تزوجت منذ 30 عاما وأنجبت ولدان واحد معاق، وآخر سليم ومعافى، ربيتهم وعلمتهم إلي أن أصبح السليم طبيباً، وبعد سنوات عديدة من التعب والمرار في العمل في تجارة الخمور وطبعا كنت مجبر عليها رغما عني حتى أوفر لهم حياة راقية ومدارس لغات كبيرة وعيشة رغدة، ولكن يعلم الله أني لست من شاربي الخمر ولا مدمنيه، والحمد لله وصلت لدرجة كبيرة في العمل علي مستوي عدة دول إلي أن حصلت علي دكتوراه شرفية، وبعد تخطي سن الخمسين، تعرفت بممثلة شابة جميلة من عمر ابني تقريبا، وتزوجتها وأتيت لها بكل ما تتمني، وتخيلت أنها تحبني جدا من كلامها ومعاملتها ودلالها معي، ولكن صدمت صدمة كبيرة بعد أبشع حادث حصل معي.. فمنذ 4 سنوات سافرت لظروف العمل، وعندما عدت ذهبت لمنزل زوجتي الثانية لأري منظر لم أكن أتوقعه، فوجدت ابني يحاول الاعتداء علي زوجتي، وهي بملابسها الخاصة، وتصرخ، فلم أتمالك نفسي إلا وأنا أنهال علي ابني بالضرب، وبعد مشاجرة بيني وبينه وتطاوله عليّ بالسب القذر أنا وزوجتي، لدرجة أنه ضربني أيضاً، فلم أشعر إلا وأنا أمسك بمسدسي وأرديه قتيلاً.. بعد أن فقت من الصدمة اتفقت أنا وهي أن نقول في التحقيقات أنه كان ينظف المسدس، فأصيب منه برصاصة عن طريق الخطأ فمات.. المهم دبرنا كل شيء وحبكناه قبل إبلاغ الشرطة، وبالفعل اقتنع الجميع بهذه الرواية.. إلا شخص واحد، وهو أخي .. فقال لي: أنه يشك في أن زوجتي هي من قتلته، ليبدأ في رواية جديدة بسيناريو مختلف تماما عن كل ما اعتقدته.. فعندما سألته لماذا.. قال: لأن ابنك وأنت مسافر جائنى وحالته النفسية سيئة جداً، وقال لي: يا عمي أنا كل يوم بموت وأنا شايف أمي مشلولة بسبب زواج أبي عليها، ورضينا بكل ده، لكن يصل الحال أن تنتهز زوجته غيابه وترافق عدد من الرجال ويأتون إليها ويبيتون معها بالمنزل! وأكد لي أخي أن ابني في هذا اليوم اتصل بها وهو عنده وحذرها وهي من طلبت منه أن يذهب إليها لمناقشة الموضوع بهدوء.. كلام أخي نبهني، فراقبتها وتأكدت من خيانتها، فأسرعت بمواجهتها وفي موجة الغضب اعترفت لي بأهوااال أصابتني بأزمة قلبية، فقدت علي أثرها الوعي ولم أفق إلا بعد عدة أيام بالمستشفي، ولم أتحمل أن أبقيها علي ذمتي فطلقتها، وعلمت بعدها أنها سافرت خارج البلد.. ولكني الآن أشعر برغبة عارمة في الانتقام منها لشرفي ولإبنى، فلقد اعترفت لي قبل الغيبوبة أن ابني لم يكن يريد الاعتداء عليها، بل كانا يتشاجرا وكان يضربها لأنها سبت أمه، وهددتني أن تبلغ عني لو فعلت لها أي شيء ضار.. ولكن لا أخفي عليك أستاذة.. فأنا من يومها ورغبتي في الانتقام مُلحة وكلما شاهدتها علي الشاشة تمنيت لو ذهبت لأذبحها بيدي كما فعلت مع ابني وقتلته، أنا مجرم وخسرت ابني الحبيب وضيعته بيدي، الذي أشتاق إليه كل لحظة وأحتاج إليه.. فكرت في الانتحار، لكن كيف لي أن أجيب حق ابني؟ معذرة علي الإطالة، ولكن الدنيا سوداء في وجهي ولا أستطيع أن أعلم أحد بحالي إلا بهذه الطريقة وعن طريق الباب. (الرد) يااااا الله !!! وكأنني أقرأ سيناريو درامي يدور حول كابوس رهيب لا يمت للواقع بصلة ! اسمع يا أخي جيدا..