نصب سكان "العشش" بعزبة النخل, خيامًا بعد أن تقاعست محافظة القاهرة عن توفير مساكن بديلة لهم، إثر قيام قوات الأمن المركزي المكلفة بإزالة العشش التي كانت تؤويهم، التي توجد أسفل كوبري الشيخ منصور بمنطقة المرج. وقال أحمد حسين أحد الأهالي المتضررين, إنه يجب على الحي أن يقوم بعمل بحث عن المتضررين ومعاينة أحوالهم بمساعدة الشرطة، موضحًا أن هناك مواطنين أخذوا الشقق وتم سحبها منهم، و"لجأنا لنصب الخيام لأننا لم نجد مأوى لنا ورئيس الحي أخذ أورقنا ورماها أسفل الكوبري". وقال إبراهيم خلف, أحد سكان منطقة العشش المهدّمة ويعول خمسة أطفال ووالديه المسنين, إن الأمن يهددهم بإخلاء المكان قبل السادسة من صباح الغد وإلا ستقابلنا بقنابل الغاز المسيلة للدموع. وقالت أم إبراهيم محمود: "طلعوني من الأوضة على أساس أنهم هيدوني شقة، وبعد كده قالوا مفيش شقق، قولت لهم مش هطلع، فقالوا إحنا معانا أمر بالضرب هنهد عليكي، والناس لحقونى وطلعوا ليه عيالي، معايا عيلين رمونى بيهم، ولما لاقيتهم هيهدوا روحت طالعة، ولجأنا للخيام من البرد أنا وعيالي الصغيرين". وقال أحد السكان المتضررين, إن أكثر من 250 أسرة، لم تحصل على وحدات، وإنهم لا يعملون إلى أين يذهبون بعد إزالة العشش الخاصة بهم, لافتًا إلى أن لديه 7 أطفال وليس لديه مصدر رزق ثابت. وأكد طه عمار أحد سكان العشش, أن الحي استغل جهل أغلب السكان المتضررين بالقراءة والكتابة، وقام ب "تبصيمهم" على إقرار يفيد بأن الشقق للسكن المؤقت «استضافة» لمدة 15 يومًا، تجدد بعدها 15 يومًا أخرى، ولا يجوز التجديد بعدها. فيما قال عبد الحكيم مصطفى أحد سكان العشش, إن العائلات تبيت بالخارج، خوفًا من سقوط أجزاء من الكوبرى عليهم، لافتًا إلى الوعود الزائفة لمسئولي الحي، الذين أكدوا أن نقل الأهالي سيتم في أسرع وقت، دون أن يحدث شىء. ويروى الحاج محمد, أحد أقدم سكان المنطقة، أن أول سكان حضروا إلى المنطقة جاءوا فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى، وأن جميع منطقة عزبة النخل كانت عبارة عن أراض زراعية، تابعة للاستصلاح الزراعى، وأن المنطقة كانت تشتهر بكثرة النخيل، ولهذا سميت بعزبة النخل، ويضيف «طوال 35 عامًا من السكن فى المنطقة، لم تلتفت الحكومة لإنهاء أزمة سكان مناطق العشش إلا منذ 7 سنوات فقط، وقتها تكررت الوعود، وزيارات مسئولى الحى، دون طائل». جدير بالذكر أنه قبل صدور قرار إزالتها، كانت عشش عزبة النخل عبارة عن غرف صغيرة، لا تتعدى مساحتها 2 متر فى 2 متر، تسكنها أسر كاملة، تلتصق بعضها ببعض، وتمتد لمسافة ألف متر، وتحوى العشة الواحدة ثلاث أو أربع أسر. واعتمد الحى فى منح الشقق على رصد قديم للسكان، وهو ما أحدث الفجوة العددية، بين كشوف مستحقى الشقق والمتقدمين للحصول عليها, والأهالى يؤكدون أنها أهون من عدم وجود دورة مياه أو سقف يحميهم من برد الشتاء . شاهد الصور