الرجا من السادة قراء جريدة المصريون الكرام الإجابة على الإسئلة التالية، ومن يجب على تلك الأسئلة بطريقة سليمة ربما لن يسلم من أولئك الإعلاميين المذكورين أدناه في هذا المقال. السؤال الأول: الحملة المسعورة التي يشنها الإعلام المتخلف في مصر سواء مكتوب أو مرئي على التيار الإسلامي بصفة عامة وعلى السلفيين بصفة خاصة وإثارة الشائعات حولهم يدل على: 1- أن هذا الإعلام المتخلف الهابط يبحث دائماً عن الفزاعات التي يخيف بها الناس، فبعد أن كان النظام البائد وإعلامه الفاسد يثير الناس نحو الإخوان المسلمين ويستخدمهم كفزاعة للغرب والشرق، نجد الآن هذا الإعلام المتخلف الذي يهدم ولا يبني يثير فزع الناس من السلفيين بما يثيره من شائعات عنهم ويستخدمهم كفزاعة ليست للغرب والشرق كما كان في الماضي ولكن للمصريين أنفسهم، ولذلك تجد أن شعار هذا الإعلام الفاسد في كل زمان هو " إعلامي شخليلة فزاعة يا حليلة طراطير ياواد طراطير". 2- التحيز الواضح من أجهزة الإعلام المرئية والمكتوبة ضد التيار الإسلامي أو كل من له رأى مخالف لآراء المجموعة أو الشلة المسيطرة على هذا الإعلام قبل وبعد التعديلات الدستورية والمحاولة الدائمة "للتعتيم" على أى وجهة نظر مخالفة لهم، يجعلنا نطلق على كل من يقوم بهذا العمل إسم "إعتامي" بدلاً من "إعلامي". 3- أن بعض هؤلاء الإعلاميين الذين يدعون أنهم يقومون "بتنوير" الناس نجدهم عند الكلام عن الإسلام ودوره في حياة المصريين يتحولون إلى معادين له ويتحولون إلى شئ آخر يجعلنا نطلق عليهم لقب "إظلامي" بدلاً من "إعلامي". 4- أن السلفيين يجب أن يحمدوا الله ويشكروه إذ أنه وبعد حوالي 24 ساعة من الأحداث الإجرامية في مبارة الزمالك والإفريقي التونسي والتي تم فيها نزول بعض الجماهير إلى الملعب والإعتداء على اللاعبين والحكام وتكسير المدرجات وخلع الكراسي وتمزيق شبكة المرمى، لم يقم الإعلام المتخلف بالتشهير بهم وتوجيه الإتهام إليهم كالعاده بناء على ما قاله شاهد عيان - لسه خارج من مستشفى القصر العيني – أنه رأى بعض السلفيين يشاهدون التلفزيون أثناء تلك المبارة على المقهى المجاور للمستشفى وأنهم بعد أن شربوا الحلبة حصى قاموا بالاتصال ببعض أعوانهم في الاستاد الذين قاموا بتنفيذ حد قطع الشبكة. السؤال الثاني: هناك إعلاميون محترمون يقدرون المشاهد أو المستمع أو القارئ ويعرفون أن الكلمة نور وأن بعض الكلمات قبور، لذلك تجدهم يحرصون على كلماتهم ويقولون الحقيقة دون تزييف أو تلوين. ولكن في المقابل هناك نوع آخر من الإعلاميين نستطيع أن نطلق عليهم لقب الإعلامي اليويو والإعلامي الشُخليلة. إذكر عزيزي القارئ أوجه الشبه والإختلاف بين كل من الإعلامي اليويو والإعلامي الشخليلة فيما يلي: 1- أن كليهما مذبذب لا تستطيع أن تمسك له موقفاً محدداً فهو مع الرائجه أى "معاهم معاهم عليهم عليهم" حيث تجده قبل الثورة مناصراً للنظام البائد ومدافعاً عنه بالباطل والباطل، ثم تجده بعد الثورة مهاجماً للنظام البائد ومنتقصاً منه وكأنه هو الذي قام بالثورة لدرجة أن أحدهم قال أنه ثورجي قديم. إلا أن ما يميز الإعلامي الشخليلة أنه أكثر ضخباً وضجيجاً من الإعلامي اليويو. 2- أن كليهما ليس له شخصية مستقلة، فهناك من يحركهما ويلعب بهما ليحققان له ما يريد. فإذا كان من يحركهما رجل أعمال فهم رأسماليين، وإذا كان من يحركهما هو الأمن فهم مخبرين، وإذا كان من يحركهما الكنيسة فهم صليبيين، وإذا كان من يحركهما كل ما سبق فهم شخاليل. 3- أن كليهما قليل القيمة، حيث يتم "أولويز" الاحتفاظ بهما طالما يحققان الغرض الذي يعملان من أجله وهو التشهير بالمعارضين وبث الفتن، فإذا انتهت الحاجة إليهما وأصبحا مكشوفين للناس وباتا كروتاً محروقة تم إلقائهما في أقرب صندوق للزبالة مثل مناديل "الكلينكس". 