في البداية أميمة أرجو أن تعديني ألا تحذفي أي شيء من كلامي، أنا أحد الفنانين المعروفين، الجميع يتخيلون أنني أنعم بالسعادة والمال، وأنا لا أنكر أنني بالفعل أنعم بالمال والحمد لله، والحقيقة أنني لم أحسب يوما لحياتي أي حسابات، فكل ما كنت أطلبه يأتيني وقبل أن أطلبه، وازداد الأمر بعد أن أصبحت ممثل مشهور، وأعترف: حياتي كلها عبارة عن عربدة وشرب خمر و نساء وسهر، لم أفكر يوما في غيري سواء فقراء أو زملاء أو حتى بلدي، لم أشعر يوما بانتماء من أي نوع سواء لأهلي أو لبلدي، ولن تصدقيني إذا قلت لك أني نادرا ما أعرف شكل الدنيا بالنهار، فحياتي كلها سهر والليل صديقي، حتى صداقاتي معظمها من خارج مصر، وفي مصر صداقاتي مدتها محدودة، حتى طاقتي علي كتابة رسالة مثل هذه لم أكن أطيقها أو أصبر عليها ! ولكن حدث ذات يوما أن دعيت لحفل خيري بإحدى المستشفيات الشهيرة لقضاء يوما مع الأطفال هناك والتبرع لهم، والحقيقة أن مثل هذا الدعوات تكررت علي كثيرا، ولكني لم أكن أهتم أو حتى أفكر في أن أذهب، وأحيانا كنت أسجل أرقام المسئول عن تقديم الدعوة حتى أكبر دماغي ولا أرد عليه، وإلي هذه اللحظة التي أكتب إليك فيها لا أعرف السبب الذي جعلني ألبي الدعوة وقتها وأستعد وأستيقظ مبكراً وأذهب، لأقضي يوما عجيبا جدا علي ولكنه كان من أروع أيام حياتي، ولأول مرة أميمة أشعر أنني أنجزت شيئاً هاما وأن وجودي له قيمة إيجابية، أميمة.. الشيء الأعجب في كل هذا أنه منذ ذلك اليوم وأنا أشعر بتغير في نفسيتي بشكل لم أعتاده أبدا، فمناظر الأطفال المرضي هناك كان تأثيره علي كالصدمة، وابتسامة الآباء والأمهات في عز هذه الظروف ومرض أولادهم هزتني وسحبتني بشكل غريب، ناس مستواها التعليمي والاجتماعي مرتفع، وليسوا مثل الغلابة الذين نراهم في مثل هذه الأماكن، فقط المرض الذي إضطرهم للذهاب إلي هناك لتخصص المستشفي في نفس المرض، فرأيت وقتها أن الغني يستوي هناك بالفقير، كنت أشعر وقتها بأنني في عالم أخر ولست فقط في بلد آخر، بعدها بدأت أتابع أحداث البلد لأصطدم بقتل شباب وتفجيرات ومظاهرات وأحداث مؤسفة في البلد! وبدأت أتأكد أن هنا في بلدنا أصحاب قضية مؤمنين بها، والموت بالنسبة لهم هو أهون الأمور عليهم.. ولأول مرة في حياتي أهتم بسماع القرآن لتجدني أبحث عن قنواته، وشعرت أني ضائع، واستنشقت رائحة كريهة للخمر في فمي وحلقي، وتمنيت أن أبطله، لكني إلي الآن لا أستطيع للأسف، ووجدتني أبدأ في الاضطلاع والبحث في مواقع الانترنت، وأصبحت كثير التفكير في حالي شارد الذهن.. ورغم أنه بالصدفة قرأت لك، إلا أنني ومنذ شهر تقريبا وأنا أتابعك، وعجبني جدا بابك الجميل، ولا أعرف أيضا لماذا تمنيت أن أرسل إليك؟!... صدقيني وليصدقني قرائك، أنني لم أرسل لك للبحث عن حل لمشكلة معينة، لا بل لأنني أردت أن أفضفض لإناس محترمين وأنقياء، بعيداً عن الشريحة التي تحرص علي مشاهدة أفلامي التي لا تخلو من المناظر الخادشة لحياء نوعية من المشاهدين أعتقد أنهم من متابعين مثل بابك ومثل تلك المواقع المحترمة التي ترقي بعقول القراء ولا تستهين بها مثل ما تقدمه أفلام الاستثمار والخلاعة والمجون، والتي أشارك بها وكل الاعتقاد أننا نقدم رسالة، واتضح لي في الحقيقة أننا نقدم سفه بلا قيمة غير المال، عم لا أخجل من الاعتراف بهذه الأمور.. صدقيني، أنا نفسي أغير حياتي كلها، ولكني متخبط ولا أنكر أن عالم الشهرة يجذبني إليه ولكن أشعر مع ذلك كله بهم ثقيييييل لا أعرف سببه.. أرجو ألا أكون أثقلت عليك أميمة، وأشكرك وتحياتي إليك ولكل المحترمين أمثالكم الذين يشرفني معرفتهم. (الرد)
