* جنود الجيش طوقوا المحتجين واحتجزوهم .. والمتظاهرون هتفوا سلمية .. سلمية البديل – رويترز واجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية الذي تعهد بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية محتجين يوم الأحد ما زالوا في ميدان التحرير بوسط القاهرة والذين يريدون اتخاذ خطوات سريعة تثبت أن مصر في طريقها إلى الديمقراطية بعد الإطاحة ب حسني مبارك. وفي محاولة لعودة الحياة إلى طبيعتها لمصر ثانية شكل جنود طوابير وطوقوا المحتجين في الوقت الذي بدأت فيه حركة السيارات تعود للميدان لأول مرة منذ أكثر من أسبوعين. وهتف المحتجون الذين تعهدوا بالبقاء في الميدان لحين ضمان تنفيذ المجلس الأعلى للقوات المسلحة طلباتهم “سلمية سلمية” أثناء تحرك الجنود. وقاوم البعض الجنود وكان هناك بعض الدفع. وقال محمد إبراهيم مصطفى علي قائد الشرطة العسكرية للمحتجين والصحفيين انه لم يعد مرغوبا في وجود المحتجين في الميدان بعد الآن. وفي الوقت ذاته أزال الجنود الخيام من الميدان. ولم يحدد المجلس الأعلى للقوات المسلحة جدولا زمنيا للانتقال إلا أنه أعلن “التطلع لضمان الانتقال السلمي للسلطة في إطار النظام الديمقراطي الحر الذي يسمح بتولي سلطة مدنية منتخبة لحكم البلاد لبناء الدولة الديمقراطية الحرة.” وقال متحدث باسم مجلس الوزراء المصري إن الحكومة التي شكلها مبارك قبل تخليه عن السلطة لن تجري تعديلا وزاريا كبيرا وستبقى للإشراف على عملية الانتقال السلمي خلال الشهور المقبلة. وستفتح المتاجر يوم الأحد أبوابها من جديد وسيعود كثيرون إلى أعمالهم ومن المتوقع أن تعود الحياة لطبيعتها بعد 18 يوما من الاحتجاجات التي غيرت مجرى التاريخ في مصر. ومثلت الإطاحة بمبارك بداية عهد جديد يكتنفه الغموض في الشرق الأوسط حيث يخشى زعماء مستبدون امتداد ثورة مصر إلى أجزاء أخرى من المنطقة. والأولوية في مصر الآن لإعادة النظام وتتولى مركبات الجيش وقواته حراسة المباني الإستراتيجية حتى الآن مع اختفاء الشرطة من الشوارع. ومن المهام العاجلة الأخرى إعادة بناء مراكز الشرطة التي أحرقت أثناء الاحتجاجات. وقال أحد المحتجين الذين ما زالوا في ميدان التحرير يوم الأحد مع تطويق الجنود لهم من خلال مكبر للصوت إن الجيش هو العمود الفقري لمصر وعليه الاستجابة لمطالب المحتجين. وقال صفوت حجازي أحد الدعاة في مصر وهو من قادة الاحتجاجات انه إذا لم يحقق المجلس الأعلى للقوات المسلحة مطالب المحتجين فستعود الانتفاضة بشكل أكبر. ويطالب منظمو الاحتجاجات بحل البرلمان ورفع حالة الطوارئ المستمرة في البلاد منذ 30 عاما. ويشكل بعض منظمي الاحتجاجات مجلسا للدفاع عن الثورة والتفاوض مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وتعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتزام “جمهورية مصر العربية بكافة الالتزامات والمعاهدات الإقليمية والدولية” في رسالة تهدف بوضوح إلى تهدئة مخاوف إسرائيل التي وقعت مع مصر معاهدة سلام عام 1979 ومخاوف الولاياتالمتحدة التي تعتبر معاهدة السلام حجر الزاوية للأمن في الشرق الأوسط. ورحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ببيانات المجلس الأعلى للقوات المسلحة. واتصل أوباما بزعماء بريطانيا والأردن وتركيا أمس السبت لمناقشة الوضع في مصر. وذكر التلفزيون المصري أن الإدارة المصرية الجديدة التي ترغب في أن تنأى بنفسها عن الحرس القديم لمبارك قالت أنها ما زالت تحقق في اتهامات منسوبة لرئيس الوزراء السابق ووزير الداخلية السابق ووزير الإعلام. ويعتقد أن مبارك (82 عاما) موجود في مقر إقامته بمنتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر ويحيط الغموض بمستقبله. )شارك في التغطية سامية نخول وادموند بلير ومروة عوض وياسيمن صالح ودينا زايد وشيماء فايد وألكسندر جاديش وشيرين المدني وباترك ور وأليستير ليون وتوم بيري وأندرو هاموند وجوناثان رايت وبيتر ميلرشيب وأليسون وليامز في القاهرة(