عُرض على الشعب المصري مجموعة استفتاءات خلال الثلاثة عقود الأخيرة كان أبرزها لرابع حكام جمهورية مصر العربية فمن أكتوبر 1981 استفتاء لفترة رئاسة أولى لمبارك ، أكتوبر 1987 أُعيد الاستفتاء عليه لفترة رئاسية ثانية ،1993 أُعيد الاستفتاء عليه لفترة رئاسية ثالثة ، سبتمبر 1999 أُعيد الاستفتاء عليه لفترة رئاسية رابعة. عام 2005 انتخاب مبارك رئيسا لفترة خامسة في مسرحية هزلية شارك في بطولتها أيمن نور ونعمان جمعة. كل تلك الاستفتاءات تفاعل فيها الشعب مع مبارك بدءا من الحماس له في 81 إلى الإطاحة به قبل انتخابه رئيسا لفترة سادسة في نهاية هذا العام 2011 ، وحصدت تلك الاستفتاءات نتائج مذهلة –وطبعا غير ذات مصداقية- لصالح مبارك الذي بدأ عهده بقول أن الكفن ليس له جيوب ، وأنهاه بإغراق نفسه وحاشيته في مستنقعات من الفساد لايعلم أحد مداها حتى الآن ، إلا أن تلك الاستفتاءات انتزعت من الغالبية العُظمى من المصريين روح الانتماء والولاء والمواطنة وخلقت أجيال حتى من المثقفين والطبقات الاجتماعيىة العليا تتحلى بالسلبية المُطلقة واليأس من التغيير ، وهم هيعملو اللي هم عاوزينه ، وانت ماشفتش اللي حصل في الاستفتاء اللي فات واللا الانتخابات الأخيرة ،،، ياعم وخلينا نعيش ونأكل العياااااال. الشاهد أن استفتاء السبت القادم على تعديل بعض مواد الدستور تشهد روح جديدة تسري في الشعب المصري ، أنا هنا لاأناقش حيثيات الموافقة أو الرفض على الاستفتاء ، ولكن أناقش الروح الجديدة التي دبت في كل المصريين -حتى المعتربين أمثالنا الذين ليس لهم حق التصويت في قنصلياتهم- كل واحد له رأي ويعضد رأيه بحجج وأسانيد وبحرقة ، الكل حريص على أن يذهب إلى الصندوق ويدلي بصوته بل ويحث الآخرين من حوله على الذهاب وأن هذا حق أصيل وايجابية لايجب أن نتنازل عنها بعد مكاسب الثورة .... إنها روح جديدة تسري في أروقة المصريين ،،، كل المصريين ... الطبيب والمهندس والمعلم والتاجر والموظف والمحامي والضابط والبائع والسائق والعامل بل وحتى الخباز سيترك مخبزه ليذهب إلى الصندوق ... لم لا وهو سيذهب فقط ببطاقة هويته وفي أي مقر انتخابي ... أرى أن هذه الروح إنجاز يجب أن نحافظ عليه. يبقى أن يكتمل المشهد في أول تجربة ديمقراطية للشعب المصري منذ عقوووووووود طويلة ، وأن يحترم كل طرف رأي الطرف الآخر ، وأن يقبل الجميع بالنتيجة التي يفرزها الصندوق دون حسرة للخاسر أو شماتة للفائز ، وليلتف الجميع حول تنفيذ ماأجمعت عليه الأغلبية بروح عالية وهمم وثابة نبني بها مصرنا الحبيبة ، ونمنع عنها كيد الأعداء الذين يفضلون الصيد في الماء العَكِر الذي يبدوا أنهم لن يستطيعوا الصيد في مصر بعد الآن. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون. دُمتم ودام كل المصريين في عز وأمن ونماء. م/ صلاح شطا