· كانت «سوزان» هي لوحة التنشين التي أطلق عليها المذيعون والمذيعات والمخرجون سهامهم فأحالها وزير الإعلام إلي كيس رمال لتلقي الضربات وامتصاص الغضب · بقاء الوزير علي مقعده تستطيع أن تقرأه هكذا.. هناك وعد أمام السلطة السياسية قطعه الوزير علي نفسه بأن يعود لتليفزيون الدولة تأثيره أمام "ماسبيرو" وعلي بعد خطوات من باب «4» أكثر أبواب «ماسبيرو« كثافة ما بين دخول وخروج آلاف الموظفين والمتعاملين في ومع التليفزيون.. تغيرت يوم الأحد قبل الماضي الأول من مارس ثوابت عديدة تعودنا عليها وهي أن التليفزيون وكل العاملين فيه هم واجهة الدولة التي تتحرك أو تصمت وفق إشارة من النظام.. بالصدفة شاهدت اندلاع الشرارة الأولي.. كنت في طريقي لحضور اللجنة العليا للنصوص الدرامية بالإذاعة ورأيت تجمهرا أمام المبني اعتقدت أن هناك حفلا وهذا الجمهور يقف أمام شباك التذاكر للحصول علي تذكرة . يحدث هذا أحياناً قبل بعض الحفلات الغنائية التي يقيمها التليفزيون بين الحين والآخر.. سألت أحد المصورين رأيته يحمل كاميرا تليفزيونية، أردت أن أتأكد من حقيقة ما أري أجابني : لا أعرف.. كنت أعرف أنه يعرف .. كانت ملامحه تؤكد أنه موظف في التليفزيون ويخشي أن يحسب عليه أحد شيئا أو موقفا أو ربما اعتقد أن الحيطان لها ودان رغم أننا كنا نقف في الهواء الطلق.. اقتربت أكثر واكتشفت أنها مظاهرة احتجاج أمام المبني؛ مظاهرة لأول مرة في قلعة "ماسبيرو" الآمنة.. ذهبت للجنة وعدت مسرعاً إلي قلب المظاهرة لأكتشف أن العدد زاد وأنه للمرة الأولي في "ماسبيرو" يحتج أهل "ماسبيرو" وأن هذه الوقفة سوف تتبعها وقفات.. تستطيع أن تجد أن هذا الأمر يعبر عن شيئين : لقمة العيش لأن المرتبات لا تكفي وكان قد تردد أن التليفزيون في سبيل التطوير رصد الملايين لفنيين ومذيعات ومذيعين يعملون من الخارج، هذا هو الوجه الأول للاحتجاج.. والثاني أن لدي الغاضبين إحساسا بجدارتهم في بقعة ضوء وإثبات الأحقية بالتواجد علي الشاشة.. نعم رأيت المطالبة بلقمة العيش تشغل حيزاً أكبر من الصورة.. الكل يسأل عن الحوافز والمكافآت.. التليفزيون أو إدارته تؤكد لا مساس بالأجور والمرتبات.. كان هذا هو القرص المسكن الذي قالته رئيسة التليفزيون للغاضبين من المذيعين والمذيعات عندما التقوا بها والكل يعلم أن موظفي الدولة لا يستطيعون مواجهة أساسيات الحياة بالمرتب.. الحوافز هي طوق النجاة للجميع في مصر ومع الأسف فإنه الطريق الملتوية للحصول علي مقدرات الحياة الضرورية دفعت البعض إلي قبول الرشاوي حتي في أكثر أجهزة الدولة حساسية.. شاشة "ماسبيرو" الفقيرة هل هي فقط نتاج إمكانيات أبنائها أم أنها هي في النهاية تعبر عن الفساد المستشري في كل ربوع مصر.. الشاشة ، صورة لمصر بالإضافة إلي أن هامش الحرية المتاح هو الذي يفرض نفسه علي ما يقدم علي الشاشة لو دخلت إلي استديو في ماسبيرو للتسجيل سوف تجد أعقاب السجائر وأوراق الكلينكس ملقاة بعناية فائقة علي