تبدأ الأحداث المروعة لسيارة الترحيلات بتفاصيل الساعات الأخيرة من حياة المخرج محمد الديب أحد ضحايا المجزرة، الذي قدم وصيته شفهيا حيث لم يكن لديه ورقة لكتابتها ولم يكن هناك محام، فكل ما استطاع فعله أنه أخبر المعتقل الذي بجانبه بالديون التي عليه سدادها، والوصية التي يريد إيصالها إلى والدته حول تفاصيل وفاته, هكذا بدأت صحيفة "الجارديان" رواية تفاصيل جديدة مروعة عن مجزرة سيارة الترحيلات بسجن ابو زعبل. وتابعت الصحيفة :"كان دياب من ضمن 45 معتقلا تم إلقاؤهم داخل عربة الترحيلات في ساحة سجن أبو زعبل شمال شرق القاهرة، وفي وقت الحادثة كان المعتقلون قد أمضوا 6 ساعات داخل العربة، وكانت درجة الحرارة في الخارج 31 وفي الداخل بالطبع كانت أشد حرا. ولم يكن هناك مكان للوقوف ولم يكن لدى المعتقلين أي مشروبات، وقام بعضهم بخلع قمصانهم ومحاولة الشرب من العرق الذي تصبب منهم من شدة الحرارة، وفي هذه اللحظة كان الكثير منهم قد فقد الوعي تماما. ثم تطرق الى الضحية شريف صيام وقال: يوم الاحد 18 أغسطس، وصل جمال صيام، وهو خبير اقتصادي في جامعة القاهرة، إلى ‘مكتب النائب العام في مصر، هشام بركات، وكان ابنه الأكبر، شريف، قد اعتقل يوم الأربعاء السابق، خلال اقتحام رابعة. ولكن كان ‘هناك خطأ” كما قال والده للنائب العام، طالبا المساعدة. لم يكن ‘شريف صيام عضوا في جماعة الإخوان، ولا حتى من مؤيدي مرسي.، بل قال شريف عبر ‘الفيسبوك ان الإطاحة بالرئيس ليست انقلابا، بل ثورة، ‘كان قد زار المخيم في رابعة العدوية مرتين أو ثلاث مرات ، ولكنه شارك أيضا في المسيرات المناهضة لمرسي، وعندما وردت أنباء فض اعتصام ‘رابعة، ‘ذهب شريف كما يقول والده – من أجل ‘مساعدة الجرحى. بدرجة ما، تعاطف بركات النائب العام مع الأب، أعطى والد شريف'رسالة ممهورة منه إلى ‘المسئولين إلى السجن، من أجل (تسريع إجراءات شريف)، ولكن ما لم يعرفه بركات ولا صيام، ‘هو أن الوقت كان قد تأخر جدا بالفعل. فقبل دقائق قليلة، وفي الجزء الخلفي من سيارة ‘الشرطة المكتظة على الجانب الآخر من القاهرة، اختنق ‘شريف صيام و36 آخرون، من بينهم الديب -' بالغاز حتى الموت. كانت الشرطة قد اعتقلت ‘شريف في منتصف النهار على بعد بضعة شوارع من الاعتصام، حيث بدأ إطلاق النار ‘قبل ست ساعات، مقطع فيديو التقطه هاو يظهر شريف في قميص أزرق يقوده ضباط نحو سيارة شرطة، ثم يأتي شرطي آخر ويركله في صدره ويوقعه أرضا . مثل' آلاف المعتقلين الآخرين في ذلك اليوم، اتهم كل متهم بمجموعة من التهم، منها' الانتماء إلى جماعة إرهابية (كما أعلنت ‘الدولة في وقت لاحق الإخوان المسلمين) والشروع في القتل، وحيازة الأسلحة الفتاكة، لذا من ‘المستحيل أن تعرف الظروف الدقيقة لاعتقال شريف، ‘ولكن بالنسبة لعائلته، فهذه التهم منافية للعقل، لقد كان مهندس اتصالات، وكان يعمل كذلك مدرب تنمية بشرية، وقبل أربعة أيام من اعتقاله، ظهر على شاشة التلفزيون المصري ‘متحدثا عن كيفية العثور على السعادة في خضم التوتر والاضطراب الذي يسببه للقاهرة' معسكر رابعة. وفقا للناجين، كان شريف صيام واحدا ‘من ثمانية ضحايا على الأقل في أبو زعبل ممن كانوا إما من ‘معارضي مرسي، أو ليس لديهم علاقة مع اعتصام رابعة. وكان شكري سعد، وهو من سكان مدينة نصر، المنطقة المحيطة برابعة، قد ‘اشترى لتوه علاج شهر' لمرض السكري عندما تم ايقافه من قبل الشرطة، واشتبهوا أنه يشتري ‘الأدوية للأشخاص المصابين في رابعة. ‘أنا لست ‘من الإخوان ، أنا حزب وطني' يقال ان سعد صرخ به بهذه الكلمات حين كان محتجزا في سيارة الشرطة. اما قصة بائع الشاي فلا تقل مأساوية ويقول فيها: في مكان قريب، ‘كان ‘طلعت علي' يقدم الشاي للجنود ورجال الشرطة الذين يرتاحون من عملية فض المخيم، ‘قرر صاحب مقهى الإغلاق في وقت مبكر، لأن ضباط رفضوا دفع ثمن مشروباتهم، لذلك بدأ العودة في ‘الطريق إلى منزله.' عندما تم' إيقافه من قبل نفس رجال الشرطة الذين كان يخدمهم. مهلا، أنا القهوجي، كنت أقدم لكم الشاي ‘، قال لهم ذلك ولكن،أيضا، ألقي القبض عليه. ووفقا للناجين وبحسب الصحيفة ، بدأ رجال الشرطة يسخرون من السجناء. ‘ قالوا لنا أن نشتم ‘الدكتور مرسي، كي يسمحوا لنا بالخروج ، قال عبد العال ‘هكذا بدأ الشباب يشتموه ‘ولكن بعد ذلك (الشرطة) قالوا ‘لا يمكن أن نغادر، ثم قالوا: أطلقوا على أنفسكم ‘أسماء فتيات، البعض فعل ذلك، فقالوا لنا: ‘نحن لا نتحدث مع نساء