استبعد الباحث الأمريكي "ستيفن كوك" أن يكون السيسي " ترسًا في المؤسسة العسكرية "، وبأنَّه من أمر بالقاء القبض علي صحفي قناة "الجزيرة" قائلاً:" إنَّ مصر ليس بها آلة " ولكن نظام بكل تأكيد -ذاتي التعزيز - وهو نتائج لمناخ عدم "اليقين" السائد الذي تحاول فيه النخبة المصرية أفرادًا وجماعات معرفة اتجاه السياسات . فقد يعتقدون أنهم علي دراية بما ستؤل إليه الأحداث ، فهم يبذلون قصاري جهدهم؛ لضمان البقاء علي الجانب الصحيح من التاريخ " . وأوضح في مقاله الذي جاء بعنوان " مصر وضرورة البقاء " ، والذي نشره موقع "مجلس العلاقات الخارجية " - الأمريكي - أنَّه من المستبعد أنْ يكون المشير "عبد الفتاح السيسي" هو من أمر بإلقاء القبض علي صحفي قناة " الجزيرة " في ديسمبر من العام الماضي ؛ إلاَّ أنَّ "الباحث الأمريكي" حمَّلهُ مسئولية ذلك " فهو من خلق المناخ الذي ساعد علي ارتكاب تلك الانتهاكات التي تمس بالقيم الأساسية مثل "حرية الصحافة " وكشف بعبارات يشوبها " الاستهجان " " بأنَّ وزير الداخلية هو من أمر بذلك " الأمر الذي وصفه الباحث " بالعادي ". واستدرك "كوك" معبرًا عن صدمته بأنَّ الأمر الذي لم يكن عاديًا بالنسبة له " هو حقيقة أن قائمة طويلة من المثقفين المصريين ، والليبراليين ، والثوار المزعومين - علي حد وصفه - قد اجتمعوا علي استحسان ذلك الانتهاك السافر لحرية الصحافة ، في الوقت الذي تقوم فيه وسائل الاعلام الموالية للحكومة بالتحريض علي الجميع" وأرجع "الباحث الأمريكي" إلي المنظومة السالفة الذكر أعلاه ، السبب في اتهام أي ممن يتبني الخطاب اليعاقبة المصري ( نسبة إلي نادي اليعاقبة في فرنسا والذي كان يطالب بإنهاء الملكية ،وإقامة حكم ديموقراطي يقوم علي العدالة والمساواة ) أولئك الذين عبَّروا عن مخاوفهم تجاه انتهاكات "حقوق الإنسان" بالتعاطف مع الإرهاب .كما أنَّه يكشف عن لماذا أثبت مصريون كانوا جديرين بالاحترام أنهم مع "البرنامج الجديد" . وقال " إنَّه في الأسبوع الماضي ، صرَّح خبير أمريكي علي قدر من المعرفة والاحترام مقيم في القاهرة ، بأنَّ المشير ما هو إلا " ترس في آلة " . وعبر "كوك" عن عدم فهمه لمقصود الخبير من تلك العباره " لكن مقصوده لا يزال يلتفه الغموض " وأخذ "الباحث الأمريكي" يتساءل " فإذا ما كانت هناك "آلة" ، فمن الذي يديرها بالفعل ؟ وإذا لم يكن السيسي هو ذلك الشخص ، فمن إذن؟" ، وأوضح " أنَّ ذلك التعبير ليس بالجديد استخدامه في السياسات المصرية ؛ ولكنه بات أكثر وضوحًا خلال الثلاث سنوات الأخيرة ، فهو يحتل المرتبة العُليا جنبًا إلي جنب غيره من " أساطير " السياسات المصرية - علي حد قول "الباحث" - والتي يُحسن كبار قيادات الجيش استغلالها ببراعة وحيلة؛ لكي تسفر عن نتائج تخدم مصالح المؤسسة العسكرية " ورأي أنَّ " السيسي ربما يكون ترسًا في آلة المؤسسة العسكرية ؛ إلاَّ أنَّ السياسات المصرية تبدو أكثر " ابتذالاَ - علي حد وصفه ." وعبر عن آسفه تجاه ما يحدث قائلاً :" إنه من الصعوبة بمكان ألا يشعر المرء بالأسي ؛ لأجل وضع الناس أنفسهم في موضع علي ما يبدو بغيضًا ما بين تحكيم الضمير ، والاذعان للنظام." وشن "الباحث الأمريكي" هجومًا علي الكاتب والصحفي المصري عبد المنعم سعيد علي خلفية المقال الذي نشره علي صفحات جريدة " الشرق الأوسط " ينتقد فيه مقال " لكوك " قائلاً :" إنَّ عبد المنعم الذي كان إلي حدٍ كبير جزءًا من نظام مبارك ، كان يشير إلي من هم في السلطة الآن ، بأنَّه رغم علاقته الراسخة بواشطن ، وجامعة "برانديز" ، وبمجموعة من المنظمات الغربية ، فإنَّه الشخص الجدير بثقتهم لدفع أجندتهم السياسية هناك ." ، ورأي أنَّه (أي سعيد ) ، " قد تورط في ديناميكية السياسة المصرية الحالية بصورة غير مريحة علي الاطلاق ." وأفاد مُتهكماً " دائمًا ما كنت اتمحص وجهة نظر سعيد ؛ إلاَّ إنني لم أكن ساذجًا علي الاطلاق ، فطالما كنت علي يقين بمع من مصلحته الشخصية ." وأوضح قائلاً أنَّه "حينما كتب سعيد مقالته التي جاءت بعنوان " خطيئة ستيفن كوك " كان من الصعب علي ألا أغضب فور قراءتها ؛ لكن بعد أن فكرت مليًا ، أدركت علي وجه الدقة بأنه يذعن لضغوط النظام المصري التي لاهوادة فيها. فالمقال الذي نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" علي صفحاتها في 22 من يناير ، وأعادت " الأهرام ويكيلي " نشره باللغة الإنجليزية يوم الجمعة التالية يقدم نقدًا قويًا لابأس به لمقالتي التي حملت عنوان " لاتترشح ياسيسي " ويربطني وثلاثة آخرين من الزملاء هم "مارك لينش" ، و"تامارا ويتس" ، و"مايكل دان" بالخطأ وبخبث نية بجماعة " الإخوان المسلمين ." وأفاد قائلاً:" إنَّه بالطبع كانت الضغوط للتكيف مع مصر مبارك منتشرة ؛ إلاَّ أنها لم تكن ذات فاعلية في كثير من الأحيان ." وأضاف بأنَّ " المصريين وبالأخص النُخبة لم يتخيلوا رحيل مبارك ، بالفعل كان هناك من ينتقده ، ونجله ، وزوجته ، والحكومة ، النظام بأكمله ؛ إلاَّ أنَّهم ظلوا يدعمونه علنًا ." ورأي "أنَّ تلك "الظاهرة" لم تتلاشي علي الاطلاق خلال الفترة القصيرة التي قضاها مرسي في "قصر الاتحادية" " ، مشيراً إلي أنَّ " الصحفيين الأجانب لم يكونوا وحدهم من اصطف لرؤية "خيرت الشاطر" بعد النجاح الذي حققه حزب " الحرية والعدالة " في الانتخابات البرلمانية عامي 2011 ، 2012 . كما بدأ رجال الأعمال المصريون ، وكبار المسؤولين ، ووسائل الاعلام التقرب بهدوء من " الإخوان " ، أو حتي تكييف أنفسهم ، وإن لم يكن بدهاء علي ما بدا وكأنَّه عصر جديد تشهده البلاد ."