كان السؤال: متى يعود الفريق أحمد شفيق لمصر؟، واليوم صار السؤال: هل يعود؟!. طال غيابه، فهل استطاب المقام في دبي، أم بات يرى أن عودته لم تعد ذات جدوى بالنسبة لحلمه الرئاسي بعد تغير معادلات 30 يونيو ببروز السيسي، محطما أحلامه وغيره من الطامحين لوراثة كرسي مرسي باستثناء حمدين الذي يتشبث ببقايا أمل ويريد إكمال دور مناضل كل العصور من السادات ومبارك حتى السيسي مروا ب مرسي. 2013 كان عام السعد لشفيق، فكيف سيكون العام الحالي؟. هناك دجالة خرجت تقول إنه مهدي مصر المنتظر ومنقذها ورئيسها. ورغم أنه دجل فلا يعلم الغيب إلا الله وحده إلا أنها تغرد خارج سرب الدجالين الذين يبرعون في النفاق أيضا حيث استداروا ناحية السيسي وقالوا إن اسمه مكتوب على مسلات مصر الفرعونية منذ ما قبل القرن الأول للميلاد بأنه منقذ مصر في القرن الحادي والعشرين بعد الميلاد!. في الثلث الأول من عام 2013 - 7 أبريل - حصل شفيق على حكم براءة في قضية الاستيلاء وتسهيل الاستيلاء على المال العام في قطاع الطيران المدني. وفي منتصف العام 30- يونيو، و3 يوليو- حقق نصره الأكبر عندما تمت إزاحة غريمه وعدوه اللدود مرسي من الرئاسة. وجاءت الخاتمة السعيدة للعام ببراءته - 19 ديسمبر- من التهم المنسوبة إليه في القضية المعروفة إعلاميا ب "أرض الطيارين". ورغم مرور أكثر من شهرين على تلك البراءة وزوال كل الموانع القضائية أمامه إلا أنه لم يعد بعد. ولما أجرى حوارا مع قناة "القاهرة والناس" في 9 يناير الماضي - قبل شهر ونصف الشهر من الآن - قيل إنه تمهيد لعودته الوشيكة خصوصا وأنه ذكر خلال الحوار أنه سيعود خلال أيام لكنه مازال في دبي. ومؤخرا خرج سعد الدين إبراهيم الذي يمم وجهه شطر الإمارات، وشفيق منذ ما قبل الإطاحة بمرسي ليضرب موعدا جديدا للعودة المنتظرة ل شفيق بأنها ستكون بعد شهر، أي سنظل نترقب طالع هذا اليوم الميمون فترة أخرى، والله أعلم هل سيظهر هلاله أم لا؟!. هو تأخير لافت ومثير ومفجر للأسئلة وبالطبع ليست الإقامة الفاخرة في دبي والاقتراب من منظومة الحكم هناك ولا الاستشارات التي يقدمها لهم مثلا تمنعه من العودة ومواصلة هذا الدور أيضا أو التنقل بين القاهرةودبي وأبوظبي فكلها ثلاث ساعات على الأكثر في طائرة خاصة ستكون تحت طلبه إنما الأغلب هو الرئاسة التي تطير منه بعد مجهود بذله طوال عام تحضيرا لما تم نهاية يونيو الماضي. لا يريد شفيق العودة في فترة الضبابية تلك التي لا يحسم فيها السيسي قراره إنما يريد الرجوع في فترة الوضوح وهو قال مرتين إنه إذا ترشح السيسي فلن يترشح، رفع الراية البيضاء، لكنه في حواره الأخير في 9 يناير كان ناقدا للأوضاع في مصر خصوصا الاقتصادية والمعيشية بشكل واضح على غير العادة حواراته السابقة بل أكد أن الأوضاع سارت عكس ما كان يجب أن تكون عليه، يقصد معيشة المواطنين، والله أعلم هل يلمح لأشياء بعيدة لم نفهمها. إذا لم يترشح السيسي، فالأكيد أن شفيق سيعود بعد ساعات مستعدا لمعركة رئاسية أخرى ولن تكون سهلة له أيضا، والإمارات تريده رئيسا وليس السيسي وعلى الأقل لدينا تصريح ذو مغزى من الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي ورئيس الحكومة الإماراتية بأنه يفضل عدم ترشح السيسي للرئاسة ليبقى وزيرا للدفاع ولما بدا أن التصريح كان مفاجئا وصادما للقاهرة فلم يصدر نفي من مكتب محمد بن راشد إنما فقط توضيح بأن ما قاله هو نصيحة أخوية. لكن إذا فعلها السيسي، فهل يمكن أن يقبل شفيق بمنصب رئيس وزراء مثلا؟. اعتقد أنه غالبا لا يقبل أن يكون مرؤوسا بينما كان يوما يستعد لدخول القصر ليكون رئيسا للجميع، علاوة على أن خطوة مثل هذه ستعيد تعبئة قوى شبابية وثورية ضده، وسيزداد تخلخل تحالف 30 يونيو وستكون هدية أخرى لمعارضي السلطة واتهامها بأنها تعيد مصر إلى ما قبل 25 يناير خصوصا وأن شفيق خرج من رئاسة الحكومة تحت ضغط مظاهرات حاشدة وبشكل غير لائق ومازال محسوبا على نظام مبارك. دون هذا المنصب لا يوجد منصب آخر يمكن أن يقبل به حيث سيعتبر نفسه وتاريخه وتجاربه أكبر منه. نافذة شفيق الحقيقية للعمل السياسي هى حزبه " الحركة الوطنية " ورغم أنه كيان بلا ملامح حتى الآن إلا أن عودته ستبث في شرايين ذلك الحزب الحياة وسينضم إليه ويدعمه من أيدوه في الرئاسة وسيكون وعاء للحزب الوطني المنحل بكوادره وقادته وكذلك جماعات مبارك وأتصور أن من ذهبوا للوفد والأحزاب الأخرى سيعودون لشفيق لأنه الأقرب إلهم ليكون هذا الحزب هو النسخة المحسنة من الحزب الوطني وأتوقع أنه يمكن أن يحقق نتيجة جيدة في انتخابات البرلمان ليكون رقما مهما في الحياة النيابية والتنفيذية وبالتالي يكون لشفيق تأثير سياسي مستمد من إرادة شعبية ليضطلع بدور المحرك والصانع للسياسة والأحداث دون أن يتولى هو مناصب أقل من منصب الرئيس يرى أنه صار أكبر منها أو ضاقت هى عليه. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.