4- أن كليهما يتم اللهو به ويستخدم في إلهاء الناس بقضايا فرعية ليس لها أى تأثير في حياتهم مثل قضية الشغالة التي تزوجت مخدومها، والبنت التي تم ختانها دون علم والديها، والفنانة الاستعراضية التي دخلت موسوعة "جنس" ولم تخرج بعد لأنها خلعت كل ملابسها في حوالي فيمتو ثانية لأنها لم تكن تلبس إلا إيشارب وذلك في فيلمها الأخير "قلعني وشخلعني" ومع ذلك يجعلونها قضايا مهمة لشغل الناس عن قضاياهم الحياتية الحقيقية مثل الحرية والقضاء على الفساد وتحقيق العدالة والحق في التعليم السليم والصحة ومنع حوادث الطرق وغيرها من القضايا. السؤال الثالث: يتكون المصطلح اليوناني "الديماجوجية" من مقطعين هما "ديمو" وتعني الناس، و"جوجية" وتعني العمل، أى أن ترجمتها تعني العمل من أجل الناس، إلا أن المصطلح بمعناه السياسي أو الإجتماعي معناه المناداة بما يمكن أن نقول عليه المصلحة العامة ولكنها في الحقيقة بهدف تحقيق مصلحة خاصة أو فردية، أو بكلمات أخرى يعني خداع الناس بما يظنون أنه مصلحة عامة في حين أن الغرض الأساسي هو تحقيق المصلحة الخاصة لهذا الديماجوجي. أذكر عزيزي القارئ أمثلة مما تراه في حياتك ينطبق عليه مصطلح الديماجوجية فيما يلي : 1- الهجوم الذي شنه البعض على التعديل الدستوري الخاص بأن "يكون رئيس الجمهورية مصرياً ومن أبوين مصريين ولم يسبق له التجنس بجنسية أخرى وألآ يكون متزوجاً بغير مصرية"، والقول بأن هذا النص فيه تمييز ضد فئة من المصريين وأنه ينفي الوطنية عن المصري المتجنس بجنسية أخرى، وأن هذا النص يحرم الملايين من المصريين الذين تجنسوا بجنسيات أخرى أو تزوجوا بغير مصريات من الترشح لرئاسة الجمهورية. وفي الحقيقة فإنك يمكن أن تجد أن هذا الهجوم والانتقاد الذي يبدو أنه للمصلحة العامة بينما هو لتحقيق مصلحة خاصة عند أولئك المهاجمين الذين كانوا يطمعون في الترشح أو يعملون لدى الشخص الذي كان ينوي الترشح لولا هذا النص. 2- المطالبة الدائمة من بعض من يتصدرون المشهد الإعلامي من العلمانيين والليبراليين والشيوعيين وغيرهم بفصل الدين "يقصدون الإسلام" عن السياسة، وألا تقوم أحزاب على أساس ديني أو مرجعية دينية لأن الدين ثابت والسياسة متغيرة، وأن الدين نقي والسياسة قذرة، وأن الدين هو علاقة بين الإنسان وربه بينما السياسة هى علاقة بين إنسان وآخر، وكل هذا الكلام الذي يبدو للوهلة الأولى منطقياً. إلا أن الحقيقة هي أنهم يعلمون أن شعبيتهم ضعيفة وأنهم إذا دخلوا انتخابات حرة نزيهة فلن يحصلوا إلا على القليل جداً من المقاعد، لذلك ينادون بإقصاء كل من له خلفية إسلامية عن الساحة حتى يخلو لهم الملعب ويحصلوا على الأغلبية التي يحلمون بها. 3- محاولة إصدار قوانين للتصالح مع رجال أعمال نهبوا البلد واحتلبوا خيراتها مقابل رد ما أخذوه من الدولة أو بعضه بدون وجه حق بزعم أننا لن نستفد شيئاً من سجنهم في حالة إدانتهم وأنه من الأفضل للدولة أن تسترد هذه الأموال بدلاً من سجنهم ويا دار ما دخلك شر، ثم تكتشف بعد ذلك أن هذه المصالحة المزعومة ليست لوجه الله أوالوطن وإنما لتحقيق مصالح من يدعو إلى هذه المصالحة ويحاول تقنينها إذ كانوا يعملون مستشارين لرجال الأعمال هؤلاء وقد حان وقت رد الجميل لهم، وليذهب الجمل بما حمل. 4- الشحن الزائد عن الحد الذي يمارسه بعض من يسمون أنفسهم خبراء ومحللين استراتيجيين في التيارات السياسية الإسلامية ضد تلك التيارات الدينية والسياسية وأنها ستضر البلد وتجعلها خراباً وحروباً أهلية حال تمكنها من الحكم، وفي الحقيقة هم يقولون ذلك حتى يستمر الصراع والمشاكل وبالتالي يجدون سوقاً رائجاً لبضاعتهم من التحليل السياسي في الفضائيات المختلفة وبرامج التوك تووك.