أرض استديو التسجيل.. أقول بعناية فائقة لأن بين كل عقب وآخر ورق كلينكس وبين ورق كلينكس وآخر عقب سجائر.. إذا كنت ممن يشاركون في البرامج خارج «ماسبيرو« سوف تجد بالإضافة إلي غياب النظافة أيضاً غياب المهنية.. مثلاً في أي محطة تليفزيون خاص لا تسأل المخرج أو مساعده عن مكان جلوسك هناك من يقودك إلي المكان.. في التليفزيون عندما تسأل تأتي الإجابة القاطعة : حضرتك تقعد في المكان اللي يريحك.. كأننا في مصطبة.. هناك علاقة جغرافية بين المذيع والضيف ينبغي دراستها بدقة قبل الشروع في تسجيل البرنامج، من يقف في مواجهة المذيع ومن يقف علي يمينه، وكذلك علاقة الضيوف وتوجهاتهم الفكرية والسياسية بالإضافة إلي أنه من الناحية الهندسية توجد اعتبارات عديدة في وضع الميكروفون وعادة تجري القنوات الخاصة بروفات علي الإضاءة وتضع بعض العمال في أماكن جلوس الضيوف يماثلونهم في الوزن والطول.. البرنامج الوحيد الذي يراعي الكثير من ذلك هو «البيت بيتك» لأنه من بداية انطلاقه قبل 5 سنوات وهو يتعامل علي اعتبار أنه قطاع خاص.. وللتذكرة فإن «البيت بيتك» أطلقه وزير الإعلام السابق «د. ممدوح البلتاجي» وهو صاحب الاسم المستوحي من الإعلانات التي تقدمها وزارة السياحة المصرية التي كان «البلتاجي» مسئولاً عنها عندما كان وزيراً باسم «البيت بيتك» عبر برنامج الأوربت الشهير «القاهرة اليوم» وهكذا في البداية كان «البيت بيتك» مجرد ترديد لهذا البرنامج.. ومع مرور الزمن لم يعد للتليفزيون ما يضعه علي صدره سوي «البيت بيتك» الذي انتقل من رعاية «ممدوح» إلي رعاية «أنس»!! خرج الوزير من مكتبه إلي المتظاهرين بعد أن وجد أن رافعي الشعارات لم يتجاوزوه، اعتبروه الحكم بينهم وبين قياداتهم المباشرة رئيسة التليفزيون ورؤساء القنوات، الثلاثة تابعوا الهتافات : قول يا وزير قول الحق هي إبادة ولا لأ.. يا وزير فينك فينك ألف باب بينا وبينك.. ليه بتفكر ليه تحتار رد الحق وقول ده قرار.. كلها شعارات تغازل الوزير ولو لم يتحرك الوزير كانت الشعارات ستخاطب رئيس الجمهورية أو السيدة الأولي أو «جمال».. ستتجاوز رئيس الوزراء في كل الأحوال لأن الناس تعتبر رئيس الوزراء في قامة أي وزير ولهذا كان علي «أنس الفقي» أن يسارع بإطفاء الحريق قبل أن يمتد اللهب إليه.. ما الذي يعنيه التمرد سوي تخطيه لسلطة الوزير .. لم يتخيل وزير الإعلام أن هذه المظاهرة سوف تتواصل كل هذه الأيام ولهذا كان يرفض كل محاولات امتصاص الغضب علي أساس أنه لو اعترف بأحقيتهم في الغضب فإن هذا يعني تكراره.. كلما أرادوا شيئاً أعلنوا الغضب والعصيان لكن الوزير لم يكن أمامه سوي الرضوخ ونزل إليهم بالقميص والجرافت وبلا جاكيت وطلب منهم وقف الاعتصام .. في لحظات صعدوا معه وفي اجتماع دام «90» دقيقة تستطيع أن تقرأ أن الوزير لعب علي عدة محاور: أولاً: تبرئة ساحته من اتهام تدخله في الاختيار أو الاستبعاد لأي منهم.. ثانياً : تعمد أن يبعد «سوزان حسن» - مؤقتاً - وأكرر مؤقتاً عن اللقاء المباشر مع موظفيها واستعان بعادل معاطي رئيس القناة الثالثة رغم أنه أيضاً من القيادات المغضوب عليها من مرءوسيهم إلا أنه الرجل الوحيد بين القيادات في "ماسبيرو" والغضب في جزء كبير منه من مخرجات ومذيعات ومن الممكن أن يتم امتصاص جزء كبير منه بتواجده كما أن إحساس المتظاهرين بإبعاد «سوزان حسن» سوف يشعرهم بانتصارهم علي رئيستهم وهو انتصار مغلف أيضاً بالتشفي.. «كنت ترفضين أن تجلسي معنا والاستماع إلي شكاوانا.. الآن نحن نرفضك ونستبعدك والوزير يستجيب لنا».. نعم كانت «سوزان» هي لوحة التنشين التي أطلق عليها المذيعون والمذيعات والمخرجون سهامهم الغاضبة بل كانوا لا يردون علي مكالمات رئيسة التليفزيون لهم فأحالها وزير الإعلام إلي كيس رمال لتلقي الضربات وامتصاص الغضب وأتصور أن «سوزان حسن» تدرك أصول اللعبة السياسية بحكم خبرتها في كواليس السياسة.. لعب الوزير مع المتظاهرين بهدوء وحنكة.. في البداية نزع عنهم مسدسهم المحشو بالطلقات وهو التظاهر أمام "ماسبيرو" بعد ذلك لو تتبعت الحوار الذي دار بين الوزير والغاضبين سوف تجده ينتقل من المساواة في القوة بينه وبين الغاضبين إلي فرض شروطه، فلا مطالب لهم ولكن عليهم أن يدركوا أنهم مجرد موظفين قد يتقدمون فقط باقتراحات وهو ما نفذوه فوراً وتحولت المطالب إلي اقتراحات يغلفها الخجل وأحياناً الترجي والاستعطاف لكي تقع في منطقة الممكن وسوف تخضع للدراسة ممكن «آه» ممكن «لأ».. ورقة التظاهر التي تم إلقاؤها لأول مرة في وجه قيادات "ماسبيرو" تعني أن هناك ثقافة أخري لم يتعود عليها العاملون في "ماسبيرو" الذي لا يعرفون ولا يرددون إلا السمع والطاعة فهما المنهج والقانون.. التطور الذي ينشده الوزير والذي أكد أنه بأيدي العاملين في ماسبيرو وسوف تتم الاستعانة فقط ببعض الأيادي، كما أن المستحقات المالية التي يري العاملون أنهم أحق بها سوف يحصل عليها بعضهم فقط ومع الزمن سوف يستمر التطوير أو ما يعتقد الوزير أنه التطوير بأيد من الخارج أو الداخل وفقاً لما يراه فقط الوزير.. بقاء الوزير علي مقعده تستطيع أن تقرأه هكذا ، هناك وعد أمام السلطة السياسية، قطعه الوزير علي نفسه بأن يعود لتليفزيون الدولة تأثيره.. هناك غضب من السلطة السياسية أقصد الرئيس شخصياً، بسبب حالة التليفزيون ويعتقدون أن تراجع الدور المصري علي الساحة المصرية والعربية سببه تراجع الإعلام المصري عن التعبير عن الموقف السياسي المصري وترك الباب أمام الفضائيات المعادية - الجزيرة تحديداً - لكي تملك هي المنطقة العربية وتحركها وفق ما تريد وكل هذا أدي إلي تهميش الدور المصري الذي تراه الدولة لا يستحق سوي الإشادة الشعبية المصرية والعربية لكن الإعلام عجز عن تسويق هذا الدور.. الوزير نفسه يعترف في «البيت بيتك» بأنه لا يشاهد التليفزيون المصري والحقيقة أنه لا «أنس» ولا «ممدوح» قبله ولا «صفوت» الوزير الذي استمر أكثر من 20 عاماً علي مقعده - لا