بدأت حركةُ الحياةِ تعود إلى طبيعتها في مصر، اليوم الأحد، بعد ثمانية عشر يومًا من احتجاجات شعبية انتهت بتنحِّي الرئيس حسني مبارك عن الحكم. وسحب الجيش قواته ودباباته، التي نشرها عقب بدء الاحتجاجات في الخامس والعشرين من أبريل الماضي، من معظم شوارع العاصمة القاهرة، فيما عادَت قوات الشرطة في الانتشار تدريجيًا. وتعقد الحكومة، برئاسة رئيس الوزراء، أحمد شفيق، اجتماعًا اليوم لمناقشة الأوضاع الداخلية على رأسها إعادة الأمن واستئناف الحياة في أول اجتماعٍ بعدما أطاحت الانتفاضة الشعبية بمبارك. وقال شفيق، في تصريح للتلفزيون المصري: إنّ الأمن وتأمين الحياة اليومية وتوفير احتياجات المواطنين من أهم أولويات الحكومة. وأضاف: "أهم حاجة الأمن وتأمين الحياة اليومية وتوفير العناصر المطلوبة للمواطن... المفروض الحكومة والمواطن وحدة واحدة في المرحلة القادمة". وكان رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر، المشير محمد حسين طنطاوي، ناقش السبت، مع شفيق، الأوضاع بالبلاد وتوفير احتياجات المواطنين، كما بحث مع وزير الداخلية سرعة عودة عناصر الشرطة. كما قرّر المجلس الأعلى للقوات المسلحة، خفض ساعات حظر التجول إلى ستة ساعات فقط لتبدأ من منتصف الليل وحتى الساعة السادسة صباحًا، ودعا المجلس في بيانه الرابع، الحكومةَ القائمة برئاسة شفيق إلى مواصلة تسيير الأعمال. وأكّد في بيانه تطلعه للانتقال السلميِّ للسلطة في ظلّ نظام ديمقراطي حرّ، معبرًا عن ثقته في مؤسسات الدولة العامة والخاصة في القيام بواجبها الوطني. كما دعا الشعب المصري إلى تحمُّل المسئولية، مشيرًا إلى ثقته في قدرة البلاد على تخطِّي الظروف الراهنة التي تمر بها. يذكر أن مبارك كان قد عيّن شفيق رئيسًا للحكومة خلفًا لرئيس الوزراء السابق، أحمد نظيف، التي أقالها عند اندلاع الانتفاضة الشعبية.