تحدث ستيفن كوك، العضو الأمريكي في مركز دراسات الشرق الأوسط، في مقالة له عن صدمة واشنطن من خطاب الرئيس محمد مرسي حول المظاهرات التي اندلعت مؤخراً ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية جراء ظهور فيلم " براءة الإسلام " المسيء للإسلام و رسوله الكريم. ويقول كوك في مقالته المنشورة بصحيفة الاتلانتك الأمريكية، أن واشنطن كانت تنتظر أن تعرف رد فعل مرسي عن هذه الأحداث إلا أنها فوجئت بمرسي يظهر في بيان له عكس ما توقتعه أمريكا منه على الإطلاق، بل ما زاد الطين بلة أنه دعا إلى مظاهرات سلمية يوم الجمعة الماضي ضد الفيلم.
ويوضح كوك أن أمريكا ربما ترى ما فعله مرسي نوع من أنواع "اللعب بالنيران"، إلا أنه من وجهة نظره كان شيئاً سياسياً منطقياً، ليظهر بذلك أن الرئيس المصري لن يحقق توقعات واشنطن في الاعتراض على المتظاهرين بالطريقة التي ترضي الأمريكيين.
ويظهر الباحث عجزه من معرفة إذا ما كانت هذه التوقعات مبنية على أساس نظرة عمياء من أمريكا لشعورها بأنها الدولة الأكبر في المنطقة، أو بسبب سياسة الاستعمار الجديدة التي تتخلل السياسة الخارجية الأمريكية.
أما بالنسبة لموقف السلفيين فيرى الكاتب أنه كان سيكون طبيعياً أن يتهموا الإخوان المسلمين بأنهم ليسوا مسلمين بما فيه الكفاية بل أنهم قوميون سيئون إذا كان مرسي قد رد على المظاهرات بالطريقة التي طلبتها واشنطن.
ويشير كوك إلى فشل أمريكا في استيعاب أن للعرب سياستهم الخاصة وقدرتهم على حساب مصالحهم الشخصية بشكل مستقل عن مطالب واشنطن ، ولذلك فإن أي أزمة تندلع يقف القادة المصريين أمام قرارين : إما الخضوع لواشنطن أو حماية مواقعهم السياسية في الوطن ، ودائماً ما ستكون النتيجة أن يختار القادة الانحياز إلى السياسة الداخلية.
ويوضح الباحث أن مرسي «على عكس سابقيه» يواجه تحدياً أكثر تعقيداً لينجح في الحفاظ على الدعم السياسي الداخلي، وبالرغم من البيئة السياسية للإخوان المسلمين التي اكتسبوها خلال الثمانين سنة الماضية والتي ساعدت مرسي كثيراً إلا أنه مازال في حاجة للتعامل مع بقايا النظام السابق.
وفي النهاية ينصح الكاتب الأجانب بأهمية إدراك ضروريات السياسة الداخلية للرئيس المصري والتعقيدات المرتبطة بالساحة السياسة المصرية. مواد متعلقة: 1. صحيفة إسرائيلية: أمريكا تصنع فيروس كومبيوترياً ل « التجسس» 2. صحيفة أمريكية: العقوبات الدولية وتصاعد أعمال العنف وراء تردي الوضع الإنساني في سوريا 3. المفتي : نحن بصدد نشر مقال بصحيفة فرنسية ردا علي الرسوم المسئية