استوقفتني كما استوقفت الملايين من المصريين كلمات المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والخاصة بدعوته للشعب بالتقشف، وأن يتبرع المغتربون من أبناء الوطن بشهر من راتبهم لاجل عيون مصر، وان المستقبل غير مبشر، وأن الواقع الاقتصادي مقلق، وأن واجب مصر علينا أن نقف بجوارها وأن ندعمها في محنتها، فنحن تعلمنا في مدارسها، وأرتوينا بنيلها، وسكنا بين جدرانها، واستظلينا بسمائها..كلمات حركت المشاعر والأفئدة..بل وأدمعت الأعين على هذا الوطن المنتحب.. وأود هنا ألا أتطرق إلى واقع المصريين المطحونين والمتقشفين بطبيعتهم، ولا أتطرق إلى نوعية الشعب المقصود في دعوة السيسي، خاصة واني على علم يقين أن أكثر من خمسين بالمائة من هذا الشعب لا تدخل اللحوم بيته إلا في المناسبات وفقط، وأن 48% منهم تحت مستوى خط الفقر العالمي حسبما تشير التقارير الدولية، لكني سأقدم لسيادة المشير – صاحب الدعوة الوطنية - مقترحات المواطنين والشباب والتي عبروا عنها عبر صفحات الفيس بوك وتويتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي والتي صبًت في نهاية المطاف في عشق هذا الوطن وحبه والهيام به. وأول هذه المقترحات والتي تناولها بعض الشباب أنه على سيادة المشير عبدالفتاح السيسي بصفته الأكثر حضورا هذه الأيام لدى قطاع كبير من الشعب أن يحذو حذو رئيس كينيا وان يبدأ بتقشف رئيس الدولة والحكومة ورجال الأعمال ورجال الجيش والقضاء والإعلام أولا، فهم القدوة لبقية الشعب المطحون، وحسب كلام الشباب على صفحات الفيس بوك فإنهم على استعداد أن يضحوا بشهر من راتبهم لو كانت مصر في حاجة إلى أموال اخرى بعد استقطاع راتب شهر من السابق ذكرهم ( الوزراء – رجال الجيش – رجال الشرطة – القضاه- الإعلاميون – رجال الأعمال) كذلك أن تبذل الدولة كافة جهودها لجمع الضرائب من رجال الأعمال المتهربين منها والمعروفين للجميع، أيضا ملاحقة الهاربين من العدالة في الخارج واسترداد أموال الشعب المنهوبة وفي مقدمتهم حسين سالم. ويواصل الشباب طرحهم للأفكار المتعلقة بالتقشف بضرورة وقف الدعم لرجال الأعمال والمصانع والشركات، وأن يقتصر الدعم على المحتاجين من هذا الوطن، كذلك تقدم عدد من الشباب بتقديم مقترح يسير لانتشال مصر من حالة التقشف التي تحياها الآن وهي أن يتم خصم راتب شهر من كل مواطن يزيد راتبه الشهري الإجمالي عن خمسين ألف جنيه، أيضا هناك من قال أنه لو طبق الحد الأقصى على الجميع لما احتاجت مصر رواتب المقهورين الغلابة، ولما احتاجت إلى ملايين السعودية والكويت، ولا إلى بطاطين الإمارات وملابسها المستعملة، ولا إلى شقق أرابتك...مش كده ولا ايه..