روت هدير دعبس، شقيقة أحد أصغر المعتقلين، تفاصيل اعتداء الأمن عليه بالسجن والانتهاكات التي تحدث بحقه ومن معه من المعتقلين, وذلك بعد زيارة لها ووالدته في إحدى المؤسسات العقابية للأحداث نظرًا لصغر سنه. وبدأت هدير روايتها عن يوم زيارة شقيقها قائلة كل من كان هناك من معتقلين كان يبكى بصراخ ويجرى على أمه ويقولها عشان خاطري خرجونى من هنا حسوا بيا بالله عليكم.
وتستطرد "هدير" عبر صفحتها الشخصية وفقًا لما نقلته عدة صفحات أخري أنني عندما رأيت محمود لم أعرفه من شكله ولكني عرفته من طيفه مؤكدة "أخي مريض بالكلى وعنده مرض فى ركبته بيتنيها بصعوبة وضعيف البنية الجسدية".
وروت هدير تفاصيل جاءت على لسان شقيقها الذي أكد لهم خلال الزيارة "أنا مش هقبل أكتر من كدة ذل أنا لو قعدت أكتر من كدة مش هسكتلهم وخليهم يقتلونى والله العظيم ما هسكت والله هثور واعمل جناية وخليهم يقتلونى".
وذلك بعدما رأهم بعد عذاب طويل فخرج يقول لوالدته " أمى أنا تعبان يا أمى أنا لو خرجت من هنا هخرج أخرس يا أمى", ويؤكد: أمى بيعذبونا جااااااامد خرجينى من هنا عشان خاطرى اتصرفى يا هدير اعملى اى حاجة انتوا مش بتجولى ليه"، وتقول هدير على لسان أخيها أنه روي لنا أول حاجة بيخلونا نستحمى 3 مرات كل يوم بالمياه المثلجة ويسيبونا من غير هدوم والجو برد أوووى وبننام على رخام مثلج ونتغطى بحتة خيشة خشنة أوى يا هدير".
ويستطرد: "بيصحونا الساعة 6 ويقعدونا على ركبنا وأيدينا على رجلينا وراسنا فى السقف ويا ويل اللى بيتحرك ولا يهز راسه, وممنوع حد يحرك رقبته يمين ولا شمال وممنوع بتاتا الكلام, وللى عاوز يتكلم يرفع ايده مرة واحد بس فى اليوم وامبارح من الضهر للعشاء راسنا فى السقف ولما طلبنا مياه قالولنا المياه قاطعة وراحوا جايبين مياه وقعدوا يشربوا".
وعن نوعية الاطعمة المقدمة تنقل هدير مأساة شقيقها قائلة " الأكل اللى بيجيبوه كله دم أنا من ساعة ما جيت هنا مش باكل خالص, ويقولى قوم امسح ولسة ملحقتش اتحرك يقولى يابن..., اتأخرت ويجيب الكهرباء فى رقبتى ويفضل يعذب فيا بالساعات من غير أى سبب يا أمى. مضيفا "أتصرفوا خرجونى من هنا ان شاء الله أخد مؤبد أو يقتلونى بس بلاش أكون هنا".
واضاف: ممنوع نصلى أو نقرأ قرأن خالص وممنوع نلبس شبشب.
ثم ينهي محمود حديثه لوالدته وشقيقته ليقول "سامحينى يا أمى أنا مقدرتش أخبى أكتر من كدة حاولوا تتصرفوا, أنا مش هقبل أكتر من كدة ذل أنا لو قعدت أكتر من كدة مش هسكتلهم وخليهم يقتلونى والله العظيم ما هسكت والله هثور واعمل جناية وخليهم يقتلونى".
اما هدير فتقول في نهاية روايتها خلال ربع ساعة لقاء بأخيها ان هذا ما حدث مع أخى عندما رأيته اليوم أما بالنسبة لما حدث معنا وما رأيناه فهو أمر ربما يعرفه الجميع"، مؤكدة: "عندما انتهت الزيارة بعد ربع ساعة فضل ماسك ايد أمى جامد وكأنه بيستنجد بيها ويقولها هتتصرفى صح؟ انتى بتحبينى يا هدير ومش هتسيبينى كدة" فقالت له: "ربنا هيخرجك يا حبيبى اثبت واستغفر, ليقول ممنوع أحرك بؤى يا هدير".