أهلا بك أخي، وسعدت بمتابعتك وثقتك في وفي جريدة المصريون، وما أسعدني أكثر هو ما طرأ عليك من تغيير إيجابي في تفكيرك.. وتقبل تهنئتي لك أخي بحب الله لك وبداية حياة نقية ومستقرة وجميلة في الدنيا وأجمل في الآخرة إن شاء الله! نعم يا عزيزي، فأنت خطوت بقدميك أولي الخطوات نحو الطريق السليم، أتتك الفرصة العظيمة فلا تضيعها من يديك، نظر إليك الله بعين الرحمة فأراد أن يلفت نظرك لوجوده جل وعلا فجعلك تلبي دعوة مستشفي الأطفال لتحمده علي نعمة الصحة والمال ونعم أخري لا تحصي ويتمني غيرك نصفها، أخي في الحقيقة هي لم تكن دعوة من مستشفي الأطفال، بل كانت دعوة من الله عز وجل ليفتح لك بها بابا للتوبة عن المعاصي التي تنغمس فيها، ولا فضل لأحد فيها عليك غير الله، فلقد قال سبحانه في قرآننا الكريم:"إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".. فإياك أن ترد دعوة ملك الملوك إليك، أو أن تضيع الفرصة التي لا تعوض، فكثيرين مثلك يعيشون في حياة العربدة ولا يحصلون علي مثل فرصتك إلي أن يلاقون الله بذنوب كالجبال والعياذ بالله نسأل الله السلامة. ابدأ من الآن.. وأول خطوة عملية هي أن تحاول اعتزال التمثيل والابتعاد عن أوساطه التي لها مفعول السحر والسحرة علي كل من يتوب ويلتزم، أو علي الأقل إن لم تستطيع الاعتزال نهائيا فليكن ما تقدمه هو الفن الحقيقي الهادف الإيجابي الذي يخدم المجتمع ويطهر الموروث الثقافي الخاطيء الذي احتل عقول شبابنا، فأنت قدوة لهم، رغم أنني أفضل الابتعاد نهائيا عن ذلك الوسط الذي تعد مساوئه وأضراره أكبر من منافعه، وبالنسبة لإدمانك للخمر، فيمكنك عرض نفسك علي طبيب يساعدك ببدائل علاجية علي تركه، علي أن عزيمتك هي الأولي في أسباب الإقلاع عن ذلك الذنب، ولتستعد واثقا حال تركك له أن تشرب خمر الجنة إن شاء الله.. ليتك أيضا تستمر في المشاركات الخيرية التي ترقق القلب، سواء بدعوات أو بغير دعوات، طهر مالك الذي تحيطه شبهات الحرام، بتبرعك لمثل هذه المستشفيات ودور الأيتام، نقي قلبك بالمداومة علي سماع القرآن الكريم، تقرب إلي الله تعالي بالصلاة والصيام، وبالطبع ربما وجدت كل ذلك في البداية به نوعا من الصعوبة، ولكن لا تعطي فرصة للشيطان والعياذ بالله في منعك أو تبغيضك في التعب "الممتع" للوصول إلي رضا الله تعالي، ولذلك عليك بالبدء في مصاحبة العلماء والدعاه الموثوق فيهم وليس المضللين منهم، وسوف أرسل إليك بعض أسماء الدعاه الذين لا يخشون في الحق لومة لائم، وجميل أنك بدأت إلي الالتفات لما يدور في بلدك من أحداث، ويكفي أن الله تعالي أنار بصيرتك للمظلومين، وأن هناك من الشباب من له قضية حقيقية يؤمن بها ويدافع عنها تهون روحه في سبيلها وأولها دين الله !!! كما أنصحك أخي الكريم أن تفكر جديا في الزواج لتعف نفسك وتستقر حياتك، مع زوجة صالحة ويفضل أن تكون من خارج الوسط الفني.. أدعو الله وأثق أن قرائي الأفاضل سيدعون لك أيضا بالهداية والثبات عليها. .............................................................. *تنويه هام: نظراً للضغط الكبير على خدمة الاتصال الهاتفي المباشر بالأستاذة/ أميمة مما أدى لعطلاً فنياً بالخط الساخن.. فتعتذر إدارة جريدة المصريون للقراء الكرام عن ذلك العطل...فلقد تم إيقاف الخط مؤقتاً ولمدة قصيرة لحين تغيير الرقم قريباً بإذن الله. *وللتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ............................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائي الكرام من صفحتي يوم الاثنين من كل أسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة,ليشارك معي بكلمات هادفة, فليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب, مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها في صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معي. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التي عرضت بالموقع الإلكتروني.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل اثنين ملحق "إفتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.