أنت للأسف عشت حياة مليئة بالأخطاء والحرام الذي بدأت به شريط حياتك، البداية التي استمرت معك ثم نَمت أكثر في مستنقع من الأخطاء والمحرمات، كنت فيها بعيد كل البعد عن طريق الله عز وجل ، بداية من عملك الذي تدعي أنك أُجبرت عليه.. وحقيقةً أتعجب كيف أجبرت عليه ؟! هل هددك أحدهم بأن تعمل في تجارة الخمور حتى تصبح رجلاً ثرياً لتلحق أبنائك بمدارس عالية المستوي، وحتى تصبح رجل أعمال كبير يعيش بمنتهي الرفاهية ؟! لا يا أخي بل أنت من طمعت وطمحت بلا حدود للثراء، أنت من انغمست في المال الحرام من البداية، ولم تحاول حتى البحث عن عمل أخر، وأنت تعلم جيدا أن الخمر أصلا حرام، والدليل أنك تبرر وتقول أنك أجبرت علي العمل في تلك التجارة، في حين أن الله حرمها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حين قال سيدنا رسول الله ص :" لعن الله الخمر وشاربها وساقيها ومبتاعها وبائعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه ".. الأمر الذي ضيع حياتك كلها بما فيها فلذة كبدك وبيديك، فضاعت البركة من حياتك ورزقك وأولادك وزوجاتك! ولو كنت اتقيت الله عز وجل وكدحت في عمل شريف ماله حلالاً، للحقت بحياتك البركة وتغير الحال الذي صرت إليه الآن، فكم من فقراء يجدون قوت يومهم بعد عناء شديد، ولكن الله تعالي بارك لهم في ذلك الرزق البسيط وحصل أبنائهم أيضا علي مراكز علمية أفادت المجتمع كله.. ثم قمت باستكمال أخطائك بالزواج من إنسانة سيئة الخلق بدون البحث والتحري عن أخلاقها وسلوكها بل واختارتها غير ملتزمة ولا متكافئة مع سنك وظروفك.. عموماً.. يكفيك ما عشته في غفلة سنوات عديدة، وعليك الآن أن تبدأ من جديد وتغير من حياتك تغييراً جذرياً.. استغفر وداوم علي الاستغفار بقلب حي وتُب إلي الله وفر إليه منه، وأنت علي يقين أنه سوف يتقبل توبتك إن شاء الله.. اترك العمل في الخمور فورا، وحاول أن تطهر أموالك بالصدقات، حافظ علي الصلاة وتقرب إلي الله بالدعاء والمناجاة، ابحث عن من يعينك علي هذا وابتعد عن كل من كان يشاركك في هذه التجارة وعن كل الأوساط المنغمسة في ما حرم الله.. اترك تماما التفكير في الانتقام من امرأة لا تستحق أن تضيع ما تبقي من عمرك بسببها كما ضاع عمر ابنك، ابتعد عنها وعن الوسط الذي تنغمس فيه، ويكفيها ما سوف تناله من عقاب من الله تعالي.. وليتك تقوم بعمل صدقة جارية تهبها لابنك المتوفي، وحبذا لو كنت تمتلك أموالا نظيفة بعيدة كل البعد عن أموال تجارتك في الخمور، لأداء فريضة الحج منها، أنت وزوجتك الأولي وابنك المعاق، قدر استطاعتك.. عليك الآن أيضا أن تكرس وقتك لرعاية ابنك وزوجتك المرضي العاجزين عن الحركة، فهم بالتأكيد في حاجة إليك بشكل كبير.. بعدها سوف تطمئن نفسك، وتنعم برضي الله في معيته، وسوف يتبدل حالك إلي خير لم تكن تتوقعه أو تدركه يوماً وأنت بعيد عن طاعة الله. .............................................................. تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التي عرضت بالموقع الإلكتروني.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل اثنين ملحق "إفتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل *تنويه هام: نظراً للضغط الكبير على خدمة الاتصال الهاتفي المباشر بالأستاذة/ أميمة مما أدى لعطلاً فنياً بالخط الساخن.. فتعتذر إدارة جريدة المصريون للقراء الكرام عن ذلك العطل...فلقد تم إيقاف الخط مؤقتاً ولمدة قصيرة لحين تغيير الرقم قريباً بإذن الله. *وللتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ............................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائي الكرام من صفحتي يوم الاثنين من كل أسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة,ليشارك معي بكلمات هادفة, فليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب, مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها في صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معي.