بمساندة أمريكية إسرائيلية : ابتزاز اثيوبي اغندي لمصر لحملها على تقديم تنازلات سياسية واستراتيجية

كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن فشل المفاوضات التي تجريها مصر مع دول حوض النيل لتعظيم الاستفادة من مياه النيل بدلا من البحث عن نظام جديد لتعديل الحصص أو قيام بعض الدول بإنشاء سدود على مجرى النهر مما يؤثر على كمية ونوعية المياه التي تصل لمصر. ونبهت المصادر الى أن الدول الأفريقية لم تتعاط بشكل إيجابي خصوصا أوغندا وإثيوبيا مع الطروحات التي قدمتها مصر والخاصة بالبدء في مشاريع مشتركة لتقليل الهدر والفاقد في مياه النيل والاستفادة بها بدلا من التركيز على تعديل الحصص والتي يمكن أن تؤثر بالسلب على العلاقات بين الدول المتشاطئة على النهر أو يسبب اضطرابات سياسية بها. وكشفت المصادرعن أن كلا من أوغندا وإثيوبيا قد قدمتا مشروعات لإقامة سدود على مجرى النهر مشفوعة بدعم من البنك الدولي وهددت بإقامة هذه المشروعات إذا لم توافق مصر على الدخول في مفاوضات لإعادة النظر في قضية الحصص والأنصبة. ولفتت المصادر إلى أن السودان كانت الدولة الوحيدة التي أيدت وجهة نظر مصر والتي تعطي أهمية كبيرة للمشاريع التنموية لتعظيم الاستفادة من مياه النهر في حين وقفت عدد من الدول الأخرى موقف الحياد ورفضت الانحياز لموقف مصرأو موقف أوغندا وإثيوبيا. وأبدت المصادر مخاوفها من إمكانية لجوء أوغندا وإثيوبيا إلى جهات دولية للتحكيم بينها وبين مصر فيما يخص نظام الحصص وحقها كذلك في بناء سدود على مجرى النهر خصوصا أن هذه الدول تحظى بدعم واشنطن وتل أبيب الذين تعدان كلا من أديس أبابا وكمبالا رأس حربة للمخططات الأمريكية في المنطقة ويحظى كل من الرئيس الإثيوبي مليس زيناوي والأوغندي يوري موسيفيني بدعم مباشر من إدارة الرئيس بوش. من جانبه أوضح الدكتور وجيه عفيفي سلامة الخبير الاستراتيجي أن لكل من واشنطن وتل أبيب دورا حيويا في إفشال جولات المفاوضات العديدة التي تجرى بين الدول المتشاطئة على نهر النيل بهدف خنق مصر سياسيا ومائيا واستراتيجيا وإجبارها على تقديم تنازلات في ملفات عديدة مثل العراق وفلسطين وسوريا. وأشار عفيفي إلى أن كلا من إثيوبيا وأوغندا يلعبان دورا مهما في المخطط الأمريكي الساعي لإعادة هيكلة المنطقة فواشنطن تراهن على أديس أبابا منذ زمن طويل لتكون الدولة المحورية وتوقع عفيفى أن تتزايد ضغوط هذه الدول على مصر للقبول بإعادة التفاوض على نظام حصص جديد وهو ما يجب أن ترفضه مصر وتستند إلى اتفاق بين الدول الأفريقية على إبقاء الاتفاقيات التي وقعت زمن الاستعمار حتى لا يفتح الباب أمام اضطرابات شديدة قد تصل إلى حد العمليات العسكرية لحسم هذه المسألة.