نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا مطولا حول وضع السياحة فى مصر بعد اكثر من ثلاث سنوات من ثورة 25 يناير ، و قد افتتحت الصحيفة تقريرها بتصريحات وزير السياحة "هشام زعزوع" بالتاكيد على ان صناعة السياحة في مصر تكافح للتعافي بعد هجرة السياح ، و وصفه عام 2013 باعتباره "أسوأ عام للسياحة في التاريخ الحديث"، وذلك بعد تجنب الملايين من السياح لزيارة المنتجعات المصرية ومواقع التراث و الاثار ، كنتيجة التقارير التى تنشر حول اتساع الاضطرابات المدنية فى البلاد . و يشير التقرير ان عائدات السياحة العام الماضى لم تتعدى 3.6 مليار جنيه استرليني ، مقارنة مع 7.7 مليار جنيه استرليني في عام 2010 قبل الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك وأدت إلى ثلاث سنوات من عدم الاستقرار السياسي. و يتحدث هشام زعزوع "عن مدن الاشباح"، واصفا حال العديد من المدن السياحية ، مشيرا ان فنادق مصر استقبلت نحو 9.5 ملايين سائح فقط ، مقابل 14.7 مليون سائح في عام 2010، بل ان بعض من المدن السياحية في مصر الأكثر شهرة شهدت فى شهر سيتمبر الماضى أسوأ شهر لها " حيث كانت نسبة السائحين تبلغ [الصفر] في بعض مناطق مصر ، مع 1٪ نسبة الاشغال الفندقي في الأقصر ، 0٪ في أبو سمبل، 0٪ في أسوان ، وفي بعض الأيام كانت منتجعات البحر الأحمر فى وضع أفضل - ولكن مع نسبة لا تتدى 10، 15، 20٪ ، لقد كان أسوأ عام ". و يقول الهامي الزيات ، رئيس اتحاد السياحة المصرية " في بعض الأيام، لم يكن هناك سوى حفنة من الزوار تجوب وادي الملوك بالأقصر ، حيث دفن توت عنخ آمون ، بينما فى مثل هذه الايام عام 2010 كان هناك عدة آلاف من السياح يصطفون فى صفوف لدخول المقبرة الملكية .." و يؤكد الزيات انه نتيجه احجام السياح عن التوافد الى مصر ، تعطل اسطول الفنادق العائمة المكون من اكثر من 250 سفينة سياحية تعمل فى النيل ، و لم يكن يعمل الا ما لا يزيد عن خمس سفن سياحية فقط ، كذلك اصبح نحو 165 فندقا مغلقا بشكل مؤقت بسبب عدم وجود نزلاء فى شهرى وليو وأغسطس الماضيين. و يقول تقرير الجارديان ، انه مع تاكيد المسئولين فى مصر ، بان السياحة تشغل نسبة تبلغ نحو 12.5٪ من العمالة، و تحقق 11.3٪ من الناتج المحلي الإجمالي، فقد كان نقص السياح ذو تأثير عميق على حياة كثير من المصريين. ففي الأقصر في ديسمبر الماضى ، اضطرت الحكومة المحلية لتقديم المساعدات الغذائية للأسر الذين كانوا يعتمدون علي دخلهم من نقل السائحين بمركباتهم التى تجرها الخيول ، حيث كان على هؤلاء "الاختيار بين إطعام أسرهم وإطعام خيولهم" . و يقول " الزيات" لقد عانت الصناعة خلال عام 2011 و 2012، حيث بقي السياح بعيدا عن البلاد التي تحولت من أزمة إلى أخرى بعد تنحى مبارك. ولكن أرقام الوافدين هبطت تماما فى الفترة بين يوليو ونوفمبر 2013 بعد أن أصدرت الحكومات الغربية تحذيرات من السفر الى معظم المناطق في أعقاب خلع محمد مرسي. ويقول عمال السياحة ان مخاوف السائحين لا أساس لها إلى حد كبير ، كذلك يؤكد الوزير " زعزوع " قائلا "إذا عدنا إلى الوراء على مدى السنوات الثلاث الماضية، سنجد إن معظم المدن السياحية كانت تحت السيطرة ، وكانت آمنة "، واكد "زعزوع" خلال مقابلة مع مراسل الجارديان باحد منتجعات مدينة الغردقة ، انه على الرغم من قتل الارهابيين لعشرات السياح في الأقصر عام 1997، الا ان النشطاء اليوم لم يهاجموا أي من الأجانب " و مايحدث فى مصر الان هو شان و قضية بين المصري المصري لا علاقة له بقضية السياحية المصرية". ونفى زعزوع وجود اى مشاعر سلبية او تهديدات للسائحين ، " المصريون يرحبون بالسائحين " بشكل عام، وأصحاب الفنادق والمسؤولون يريدون وضع الصناعة على طريق الانتعاش، و عودة دخول استثمارات جديدة فى صناعة السياحة التى تحتاج لاكثر من 500 مليون جنيه استرلينى يمكن استثمارها في ستة فنادق جديدة، ومارينا بالبحر الأحمر والمجمعات الترفيهية.. هذا ومن المقرر لن تستأنف رحلات الطيران المباشر المتجهة إلى الأقصر من لندن وباريس في فصل الربيع المقبل ، كذلك يجري حاليا إنشاء نسخة طبق الأصل من مقبرة توت عنخ آمون في الأقصر، في محاولة للحفاظ على المقبرة الأصلية من الحشود التى تصطف لالتقاط الصور بداخلها. و خلال تغطيته لازمة السياحة فى مصر ، التقى مراسل الجرديان البريطانية مع "سميح ساويرس" باعتباره من اصحاب الاستثمارات الكبرى فى الفنادق ، واحد أغنى الرجال في البلاد، .. الذى اكد انه قد استأنف خططه لتحويل منتجع " الجونة " بالبحر الأحمر، كواحد من أولى المدن الخالية من الكربون في العالم. و وفقا لاتحاد السياحة ، انه في حين إشغال الغرف آخذ في الارتفاع ببطء في جميع أنحاء مصر، الا انه لا يزال أقل بكثير من مستويات عام 2010. وكانت نسبة اشغال الفنادق في القاهرة 20٪ فقط في يناير مقارنة مع 80٪ قبل أربع سنوات،و. في الأقصر بلغت 12-14٪، بانخفاض 60-65٪ في يناير 2010. وكانت نسبة الاشغال بالمنتجعات في شرم الشيخ والغردقة 85٪ في بداية عام 2010. الآن أنها تقف الان عند 40٪ و 55٪ مع تخفيض الاسعار للنصف. و وفقا لوزير الآثار في مصر ، لقد كان الإقبال على الأهرامات في القاهرة في يناير هو سدس ما كان عليه قبل أربع سنوات. و يقول " الزيات " أن السياحة ستتحسن لكن ليس فى القريب العاجل ، وان عودة رحلات الطيران المباشر المتجهة إلى الأقصر هي البداية، ولكن وفقا لحساباته فان الطائرات الان التى تحلق في سماء القاهرة لا تزال تحمل ركاب اقل بنحو 19 الف راكب كل أسبوع عما كان في عام 2010.