أحد من الوزراء الثلاثة قادر علي إحداث هذا التطوير بعناصر داخلية أو خارجية لأن الإعلام المصري مرتبط بفلسفة دولة تري أن التليفزيون ينبغي أن يظل يتحرك وفقاً لما يريده ويراه النظام.. الأخبار الرئيسية هي للرئيس والتالية لزوجة الرئيس والثالثة لابن الرئيس.. لا أحد يجرؤ علي أن يغير هذا التتابع.. البرامج كلها تخضع لإرادة الدولة بما فيها «البيت بيتك»، ربما كان هامش الحرية أكبر لكنه في نهاية الأمر ينبغي أن يروج لكل قرارات الدولة.. لا شك أن أقصي ما هو متاح يصل إليه «محمود سعد» في المشاغبة وهو في النهاية يتحرك لما هو متعارف عليه في «ماسبيرو« والوزير «أنس الفقي» الذي ينكر دائماً تدخله في البرامج أو علمه بما يجري فيها تفضحه دائماً تصريحات «محمود سعد» في مختلف أجهزة الإعلام عندما يؤكد أن السلطة الوحيدة التي لها حق مراجعته هي الوزير وأنه لا أحد يفرض عليه ضيفا لا يريد التحدث إليه ولا قضية لا يريد مناقشتها.. وأنه قد يحدث أن يراجعه الوزير أو يعتب عليه وهذا حدث علي حد قوله مرة أو مرتين أقصد بالطبع العتاب ولكن تواجد الوزير في البرنامج معروف ومؤكد وللوزير وجهة نظر حتي في اختيار الضيوف الذين نراهم في فقرات البرنامج خاصة لو تعلق الأمر بقرار سياسي . «محمود» حالة استثنائية لأنه يستند إلي جماهيرية حصل عليها من خارج «ماسبيرو" ويعلم أنه لو تراجع عن مواقفه في التليفزيون الرسمي سوف يفقد كل ما حصل عليه.. فهو في النهاية يلعب أيضاً مع التليفزيون بشروطه وفي نفس الوقت يعرف بالضبط أنه قد يسمح له مثلاً بانتقاد رئيس الوزراء مرة مثلما تفعل بعض الصحف القومية، ولكنه لا يمكن أن يكرر الانتقاد في كل مرة.. أما زميلاه «خيري رمضان» و «تامر أمين» فكل منهما يدرك طبيعة التليفزيون المصري الحكومي وفي نفس الوقت لم يحققا شعبية خارج «ماسبيرو" تتيح لأي منهما أن يتمرد أو يطالب بهامش من الحرية مثل الذي وصل إليه «محمود».. إنها تبدو لي علاقة بين القوي كل منهما يأخذ ما يعتقد أنه يستحقه.. الدولة تريد «محمود» بشروط الدولة وهو أيضاً لديه شروط من حقه أن يقول: لا لن أشارك في هذه الفقرة بينما «تامر» لا يستطيع أن يفعلها!! القطاع الخاص: «دريم» ، «المحور» ، «الحياة» تظل أجنحة لتليفزيون الدولة.. هامش أكبر قليلاً لكنها تخضع أيضاً لنفس القانون وهناك قائمة بالممنوعين علي هذه القنوات وتتعجب أن «منصور حسن»، وزير الثقافة والإعلام الأسبق، ممنوع في هذه القنوات بعد حديثه الشهير مع «مني الشاذلي» والذي لم تستطع قناة «دريم» إعادته مرة أخري بتعليمات عليا من الرئاسة!! ورغم ذلك فإن «ماسبيرو« يبدو أشبه بالأسد الجريح الكسيح كان في الماضي، أقصد منذ إنشائه عام 1960 وتحديداً في 21 يوليو، هو الأقوي، فلم يسبقه تاريخياً في البث سوي التليفزيون العراقي وتأثير «ماسبيرو" كان يعبر في عمقه عن تأثير وقوة مصر السياسية في تلك السنوات، كان التليفزيون هو الصورة المرئية لما استطاعت أن تحققه إذاعة «صوت العرب» التي انطلقت عام 1953 بقيادة الإذاعي الكبير «أحمد سعيد» بعد عام واحد من قيام الثورة، كانت الميديا ترفع شعار "مصر التحرر الوطني والقوة والعزة والقومية العربية" بعيداً حتي عن الفارق بين الخطاب المعلن والواقع، لكن هكذا كان هناك توافق بين توجهات سياسية وقيادة لها كاريزما «جمال عبد الناصر» إلا أن ما جري بعد ذلك من تضاؤل حضور مصر علي الساحة العربية ثم جاءت هجمة الفضائيات قبل 15 عاماً التي غيرت الكثير في التلقي واكتشفنا أن الناس تشاهد «الجزيرة» ولا تلقي بالاً لما تقدمه نشرة الأخبار الرسمية.. كما أن في المنوعات انتقلت الدفة إلي البرامج سواء التي يتم إعدادها في بيروت أو دبي أو حتي داخل مصر في القنوات الخاصة. التطور هو الرهان السياسي لبقاء الوزير علي مقعده وكان الوزير يعتقد قبل أسبوعين فقط أن العاملين في «ماسبيرو" لا يملكون حتي حق الصراخ.. ولهذا منح سلطته إلي «سوزان حسن» رئيسة التليفزيون والقطاع الفضائي والقريبة جداً من السلطة السياسية .. منح صلاحيات مطلقة لسوزان لكي تتحمل هي القرارات الخاصة بالتطوير ثم ظاهرياً جمد نشاطها.. قرار تغيير رئيسة التليفزيون مثل قرار تغيير رؤساء التحرير هو قرار رئاسي في نهاية الأمر وبالطبع القرار أشد خطورة عندما يتعلق برئيسة التليفزيون.. هل تتذكرون عام 2004 في الفترة الانتقالية التي تولي فيها «ممدوح البلتاجي» وزارة الإعلام بعد إبعاد «صفوت الشريف» وتقدمت «زينب سويدان» باستقالتها احتجاجاً علي تدخلات الوزير، لم تمض سوي 24 ساعة وكان الوزير الذي قبل استقالتها هو الذي يعيدها مرة أخري إلي موقعها.. لأنه قرار سياسي من السلطة العليا وليس قراراً وزارياً.. «سوزان حسن» علي المقابل التي تبدو ظاهرياً أن الوزير قام بتجميدها ستظل في موقعها حتي تهدأ عاصفة الغضب ويبدأ الوزير في السيطرة علي الأجنحة الغاضبة بعضها سيقبل بقليل من المكاسب ليصمت وبعضهم سوف يتحول إلي عيون وآذان للوزير علي تحركات وأفكار الزملاء ليتم إجهاضها قبل أن تتحول إلي مظاهرة تقف أمام باب «4».. إنها مجرد لعبة سياسية لامتصاص الغضب. هل يشهد وجه «ماسبيرو« تغييراً بأيدي العاملين في «ماسبيرو« أو بأيدي غيرهم من الوافدين؟ لن يحدث مع الأسف تغيير لأن السياسية الإعلامية هي تعبير مباشر عن سياسة الدولة والدولة تريد تغييراً يؤدي إلي الترويج لسياستها المرفوضة شعبياً. العاملين في «ماسبيرو« لم تكن لديهم ثورة علي الفكر القائم .. كانوا يريدون لقمة عيش وبقعة ضوء ولهذا سوف نري أن الأغلبية سوف تسعي لكي تقترب من صاحب القرار لضمان لقمة العيش أو بقعة من الضوء.. هل سيعود احتجاج الغاضبين مرة أخري؟ نعم دخلت ثقافة الاحتجاج والتظاهرات بل والاعتصام والإضراب عن الطعام إلي العاملين في «ماسبيرو« وسوف يعاودون مرة أخري الاحتجاج ولن يقولوا وقتها : ياوزير قول الحق هي إبادة ولا لأ.. سيتوجهون مباشرة إلي الرئيس مرددين : يارئيس قول الحق.. أنس ظلمنا ولا لأ!!