصالح الولاياتالمتحدة فى الشرق الاوسط، وديكتاتور اخر سوف يفتح المعتقلات والسجون على مصارعيها لكل صاحب رأى ويقيد الحريات العامة والخاصة، ومن الضرورى ان يتدخل الغرب لوقف هذا الخطر قبل ان يكبر السيسى ويأخذ الشرق الاوسط فى مغامرة جديدة الى مرحلة اخرى من غياب الاستقرار!"، ثم يختتم مكرم مقاله قائلا، وما ينبغى ان تعرفه جماعة الاخوان المضللين ان حملتهم على السيسى تزيد من تقدير وحب وتعلق المصريين به، وان تخويف العالم منه لن ينطلى إلا على السذج، لان العالم يعرف ان السيسى لا يريد ان يكون زعيماً أو رئيسا.
كل المشاهد السابقة تضعنا امام حقيقة المؤامرة على قائد الجيش المصرى، ليس فقط على المشهد الاخوانى الملتهب، بل حتى داخل دوائر مغلقة تدعى جميعها انها مع ثورة 30 يونيو ..!، الاكثر هزلية فى كل هذه المشاهد ما اعتبره الكثير من المتابعين، ان حتى بعض حملات تأييد الفريق السيسى فى الشارع تقاطعت فى نفس الوقت مع حملات تشويه سمعة الرجل، فبين اصحاب كمل جميلك بكل انتهازية الحملة السياسية فى الوقوف خلف الرجل، الا انها صبت فى نفس النتائج التى حققتها معارك تشويه السمعة التى خاضها الاخوان المسلمين ضد الرجل، بداية من الشعارات المناهضة التى ترسم بالجرافيتى على حوائط الشوارع فى مصر وانتهاء بالتسريبات الملفقة لتسجيلات صوتية بعضها تم تلفيقه بعناية شديدة ووضعه وسط تسريبات حقيقية لارباك من يرون فى الرجل عبد الناصر الجديد.
كل هذه المشاهد العبثية التى تصب جميعها فى لعبة حرق شعبية الرجل والتامر عليه، جائت تحت فرضية يروجها الكثيرين تفيد بأن السيسى قام بكل ما حدث فى مصر فقط لأنه طامع فى الحكم، والحقيقة التى لا يخطئها احد ان الرجل نفسه عرف عنه بشكل واضح ومن خلال عشرات التصريحات للمحبطين من دوائر صنع القرار، بأنه عازف – حتى الان – عن الشروع فى خوض انتخابات الرئاسة ، المتحزلقون فى دوائر النخبة يفسرون كل ما يحدث على انه مرتب بالقلم والمسطرة لتمهيد الارض لصعود الفريق للحكم، والحقيقة التى رصدتها حتى اجهزة الاستخبارات العالمية التى تتابع الرجل وسنذكرها لاحقا، اكدت ان كل هذا العبث السياسى فى شوارع المحروسة الان لا يفيد بان الدولة المصرية " اندر كنترول" كما يدعى البعض ؟! اذا يبقى السؤال كيف يفكر الاخرون خارج مصر فى حكاية الفريق التى لا يمكن لأى عاقل ان ينكر انها اربكت عشرات المشاهد الدولية، ليس فى الشرق الاوسط فحسب بل حتى على المستوى الدولى، وفى هذا السياق يمكن رصد التقرير الذى نشرته مجلة عرب تايمز المعنية بالشأن السياسى العربى والذى جاء فيه، ان مصر اصبحت بعد طرد الإخوان من الحكم ... ولم يمض عليهم فيه إلاّ سنة، قبلة الزوار الغربيين وساستهم، وليس الغربيون فقط ، فها هو " بوتين " الروسي يقف بكل تاريخ بلاده على اعتاب مصر، بل و تكثر الدراسات و النّظريات المتسربة من بيوت الدراسات الأمريكية حول الوضع الحالي في مصر، جميعها تراقب بشكل دقيق الفريق السيسى، ويبدو ان محاولات شراء الحكم الجديد بورقة الضغط بملف المعونة و التأثير على الوضع الجديد والتى بائت بالفشل، فانها تؤكد بذات الوقت إلى انعدام حيلة الغرب أو ضعفها في أحسن الأحوال تجاه التحولات الجارية في مصر ... بل و الإقليم بعمومه ... من تلك الدّراسات المنبئة عن الحيرة الغربية ... و حالات تنبئها ... لا قراءتها العلمية ... ما خرج به علينا السيد بوب سبرينغبورغ - استاذ المخابرات في الأكاديمية البحرية الأمريكية من دراسة فرضية في مجلّة ( Foreign Affairs ) بعنوان : Sisi's Islamist Agenda for Egypt The General's Radical Political Vision July 28, 2013 يقيم السيد بوب سبرينغبورغ دراسته الفرضيه عن أن " السيسي هو ضياء الحق المصري " !!! بناء على أطروحة السيسي في دورته العسكرية بأمريكا عام 2006 , والتي دارت حول فكرة مواءمة الديموقراطية والشريعة !!. أولاً : القول أنه نسخة مصرية عن ضياء الحق استنتاج يغفل ان الأخير انقلب على نظام علماني - علي بوتو / 1977 - بتأييد من الجماعة الاسلامية أي ( اخوان باكستان )... وليس على الاخوان ذاتهم , كما في حالة السيسي، هو محافظ جداً وشديد التدين , لكنها لا تكفي من صفات لمشروع أسلمة ... خاصة انه لا يملك كوادر لهذا المشروع ! ثانياً : بالمقابل , فهو حالة غير متبلورة وغير واضحة المعالم كشخصية استخباراتية هامة، خرج على واشنطن بحساب، ويقف بوتن بكل ثقله على اعتابه، حسن الصلات مع الخليج ، نسق - وما فتئ - مع " تمرد " الناصرية الهوى، وينصت لهيكل، و يتعاون مع الليبرالي، ويقاتل السلفية الجهادية في سيناء، ويضيق الخناق على الفرع الفلسطيني للاخوان ( حماس ) !!! ثم تنهار فرضية سبرينغبورغ أكثر عندما يُفكَر كيف لجنرال ان يتأسلم ويؤسلم وهو بعد خارج من خصومة حادة مع " الاسلام السياسي " ... الذي يفترض ان يكون ذراعه اليمنى في مشروع " اسلامي " لديه ؟ !! ثالثاً : الأطروحة ذاتها فإنّ سذاجتها تتبدى أنّها كتبت بغرض بعث السرور في قلب " قارئها ".. أكثر مما هي تعبير أمين عن تفكير ضابط " برتبة عميد " عاد من دورته ليؤتمن على مديرية المخابرات العسكرية في سيناء , ثم ليؤتمن أكثر على المخابرات العسكرية كلها ... وفي عهد حسني مبارك بالذّات . كل ما سبق يلقى بظلاله على حقيقة واحدة، انه بعيدا عن تأييد الغرب للمشروع الاخوانى لاحتلال ارض العرب، فان حيرة العقول الاستخباراتية فى العالم فيما يفعله الرجل وعدم توقع خطواته، فى ظل شعبية جارفة تقف على ارضية قومية، لرجل يرونه يلاعب الجميع بمنتهى الهدوء لينتصر لمشروع اسلامى جديد يراه الغرب فى الفريق السيسى ؟! كل هذا كفيل بان تحاك من اجله وتمول عشرات المؤامرات، ان لم تكن للقضاء عليه، فعلى الاقل لتحجيم دوره فى صنع شرق اوسط جديد وربما علاقات دولية جديدة على الهوى المصرى .