علمت "المصريون"، أن حالة من القلق الشديد تنتاب جماعة "الإخوان المسلمين" من إمكانية حدوث انشقاقات واسعة داخل الجماعة في حال إصرار الدكتور إبراهيم الزعفراني القيادي الإصلاحي- مؤيدًا من القطب الإخوان البارز الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح- على المضي قدمًا في خطته لتأسيس حزب سياسي جديد باسم "النهضة" يضم عددا كبيرًا من العناصر الإصلاحية داخل الجماعة. وأفادت مصادر، أن مكتب الإرشاد بالجماعة قد تدارس تداعيات تهديدات المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع بفصل أي عضو ينضم لأي حزب آخر باستثناء حزب "الحرية والعدالة"، الذي أوكلت مهمة تأسيسه للدكتور محمد سعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد، وهو الأمر الذي أثار اعتراضات في المؤتمر الذي عقده شباب "الإخوان المسلمين" يومي السبت والأحد الماضيين. ويسود اعتقاد داخل الجماعة بأن تهديدات بديع بفصل أي عضو ينضم لحزب "النهضة" لن تجدي، بل قد يكون لها تداعيات سلبية، وأن من الأفضل العمل على استرضاء العناصر الإصلاحية داخل الجماعة أو المجمد عضويتها، باعتبار أن خيار الحوار قد يكون أجدى من نهج المواجهة وإستراتيجية التهديدات. لكن المصادر رجحت ألا تنجح محاولات مكتب الإرشاد لإثناء أبو الفتوح والزعفراني عن مساعيهما، خصوصًا أن الأول لازال يشعر بمرارة جراء استبعاده من مكتب الإرشاد وتجريف التيار الإصلاحي داخل الجماعة. وتسود المخاوف من إمكانية نجاح أبو الفتوح والزعفراني في ضم قيادات بارزة من داخل الجماعة مثل الدكتور جمال حشمت، وعناصر أخرى مجمدة عضويتها، مثل مختار نوح وخالد داود وحامد الدفراوي وجميعهم من رموز التيار الإصلاحي، وغيرهم، وهو ما قد يشكل منافسًة قوية للجماعة في أي انتخابات، أو على الأقل استقطاع جزء من شعبيتها داخل الساحة السياسية. ولم تستبعد المصادر إمكانية إقدام "الإخوان" خلال الفترة المقبلة على استرضاء عدد من رموز "التيار الإصلاحي" داخل الجماعة لتطويق هذه الأزمة في وقت يُخشى فيه من أن تؤدي إلى خروج ثلاثة أو أربع أحزاب من رحم جماعة "الإخوان". من جانبه، قلل المحامي مختار نوح القطب الإخواني من التقارير التي تشير إلى انضمامه لحزب "النهضة" الذي يعتزم الدكتور إبراهيم الزعفراني تأسيسه، لافتًا إلى أن الأمر يخضع برمته للدراسة. واعتبر نوج في تعليق ل "المصريون" أن الحديث عن وجود أحزاب ديمقراطية سليمة لا يزال سابقًا لأوانه وعلينا أولاً الانتظار لما ستعبّر عنه المرحلة القادمة قبل الحديث عن انشقاقات واختلافات رغم إقراره بوجودها.