بدا مئات الآلاف الذين توافدوا على ميدان التحرير أمس الجمعة أكثر إصرارا في مطالباتهم المجلس الأعلى للقوات المسلحة بحل جهاز مباحث أمن الدولة صاحب التاريخ الأسود والقمعي كمطلب جوهري لإرسال رسالة إلى الشعب المصري بأن هناك صفحة جديدة تفتح معه باحترام الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان ، كما طالبوا بالاستجابة لباقى مطالب ثورة الخامس والعشرين من يناير وفى مقدمتها محاكمة الرئيس المخلوع وكافة رموز النظام السابق مثل صفوت الشريف وزكريا عزمى ويوسف والى وإسقاط أحمد شفيق والمجموعة الوزارية التى أدت اليمين أمام مبارك وفى مقدمتهم وزير الانتاج الحربى سيد مشعل ووزير الخارجية أحمد أبوالغيط بالإضافة إلى وزير العدل ممدوح مرعى ووزيرالداخلية محمود وجدى ووزيرالكهرباء والطاقة حسن يونس . واقترح عدد من رموز القوى السياسية الذين احتشدوا فى الميدان عقب صلاة الجمعة دعوة المصريين إلى محاصرة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية لحين إسقاط حكومة شفيق وتعيين مجلس رئاسى يضم مدنيين وعسكريين وقضاة يكلف بإدارة شئون البلاد خلال الفترة الانتقالية وتشكيل حكومة تكنوقراط لتسيير مصالح المواطنين فى الوزارات المختلفة . وقال الدكتور صفوت حجازى إن الاستجابة لمطالب المصريين بات أمرا ضروريا لمواجهة محاولات رموز النظام البائد القيام بثورة مضادة مؤكدا أن حكومة شفيق حتى بعد تعديلها تمثل أكبر معوق لاستقرار البلاد لأن شفيق تلميذ نجيب للرئيس مبارك ولو عين حكومة من الملائكة فلن يثق فيها المصريون . ووجه عدد كبير من المتحدثين من فوق منصات التحرير الستة التى انتشرت فى نواحى الميدان انتقادات لوزير الداخلية محمود وجدى وقالوا أنه يتحدث ويتعامل بنفس منهج وطريقة حبيب العادلى وان ذلك ظهر بوضوح خلال الأيام الماضية فى حديثه للتفلزيون المصرى واتهموه بتدبير مؤامرة مع بعض رموز النظام البائد لإشاعة الفوضى فى البلاد وترويع المواطنين لتسهيل إعادة إحكام القبضة الأمنية على حياة المصريين وأن كل ماقاله عن تغير معاملة الشرطة للمواطنين كلام للاستهلاك الإعلامى بدليل سقوط قتيلين فى يوم واحد من جراء عنف أفراد الشرطة فى المعادى والعمرانية يوم الخميس الماضى . وعلى عكس تظاهرات ميدان التحرير فى الأيام الماضية تراجعت نسب المشاركة الأخوانية بشكل لافت للنظر فى المظاهرة بينما انضم عدد كبير من قطاعات الموظفين والعمال للمتظاهرين واستخدم عدد منهم الميكروفونات المنتشرة فى الميدان للكشف عما وصفوه بوقائع الفساد فى جهات رقابية وتحدث بعض موظفى وزارة الطيران المدنى عن وقائع نسبوها لرئيس الوزراء الحالى أحمد شفيق منها اتهامه بإهداء قرينة الرئيس المخلوع خاتم قيمته 750الف جنيه احتفالا بعيد ميلادها قبل سنوات وطرحوا عدة أسئلة عن مشروعات شفيق فى وزارة الطيران والعمولات التى دفعتها بعض الشركات الأجنبية كمكافأة عن إفساح المجال لها على حساب الطيران الوطنى . واقتصرت مشاركة قيادات الإخوان على الدكتور محمد البلتاجى الذى حرص على أخذ وائل غنيم للمنصة الرئيسية بعد ما اشيع عن