شن الدكتور عمرو حمزاوى أستاذ العلوم السياسية هجوماً ضارياً على النظام الحالى بالبلاد معتبراً أن هناك حالة من المقايضة يمارسها النظام لا تختلف عما كان يفعلها نظام المخلوع حسنى مبارك. ولفت إلى أن النظام الحالى نجح فى إعادة إنتاج مقايضة "إما الخبز والأمن وإما الحقوق والحريات"، على نحو يستدعى تفنيدها وإقناع الرأى العام بإمكانية توفير الخبز والأمن مع التحول الديمقراطى.كما أشار إلى أن هناك تردى بأداء المشاركين فى الحياة السياسية بين 2011 و2013 وانصرافهم عن حل أزمات البلاد الاقتصادية والاجتماعية إلى صراع على السلطة أفقدهم ثقة الناس وجدد أوهام الفترة الناصرية التى تربط عضويا بين البطل العسكرى وبين تحقيق التنمية والعدل الاجتماعى ويعاد اليوم ترويجها. وشدد عبر مقاله اليوم بجريدة الشروق تحت عنوان "تجاوز المقايضة السلطوية" على ضرورة وجود أجندة اقتصادية واجتماعية للأصوات وللمجموعات المدافعة عن الديمقراطية، كما أشار إلى أن هناك مراكز التفكير والبحث فى الجامعات والمعاهد المصرية التى تحفل بأساتذة فى العلوم الاقتصادية والمالية والإدارية لم يستتبعوا من قبل الحكم ويملكون الكثير من الأفكار والحلول الفعلية للأزمات المتراكمة. مضيفاً أن هناك مشاركين فى القطاع الخاص وأصحاب رءوس الأموال الصغيرة والمتوسطة الذين ابتعدوا عن الالتحاق بالحكم (على عكس رءوس الأموال الكبيرة) لديهم خبرات عملية فى مجالات الاستثمار والتشغيل ومعدلات الإنتاجية ينبغى الإفادة منها. واختتم كلامه قائلاً:" الأجندة الاقتصادية والاجتماعية لتيار ديمقراطى عام التى أدعو لها هنا لا ينبغى أن تغيب اختلافات وتمايزات اليمين واليسار أو أن تفرض رؤية أحادية لقضايا خلافية (كالحدود الدنيا والقصوى للأجور والنظم الضريبية والدعم واستراتيجيات التنمية وغيرها). بل جوهرها هو التعددية فى الأفكار، والتنوع فى الطروحات، وإدارة نقاش موضوعى بشأنها حتما سينتح توافقا وطنيا حول بعض الحلول والسياسات الاقتصادية والاجتماعية التى يمكن تطبيقها لتحقيق الخبز والأمن مع التحول الديمقراطى ومن ثم تجاوز المقايضة السلطوية".