أرجو من السادة قراء جريدة المصريون الكرام التكرم بالإجابة على الأسئلة التالية علما بأن من سيحصل على أعلى درجة ربما لن ينجو من المبتزين وبتوع الهمبكة والإمعات. السؤال الأول: خرجت المذيعة الشهيرة من مبنى الإذاعة والتليفزيون بكورنيش النيل أو ما يطلق عليه مبنى ماسبيرو لتقديم برنامجها الشهير فوجدت أمامها المئات من المتظاهرين يرفعون شعارات وعلامات طائفية والتقت بواحد منهم وبدأت في تسجيل الحلقة قائلة: والآن سيادتي أنساتي سادتي نقدم لكم حلقة جديدة من برنامج "على المصطبه" وألتقي مع واحد من الناس الإسم إيه؟ إسمي مبتز فلوسكتير، وماذا تعمل هنا يا حضرة المبتز أنت وهؤلاء المئات من الناس؟ أولاً كلميني بالعامية لأني مبحبش الكلام باللغة العربية لأنها دخيلة علينا، ثانياً دُول مش مئات دُول آلاف وجايين من كل مكان في مصر ليتظاهروا ويطالبوا بمطالب لازم تتحقق وإلا ...... ، ثالثاً دول يبقوا كلهم عيالي وأنا أبوهم. ياااه كل دُول خلفتهم سيادتك!! لأ أنا أبقى أبوهم الروحي وحتى لو كنت أبوهم الحقيقي فده شيء عادي عندنا لأننا مبنحددش النسل عشان عددنا يزيد ومبنقاش أقليه زي مابيتقال علينا. وإيه هي مطالبكم ياحضرة المبتز؟ أولاً إعادة بناء الأسوار اللي بنيناها على أراضي الدولة اللي إحنا أخدناها قبل وأثناء الثورة وجه الجيش وهدها ورجع الأراضي للدولة مرة تانية، ثانياً لأ بلاش ثانياً دي لأن ده مطلبنا التاني وهو إلغاء رقم اتنين وأى حاجه ليها علاقه برقم اتنين من حياتنا زى المادة التانية من الدستور والزوج أو الزوجة التانية وأى حاجة تانية زى تانية رابع مثلاً. واشمعنى يعني تانية رابع؟ لأنها ضد المواطنة. إزاي تانية رابع تبقى ضد المواطنة؟ شوفي يا ستي، تانية رابع دي فيها تلامذه من عندنا ومن عندكم ومع ذلك لما بتيجي حصة الدين بيفضل الطلبة المسلمين في الفصل ويخرج الطلبة المسيحيين يتجمعوا همه وطلبة مسيحيين زيهم من فصول تانية وياخدوا دين مسيحي مع أستاذ الكيميا في المدرسة وده ضد المواطنه. مع اعتراضي على كلمة من عندنا وعندكم اللي انت قلتها من شوية لأننا كلنا واحد مش اتنين لكن أنا شايفه إن هو ده الحل السليم لأن الطلبه الأكثر في العدد يقعدوا في فصولهم والطلبه الأقل يتجمعوا كلهم في فصل واحد وياخدوا حصة الدين المسيحي بتاعتهم وألا انت عاوزهم ياخدوا دين إسلامي؟ لأ انا ما قلتش كده الحل من وجهة نظري هو إن الوزارة تلغي حصة الدين كلها إذا كنا عايزين نحقق المواطنة اللي انتو بتقولوا عليها. وهل ليكم مطالب تانيه؟ طبعاً لسه لينا مطالب كتيره هو احنا حنخلص خدي عندك يا ستي الإفراج الفوري عن كل المساجين المسيحيين. ولكن دُول مساجين جنائيين ارتكبوا جرائم جنائية واتحكم عليهم بأحكام قانونية. ملناش دعوة القانون ده يمشي عليكوا انتو إنما احنا لأ . وإيه تاني يا سيدي؟ إقالة جميع المحافظين اللي احنا مش راضيين عنهم، يعني بصراحة كل المحافظين. معلهش ياحضرة المبتز وقت البرنامج خلص ومن عادة البرنامج إنه يسأل الضيف تحب تسمع إيه؟ بس ما تقوليش ضيف ده أحنا أصحاب البلد الأصليين. لأ أنا ما قصدتش كده أنا قصدي إنك ضيف في البرنامج. آه فهمت وأحب اسمع أغنية " ما تقولش إيه إيدتنا مصر قول حنهبُر إيه من مصر يا حبيبتي يا مصر" . والآن بعد أن استمعنا إلى هذه الحلقة من برنامج على المصطبة مع مبتز فلوسكتير، فإن هذا يثير العديد من الأسئلة. اختر عزيزي القارئ السؤال الذي تراه مناسباً فيما يلي: 1- هل يجب أن يستجيب الدكتور شرف رئيس الوزراء والمجلس العسكري لهذا الابتزاز الرخيص؟ 2- هل تعتقد أن مبتز فلوسكتير هو وهؤلاء المتظاهرين أمام ماسبيرو الذين كانوا يطالبون بمطالب طائفية ومن وراءهم، يمثلون الثورة المضادة التي تكلم عنها الدكتور شرف؟ 3- هل تعتقد أن الاستجابة لأحد مطالبهم ستجعلهم يكتفون ويقدرون الموقف الدقيق الذي تمر به الدولة حالياً أم أنهم سيستمرئون هذا السلوك كما سبق أن جربوه ونجح مع النظام اللا مبارك في العهد البائد؟ 4- هل يجب أن نقنعهم أن دولة القانون والعدل هي التي يجب أن تسود وأن هذا الابتزاز لن يجدي، لأنه يولد مزيداً من الاحتقان الذي يضر بنا جميعاً وأن هذه النار التي يشعلونها هم أول من سيكتوي بنارها إذا استمروا على ذلك؟ السؤال الثاني: الهمبكة هي مصطلح مصري خالص ويقصد بها القيام بأعمال تافهة ليس لها تأثير يذكر لمجرد شغل الوقت بكلام فارغ لا يحقق أى هدف مع إيهام الناس بأنه يقوم بعمل حقيقي يستحق عليه مقابل، وفي الحقيقة هو لا يعمل شئ ذو قيمة أو لايعمل شئ على الإطلاق أى أنه "لابس مزيكا" وهو التعبير الذي استخدمه الكاتب الساخر الراحل محمود السعدني أو الشاعر أحمد فؤاد نجم – لا أتذكر من منهما على وجه الدقة قال هذا التعبير- ومؤداه أن فرقة حسب الله في كثير من الأحيان لم يكن يتوافر لها العدد الكافي من العازفين لإحياء الأفراح الشعبية ولكي يتغلبوا على هذا الموقف وحتى لا يضيع منهم الفرح وللحفاظ على السبوبة فقد كانوا يستأجرون بعض الأفراد العاديين الذين لا يجيدون العزف على أى آلة موسيقية ويقومون بإلباسهم زى فرقة حسب الله ويعطونهم أى آله موسيقية ويمثلون أنهم يعزفون عليها، أى أنهم يوهمون الناس أنهم يعزفون، في حين أن الموسيقى تصدر من العازفين الحقيقين في الفرقة، ولذلك يقال عليهم أنهم لابسين مزيكا. وفي واقعنا المعاصر نجد مظاهر كثيرة لهذه الهمبكة. إختر عزيزي القارئ ماتراه مناسباً مما يلي ويعبر تعبيراً حقيقياً عن مصطلح الهمبكة: 1- قيام أحد أساتذة الجامعة الذي أسندت له مادة معينة – ولتكن المادة "س" - لتدريسها لطلبة السنة الرابعة بمرحلة البكالوريوس بإخبار الطلبة في أول محاضرة له في بداية العام الدراسي بأن هذه المادة إسم على غير مسمى ثم بدأ في شرح منهج آخر من كتابه الذي لا يمت بأى صلة للمادة "س" دون أن يحاسبه أحد. ثم جاء في العام الدراسي الذي يليه وأسندت له مادة أخرى تماماً ولتكن المادة "ص" فكرر ما عمله في العام السابق قائلاً للطلبة في أول محاضرة أن هذه المادة إسم على غير مسمى ثم بدأ في شرح نفس المنهج الآخر من نفس كتابه الذي لا يمت بأى صلة للمادة "ص" دون أن يحاسبه أحد أيضاً، وقد كرر هذا الأستاذ ما فعله في مرحلة البكالوريوس في الدراسات العليا أيضاً. ثم نسأل أنفسنا في النهاية ما الذي جعل جامعتنا العريقة جامعات متخلفة مع أن هذا هو التدهور الطبيعي للحاجة جامعة. 