كتب باتريك كينجسلي أن صناعة السياحة في مصر تكافح من أجل أن تتعافي مما وصفه وزير السياحة بأسوأ عام لها في التاريخ الحديث، بعد أن كف ملايين السائحين عن زيارة منتجعاتها ومواقعها الأثرية بسبب الاضطراب السياسي. وعلى موقع صحيفة الجارديان، قال كينجسلي مراسلها من مصر نقلا عن هشام زعزوع وزير السياحة المصري إن 9.5 مليون سائح أقاموا في فنادق مصر في عام 2013، بالمقارنة ب 14.7 مليونا عام 2010. وينقل عن زعزوع قوله إن شهر سبتمبر الماضي كان الأسوأ، وإن إشغال الفنادق في الأقصر كانت نسبته 1%، وبلغ صفر% في أسوان وأبو سمبل، لكن الموقف كان أفضل قليلا في منتجعات البحر الأحمر بنسبة 10 – 20%. ويقول الكاتب نقلا عن إلهامي الزيات رئيس اتحاد غرف السياحة إن ما لا يزيد عن خمسة من بين 250 فندقا عائما كانت تعمل خلال تلك الفترة، وأغلقت 165 فندقا أبوابها بشكل مؤقت. ويشير إلى أن السياحة كانت توفر 12.5% من فرص العمل، و11.3% من الناتج المحلي الإجمالي، وأن لتدهورها أثرا قاسيا بالنسبة لكثير من المصريين. ويقول نقلا عن الزيات إن محافظة الأقصر وفرت غذاء لعائلات أصحاب الحناطير الذين لم يعد بمقدرتهم إيجارها للسائحين الغائبين، وكان عليهم الاختيار بين إطعام عائلاتهم أو خيولهم. ويشير الكاتب إلى أن السياحة ظلت تعاني منذ إسقاط مبارك عام 2011 و2012 لكنها انهارت بالكامل بين يوليو ونوفمبر الماضيين بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وإصدار بلدان عديدة تحذيرات من السفر إلى مصر أو بعض مناطقها. وكذلك لتواصل نشر تقارير صحفية عن المناطق الساخنة في القاهرة وسيناء أبعدت السائحين حتى عن المناطق الهادئة كساحل البحر الأحمر وأسوان على بعد مئات الأميال. وينقل عن وزير السياحة قوله "معظم المدن السياحية كانت آمنة ..ولم تشهد مصر أي هجوم لمتطرفين على الأجانب مثلما حدث في التسعينيات .. ما تشهده البلاد شأن مصري –مصري لا يتعلق بالسائحين". ويقول الكاتب إن نسبة إشغال الفنادق بالقاهرة –حسب اتحاد الغرف السياحية- بلغت 20% في يناير الماضي، بينما بلغت 80% قبل 4 سنوات، وفي الأقصر كانت 14%، مقارنة ب 65% عام 2010، وفي الغردقة وشرم الشيخ 55% و40% على التوالي. وأضاف أن عدد زوار منطقة أهرامات الجيزة بلغ في يناير الماضي سدس عددهم في نفس الشهر قبل 4 سنوات حسب بيانات وزير الدولة لشؤون الآثار. وينقل الكاتب عن إلهامي الزيات توقعه أن السياحة "ستتعافي لكن ليس في المستقبل القريب"، وأنها لم تأخذ أبدا كل ذلك الوقت للتعافي عقب أزمات سابقة كهجوم متطرفين على سائحين في الاقصر عام 1997 ومقتل عشرات منهم في أحد المعابد الأثرية. وينقل عن إريك مونكابا صاحب مكتب سياحي قوله إن "بلادا مثل كينيا –تلقى فيها قنابل يدوية على السائحين- لا تعاني رغم عدم الاستقرار بها بفضل الحديث المباشر الواضح للجمهور... السائحون ليسوا أغبياء ...عند الحديث مع عملائي أركز على أن الموقف يقتصر على أماكن محدودة".