مسكينة حكومة تسيير الاعمال، والشفقة مطلوبة للفريق شفيق الذي يواجه مع حكومته المؤقتة تحديات لم تجابهها حكومة في تاريخ مصر: الشعب الآن اكثر مطالبة بحقوقه من أي وقت مضى، والناس اكثر وعيا من أي فترات سابقة،.. والأمن شبه مفقود في شوارع المحروسة في انتظار الوصول الى معادلة مصالحة بين الشعب و«شرطته»، ورئيس وزراء تسيير الاعمال مطالب بالرحيل الفوري من اغلب فئات الشعب، واغلب وسائل الاعلام لاسباب منطقية ومقنعة، والشعب نفسه ترك العمل والانتاج ووقف على سلالم جميع النقابات مطالبا بتعديلات وظيفية انتظروها 30 عاما.. ويريدونها أمس وليس غدا! كل ذلك يتم في ظل معادلة واضحة: الفريق شفيق وحكومته نتجادل حولهم في اطار من الديموقراطية، وطلبات الشعب نستوعبها ونتفهمها، و«لغز» اعادة الداخلية لاحضان الشعب سيحل عاجلا أو آجلا. اما ما لا يمكن فهمه او استيعابه او السكوت عنه فهو – وبتعبير مهذب جدا - «عدم الشفافية» بين الشعب ومن يديرون مصر الآن سواء المجلس الاعلى للقوات المسلحة أو الحكومة، خاصة في موضوع حساس ومهم مثل مكان وجود الرئيس السابق واسرته، خصوصا بعد صدور قرار النائب العام بحظر سفرهم وتجميد الأموال والاصول التي يمتلكونها لحين انتهاء التحقيقات في الشكاوى المقدمة في شأن تضخم هذه الاموال ومصادر تراكمها، فمن غير المعقول ان تنشر الصحف خبر وجودهم في تبوك ثم يعلن المسؤولون انهم في شرم الشيخ، وبعد ايام تنفرد «الأخبار» بتفاصيل وجودهم في السعودية دون ان نعرف الحقيقة؟! اكتب هذا المقال ظهرا، وحتى الآن لم يكلف مسؤول نفسه عناء الاجابة عن السؤال المشروع الذي يسأله كل المصريين: الريس فين؟ هل هو واسرته في قاعدة تبوك بالسعودية حيث يتلقى العلاج من سرطان القولون والبنكرياس كما انفردت الزميلة «الاخبار»؟.. أم لايزال في شرم الشيخ مع اسرته تنفيذا لقرار النائب العام بحظر السفر؟ ربما يخرج مسؤول في المساء ليجيب عن السؤال ويبرر سفر الرئيس ان كان قد غادر، أو يؤكد بقاءه ان كان في شرم الشيخ – وان كانت كل الدلائل تشير الى انه قد غادر مع اسرته – ليصبح السؤال هو: - لمصلحة من عدم الشفافية مع الشعب؟ - وهل خرج الرئيس السابق وأسرته قبل أم بعد قرار النائب العام؟ - وهل تم خروجهم بعلم المجلس الاعلى للقوات المسلحة فيكون «مصيبة».. أو بدون علمه فتكون المصيبة أعظم؟ - وهل النائب العام عندما اصدر قراره «التاريخي» لم يكن يعلم بمكان وجود الرئيس السابق لان نص القرار هو «حظر السفر»، وليس «الوضع على قوائم ترقب الوصول»؟ وأخيرا ارجو الا تأتي الاجابة بطريقة تزيد الشعب حيرة وبلبلة، فالمجلس الاعلى للقوات المسلحة هو الملاذ الاخير للناس، والجهة الاخيرة التي يثق بها.. ارجوكم ادعوا معي الله الا يفقد الشعب ثقته في الجيش ابداً. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 تتعسني فكرة اني هموت قبل ما اشوف – لو حتى دقيقة – رجوع الدم لكل حقيقة.. وموت الموت.. قبل ما تصحى.. كل الكتب اللي قريت والمدن اللي ف أحلامي رأيت والاحلام اللي بنيت والشهدا اللي هويت والجيل اللي هداني والجيل اللي هديت.. قبل ما املس ع الآتي وادفن كل بشاعة الماضي في بيت (خايف أموت – عبدالرحمن الأبنودي)