منع العناصر الأخوانية إياه من الصعود للمنصة فى الأسبوع الماضى ودخل الدكتور حسن نافعة فى حديث هامس مع وائل غنيم لدقائق بينما قام بعض الشخصيات العامة بتوجيه العتاب له عما أثاره من جدل الأسبوع الماضى . وعلى غير العادة انتشر عدد من قادة القوات المسلحة فى أنحاء الميدان ودخلوا فى نقاش ودي للغاية مع المحتجين حول مطالبهم ،وطمأنوا المواطنين إلى أن الجيش سيظل فى جانب المواطنين ويعمل بشكل جدى لتنفيذ مطالبهم وأن المجلس العسكرى يحتاج إلى كثير من الوقت لتلبية تلك المطالب . وكانت الحشود قدبدأت فى التوافد على ميدان التحرير منذ الثامنة صباحا واستمرت فى تدفقها حتى غروب الشمس رغم سوء أحوال الطقس وأدى المتظاهرون صلاة الجمعة خلف الشيخ محمد جبريل بعد استماعهم إلى خطبة قصيرة من إمام مسجد عمر مكرم الذى أكد على شرعية مطالب المتظاهرين وزاد على ذلك بدعوة الجيش إلى تشكيل لجان لزيارة مقار أمن الدولة والمعتقلات للتأكد من خلوها من المعتقلين السياسيين بعد تأكيد كثير من العائلات أن ذوييهم مازالوا رهن الاعتقال فى مقار تابعة لأمن الدولة .وعقب انتهاء صلاة الجمعة أدى المحتجون صلاة الغائب على أرواح شهداء الثورة الليبية ورددوا الهتافات المنددة بالقذافى ومنها ياقذافى غور غور ..خاللى ليبيا تشوف النور " ثم رددوا الهتافات المطالبة بإسقاط حكومة شفيق ومحاكمة الرئيس المخلوع ومنها "كل الشعب قالها قوية ..لالشفيق والداخلية " و "دول خدامين القصر ..عايزين حكومة مصر " و" أنا وأحمد أخوز مينا .. مش ح تعرف تلعب بينا " و"لاوجدى ولاداخلية ..همادول البلطجية " و"حسنى مبارك ساب القصر .. ولسه نظامه بيحكم مصر " و" جيش مصر عليك تختار ..بين القتلة والثوار ". وقامت زوجة القيادى الإخوانى خيرت الشاطر بسرد بعض وقائع اضطهاد زوجها على يد مبارك وأسرته وهو ماأثار تعاطفا واسعا معها جعل جموع المحتشدين يرددون "خيرت خارج خارج "فى إشارة إلى استمرار حبسه على خلفية قضية غسيل الأموال التى اتهم فيه عددكبير من قادة جماعة الإخوان المسلمين . وفى بيانها الخامس حددت اللجنة التنسيقية لجماهير ثورة ال25من يناير 12مطلبا فى مقدمتها خروج الرئيس المخلوع مبارك من شرم الشيخ وإسقاط حكومة شفيق بالإضافة إلى المطالبة بعودة الدراسة فى الجامعات فى أقرب وقت وسرعة تطهير مؤسسات الدولة من رموز الفساد فى النظام السابق وفى مقدمتهم المحافظين ورؤساء تحرير الصحف القومية والأجهزة الرقابية وفتح تحقيق فورى مع وزير الخارجية أحمد أبوالغيط عما أثير عن قيامه بحرق كثير من ملفات الوزارة خلال الأيام الماضية لإخفاء التجاوزات والحقائق عن الشعب بخلاف بعض المطالب الأخرى بالإضافة إلى المطالبة بإقالة النائب العام باعتباره جزء من النظام السابق ومسئول مسئولية كاملة عن حفظ كثير من بلاغات الفساد المقدمة إليه بمايشكك فى جدية التحقيقات التى يجريها حاليا مع بعض رموز الفساد ودعوا إلى استبدال منصب النائب العام بتشكيل لجنة قضائيةمستقلة من محققين مشهود لهم بالنزاهة تقوم بتشكيل محاكمات عاجلة للفاسدين وتعرض ماتتوصل إليه أولا بأول على الشعب .