فى خضم ردود الأفعال الأمريكية الرسمية وغير الرسمية على تداعيات الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية المصرية، تتزايد الأصوات المعبرة عن قلق حقيقى فى واشنطن حول قدرة الحكومة المصرية على «لعب دور مهم معاون للسياسات الأمريكية فى المنطقة». ففى عدة مقالات خلال الأيام الماضية، رأى الباحث ستيفن كوك من مجلس العلاقات الخارجية، وهو أحد أهم المراكز البحثية الأمريكية وأكثرها احتراما، أن «طريقة إدارة الانتخابات والتدخل الأمنى الواسع فيها، وما شهدته من سقوط ضحايا بين قتلى وجرحى، تعكس ضعف الدولة المصرية». كوك شدد على أن «هذا الضعف يجب أن يقلق صانعى السياسة الأمريكية بشأن الشرق الأوسط، خصوصا مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية العام المقبل، والتغيير الذى قد يحدث فى هوية رئيس الدولة المصرية». وأشار إلى أن «واشنطن اعتادت التوصل لنتيجة مفادها أنه لا يجب الاهتمام الزائد بالأوضاع الداخلية المصرية، مادامت الحكومة تحافظ على الاستقرار»، معتبرا أن هذه النتيجة تقوم على حجتين أساسيتين، أولاهما أن «مصر استطاعت أن تصمد وتتعامل مع مخاطر كبيرة فى تاريخها الحديث، فمن هزائم عسكرية أمام إسرائيل إلى الجمود الاقتصادى وحدوث اغتيالات سياسية وأنشطة إرهابية». أما الحجة الثانية، فهى أن «أركان وأنصار النظام المصرى الأساسيين، ومن بينهم رجال الأعمال والبيروقراطية الحكومية، لم يظهروا أى إشارات على عدم رضائهم من سياسات الحكومة». ويرى كوك أنه «رغم أهمية هاتين الحجتين فإنهما لا توفران ضمانة لاستقرار الأوضاع فى المستقبل»، محذرا من أن «طريقة إدارة الانتخابات، خصوصا السياسات القاسية ضد جماعة الإخوان المسلمين، قد تزيد من معدلات الغضب والجمود، مما قد يدفع إلى تطرف الحياة السياسية». وشبه الباحث ما يجرى حاليا فى مصر، وما يمكن أن تندفع إليه الأحداث من تطرف، بالمرحلة التاريخية التى شهدتها مصر قبل اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981، معتبرا أنه «إذا استمرت القيادة المصرية فى التمسك باحتكار السلطة، مستخدمة أساليب القمع، فربما تبدأ جولة جديدة من العنف». ورغم ذلك أقر بأن «الولاياتالمتحدة، التى تعتمد كثيرا على الدور المصرى فى سياساتها الشرق أوسطية، ليست أمامها بدائل كثيرة أو مهمة، إلا أن تشجع الحكومة على تبنى إصلاح سياسى حقيقى». ورأى الخبير الأمريكى أن دعم «استقرار الاستبداد» تجاه مصر، وهى السياسة التى تبنتها الإدارات الأمريكية خلال العقود الأخيرة «حققت نجاحا وخدمت المصالح العليا لواشنطن، مثل استمرار تدفق البترول، وضمان تفوق إسرائيل عسكريا». إلا أن كوك مضى قائلا فى الوقت نفسه إنه «لم يعد فى واشنطن أصدقاء حقيقيون لمصر». يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر