رصدت صحيفة "الجارديان" البريطانية معاناة صناعة السياحة فى مصر فى ضوء الاضطرابات وحالة عدم الاستقرار التى تعيش فيها البلاد خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، ونقلت عن وزير السياحة هشام زعزوع قوله إن عام 2013 هو الأسوأ فى التاريخ المعاصر فى السياحة فى مصر حيث تراجع عدد السائحين خمسة ملايين سائح مقارنة بعام 2010. وتشير الصحيفة إلى أن صناعة السياحة فى مصر تحارب من أجل التعافى مما وصفه الوزير بالعام الأسوأ فى التاريخ الحديث بعدما ألغى ملايين السائحين زياراتهم للمنتجعات المصرية ومواقع التراث فى 2013 بعد تقارير عن الاضطرابات. وحققت السياحة 3.6 مليار دولار فى 2013 مقارنة ب 7.7 مليار فى عام 2010، قبل الثورة التى أطاحت بالرئيس الأسبق حسنى مبارك، وأدت إلى ثلاث سنوات من عدم الاستقرار السياسى، وقد أقام 9.5 مليون سائح فى الفنادق المصرية فى عام 2013 مقابل 14.7 مليون فى عام 2010، وفقا لزعزوع. وقال زعزوع "نحن نتحدث عن مدن أشباح"، مشيرا إلى أن هناك مناطق لا يوجد فيها سائحون تقريبا، ونسبة إشغال فى الفنادق 1% فى الأقصر، وصفر% فى أبوسمبل، وكذلك الحال فى أسوان فى بعض الأيام، وفى البحر الأحمر، كان الأمر أفضل قليلا، لكن النسبة تتراوح ما بين 10 إلى 15 و20%، وكرر زعزوع إنه كان العام الأسوأ. وفى بعض الأيام لا يكون هناك سوى حفنة قليلة من الزائرين لوادى الملوك بالأقصر، حيث دفن توت عنخ آمون، حيث كان السائحون يصطفون فى يوم جيد فى 2010، ولم يوجد سوى خمسة سفن سياحية تعمل على ضفاف النيل، من بين أسطول مكون من 250، وأغلقت 165 فندقا بشكل مؤقت بسبب نقص الإشغال، حسبما أشار إلهامى الزيات، رئيس اتحاد السياحة المصرية. وتمضى الجارديان قائلة إنه فى بلد يقول المسئولون فيه إن السياحة تمثل 12.5% من نسبة العمالة فيه، و11.3% من الدخل القومى، فإن التأثير سيكون شديد القسوة على المصريين، وفى الأقصر، ديسمبر الماضى، قدمت الحكومة المساعدات الغذائية للأسر التى كانت تعتمد على الخيول للترفيه عن السائحين، وأضاف الزيات إن هؤلاء كان عليهم أن يختاروا بين إطعام أسرهم، وإطعام خيولهم. ويقول العاملون بالسياحة إن مخاوف السائحين ليس لها أساس إلى حد كبير. وأوضح زعزوع فى مقابلته مع الجارديان إنه لو عدنا إلى الوراء قبل السنوات الثلاثة الأخيرة، سنجد أن المدن السياحية تحت السيطرة مثل مدينة الغردقة التى أجريتها بها المقالة، فقد كانت آمنة. وأكد زعزوع أنه على الرغم من أن مذبحة السائحين فى الأقصر عام 1997، فإن المسلحين فى الوقت الحالى لا يهاجمون الأجانب، فما نراه فى مصر حتى الآن هو قضية مصرية خالصة، وليست قضية مصرية أجنبية، وليست قضية سياحية مصرية. وتتابع الجارديان قائلة إن أنصار الحكومة يعبرون عن خطاب سياسى قومى على شاشات التلفزيون، حيث هدد نائب سابق بالبرلمان بذبح الأمريكيين فى الشوارع فى يناير الماضى، ورد زعزوع على ذلك قائلا إن تلك المشاعر مجرد تهديد، وتستهدف الحكومات الغربية وليس السائحين، وقال زعزوع: "أريد أن تفهموا أن المصريين يرحبون بالأجانب".