2- قيام أحد المدربين الإداريين الذي لا يعلم أى شئ في التدريب سوى موضوع واحد فقط هو موضوع "الصيانة" بالانتظار يومياً على مقهى أسفل أحد مراكز التدريب. فإذا لم يحضر المدرب الأصلي لبرنامج "المحاسبة المالية" مثلاً يتم استدعاؤه على الفور لسد الفراغ ويبدأ في سؤال المتدربين ما هو موضوع البرنامج؟ فيقولون المحاسبة المالية، فيقول لهم أن المحاسبة المالية بها أصول ثابتة مثل المباني والسيارات والآلات وهذه تحتاج إلى صيانة، والصيانة نوعان صيانة وقائية وصيانة علاجية ويستمر في شرح موضوع الصيانة الذي لا يمت للبرنامج الأصلي بصلة. ثم يأتي في يوم آخر وهو منتظر أيضاً على المقهى أسفل المركز التدريبي، فإذا لم يحضر مدرب التسويق مثلاً تم استدعاؤه على الفور قائلاً للمتدربين ما هو موضوع البرنامج؟ فيقولون له التسويق، فيقول لهم إننا يمكن أن نسوق المباني والسيارات والآلات، وهذه تحتاج إلى صيانة، والصيانة نوعان صيانة وقائية وصيانة علاجية ويستمر في شرح موضوع الصيانة الذي لا يمت لبرنامج التسويق بصلة، وهكذا دوا ليك ودوا ليه. 3- برنامج التوك شو التليفزيوني الشهير الذي خصص فقرة من فقراته لسؤال الأطفال في الحضانة – آه والله في الحضانة- عن رأيهم في التعديلات الدستورية الأخيرة والاستفتاء على الدستور. ألم أقل لكم همبكة؟ ثم يقولون لماذا ضاعت منا الريادة الإعلامية؟!! 4- المذيع التليفزيوني لأحد برامج التوك شو الذي يتقاضى الكثير عن تقديمه هذا البرنامج ثم يأتي إلى البرنامج مباشرة ويطلع على الهواء دون تحضير لفقرات البرنامج ويبدأ في قراءة ما هو مكتوب أمامه في الأوراق ويسأل فريق الإعداد على الهواء هو إحنا عندنا أيه النهاردة. سبحان الرزاق، وملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب، وقديماً قالوا إذا أتت باض الحمام على الوتد وإذا أدبرت بال الكلب على الأسد. السؤال الثالث: الإمعة هو ذلك الشخص الذي ورد ذكره في الحديث الشريف "لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن لا تظلموا" ، وهناك في واقعنا المعاصر كثير من الإمعات أو كثير من الناس ممن ينطبق عليهم هذا الوصف. إختر عزيزي القارئ الشخص الذي تراه إمعة أكثر من غيره فيما يلي: 1- الوزير أو رئيس الجامعة أو عميد الكلية الذين قاموا بمهاجمة الطالبات المنتقبات ومنعهن من حضور الإمتحانات بالرغم من صدور أحكام قضائية لهن بأداء الإمتحانات ودخول الجامعة بالنقاب، وذلك استجابة لتعليمات الهانم التي لم تكن تطيق الحجاب فما بالك بالنقاب. 2- الصحفي أو رئيس التحرير أو مقدم البرنامج أو مثقف أمن الدولة الذي كان يُطلب منه وما زال مهاجمة شخص معين أو تيار فكري معين فيقولون له بيسيك عليه، فيبسيك عليه فوراً. ملحوظة للقراء غير المصريين بيسيك عليه معناها إنبح عليه. 3- المذيع أو المذيعة أو المعد الذين قاموا بتنفيذ تعليمات صاحب القناة أثناء الثورة لإجهاضها وقاموا بفبركة لقاءات تليفزيونية أو تلقي أحاديث تليفونية مفبركة على الهواء تدعي أن المتظاهرين تلقوا أموالاً وتدريباً من جهات ودول أجنبية، فكانت النتيجة أنهم خسروا أنفسهم ومهنيتهم وبرنامجهم في آن واحد. 4- ضباط وأمناء الشرطة والعساكر الذين قاموا بتعذيب المحبوسين أو المعتقلين حتى يعترفوا بجرائم لم يرتكبوها ثم يدعون أنهم يقومون بتنفيذ الأوامر وإنهم عبد المأمور.