كتب جيمي ديتمر أن المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري أكثر قادة العالم الحاليين شبها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "على الأخص لو أخذ في الاعتبار بدايتاهما الشخصية وصعود كل منهما عبر مراقي السلطة". وفي مقال على موقع الديلي بيست (النيوزوييك)، قال الكاتب إن هذه المشتركات "يمكن أن تمنح الغرب مؤشرات حاسمة عن الكيفية التي قد يدير بها السيسي -الذي يتوقع إعلان ترشحه للرئاسة في أحد الأيام القريبة- مصر في فترة ما بعد الربيع العربي، والذي أبدى رغبة في الارتباط بعلاقات أكثر دفئا مع روسيا". ويضيف أن العلاقات المصرية الروسية تثير قلق الولاياتالمتحدة في الوقت الذي يسعى فيه بوتين لإعادة النفوذ الروسي في الشرق الأوسط الذي فقد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ويقول إن الموقف الأمريكي تجاه عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي، "جعل قيادات الجيش الناقمين متلهفين على بناء تحالف استراتيجي مع قوى خليجية ومع الكرملين". ويقول الكاتب بشأن لقاء السيسي وبوتين في موسكو "لا نعرف ما إذا كانا تحدثا عن الخلفية التي أتيا منها، لكنهما كانا ليجدان الكثير مما يشتركان فيه". ويضيف أن كلا منهما نشأ عن أسرة متواضعة؛ "بوتين ابن لعامل ماهر في مصنع عربات قطارات، والسيسي ابن مالك متجر صغير في القاهرة، وعاش كلاهما في طفولتهما في سكن متواضع، وانجذبا في شبابهما لأكثر المؤسسات قوة في مجتمعيهما المنغلقين؛ الكي جي بي الروسي، والجيش المصري، وصعدا السلم البيروقراطي بحرص لمنصبيهما الرئيسيين في الجهاز الأمني". ويرى الكاتب أن كلا منهما وجد نفسه في لحظة من التاريخ بعيدة عن أيام مجد البلاد، "حيث كان السيسي لا يزال صغيرا وقت الحرب مع إسرائيل، وكانت المخابرات الروسية في تراجع عندما عين بوتين للعمل في ألمانيا، وانصب عملهما على رصد التهديدات الداخلية لحكومتيهما". ويقول إنهما عندما برزا في المشهد، "بدا لرفاقهما أنهما أتيا من اللامكان، وتمكنا بشكل ما في الوجود في المكان المناسب في الوقت المناسب". ويرى الكاتب أن الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسن ودائرة أفراد عائلته وكبار رجال الأعمال دفعا ببوتين ليكون الرئيس التالي، آملين أن يكون وفيا لمصالحهم الاقتصادية. ويقول "بالمثل، اختار مرسي السيسي ليقود الجيش المصري بدلا عن المشير طنطاوي المثير للجدل لكونه من المقربين للرئيس المخلوع مبارك". ويضيف أن كلا من مرسي ورفاق يلتسين ربما فوجئوا عندما وجدوا أنفسهم محيدين بواسطة من صنعوهم". ويقول الكاتب إن محللين يرون الزعيمين الروسي والمصري "منتقمين للدولة العميقة"، وزعماء "مكرسين لحماية الامتيازات والمصالح السياسية والاقتصادية لدولة داخل الدولة". ويضيف أنهما"وطنيان شعبويان يمتدحان المؤسسة التي نشئا فيها ويرانها مرادفة للدولة، زعيمان لهما نفس طريقة النظر للعالم". ويقول "رأي الغرب ما فعله بوتين بروسيا في فترات رئاسته المتعاقبة، فهل يكون مؤشرا على ما يأمل السيسي القيام به في مصر؟. على أي حال هناك الكثير مما يدعو للاعتقاد بأن زيارة السيسي الأخيرة لبوتين في بيته الريفي في نوفو آجاريفو لن تكون الأخيرة".