إيهود باراك: إسرائيل لا تملك القدرة على خوض حرب شاملة بمفردها لإسقاط إيران    إشادة قوية من المطربة أنغام على أداء محمد الشناوي أمام إنتر ميامي الأمريكي    «كنت رقم 1».. وسام أبوعلي يكشف مفاجأة عن أزمة ركلة جزاء الأهلي    التعليم: فتح ابواب اللجان الامتحانية في الثامنة صباحًا امام الطلاب    الأردن يُطلق صفارات الإنذار وسط تصاعد التوترات الإقليمية    برواتب تصل ل12 ألف جنيه.. العمل تعلن وظائف جديدة بشركة أدوية بالإسماعيلية    250 مصابا و8 قتلى بصواريخ إيران.. سلطات إسرائيل تقيم مركزا للتعرف على الجثث    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الأحد 15 يونيو    اليوم.. مجلس النواب يناقش مشروع قانون الموازنة العامة للدولة للعام المالي الجديد    دعاء امتحانات الثانوية العامة.. أشهر الأدعية المستحبة للطلاب قبل دخول اللجان    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم الأحد 15 يونيو    نقابة الموسيقيين تحذر مطربي المهرجانات والشعبي بسبب الراقصات    "زيزو الأعلى".. تعرف على تقييمات لاعبي الأهلي خلال الشوط الأول أمام إنتر ميامي    سعر الذهب في مصر اليوم الأحد 15-6-2025 مع بداية التعاملات    تحذير شديد بشأن حالة الطقس وانخفاض الرؤية: «ترقبوا الطرق»    محافظ قنا يشارك في الاحتفالية الرسمية لاستقبال الأنبا إغناطيوس بالمطرانية    حارس إنتر ميامي الأفضل في افتتاح مونديال الأندية أمام الأهلي    «المركزى» يُقر خطة تحويل «إنكلود» لأكبر صندوق إقليمي في التكنولوجيا المالية    رقم تاريخي ل زيزو مع الأهلي ضد إنتر ميامي في كأس العالم للأندية    إعلام إسرائيلي: مصرع 5 وأكثر من 100 مصاب جراء القصف الإيراني على تل أبيب    «زي النهارده».. وفاة وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل 15 يونيو 2009    تجاوز 63%.. مؤشر تشغيل القروض للودائع يواصل التحليق لمستويات غير مسبوقة    السينما والأدب.. أبطال بين الرواية والشاشة لجذب الجمهور    ذكريات مؤثرة لهاني عادل: كنت بابكي وإحنا بنسيب البيت    إصابات واستهداف منشآت استراتيجية.. الصواريخ الإيرانية تصل حيفا    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    أنظمة عربية اختارت الوقوف في وجه شعوبها ؟    سبب دمارًا كبيرًا.. شاهد لحظة سقوط صاروخ إيراني في تل أبيب (فيديو)    اليوم.. الأزهر الشريف يفتح باب التقديم "لمسابقة السنة النبوية"    الموعد المتوقع لإعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025؟.. رابط الاستعلام برقم الجلوس    "رفقة سواريز".. أول ظهور لميسي قبل مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)    أعراض السكتة القلبية، علامات صامتة لا يجب تجاهلها    السفارة الأمريكية في البحرين تدعو موظفيها إلى توخي الحذر عقب الهجوم على إيران    "العسل المصري".. يارا السكري تبهر متابعيها في أحدث ظهور    القانون يحظر رفع أو عرض العلم المصرى تالفا أو مستهلكا أو باهت الألوان    ضبط كوكتيل مخدرات وأسلحة آلية.. سقوط عصابة «الكيف» في قبضة مباحث دراو بأسوان    إغلاق كلي بطريق الواحات لمدة 5 أيام.. تعرف على الطرق البديلة    بداية العام الهجري الجديد 1447.. عبارات مميزة لرسائل تهنئة وأجمل الأدعية    الجلاد: الحكومة الحالية تفتقر للرؤية السياسية.. والتعديل الوزاري ضرورة    سوريا تغلق مجالها الجوي أمام حركة الطيران    رسميًا بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 15 يونيو 2025    كهرباء قنا تفتتح مركزًا جديدًا لخدمة العملاء وشحن العدادات بمنطقة الثانوية بنات    بمشاركة 20 ألف.. مستقبل وطن يُطلق مؤتمر شباب الدلتا بالإسكندرية    شهادة أم وضابطين وتقارير طبية.. قائمة أدلة تُدين المتهم في واقعة مدرسة الوراق (خاص)    إصابة سيدتين وطفل في انقلاب ملاكي على طريق "أسيوط – الخارجة" بالوادي الجديد    نتناولها يوميًا وترفع من نسبة الإصابة بأمراض الكلى.. أخطر طعام على الكلى    دون أدوية أو جراحة.. 5 طرق طبيعية لتفتيت وعلاج حصوات الكلى    ضمن مبادرة "100 مليون صحة".. صحة الفيوم تقدم خدمات المبادرات الرئاسية لأكثر من 18 ألف مواطن خلال عيد الأضحى    أسرار صراع المحتوى «العربي - العبري» في الفضاء الاصطناعي    كأس العالم للأندية| «ريبيرو» يعقد محاضرة فنية للاعبي الأهلي استعدادًا لمواجهة إنتر ميامي    جامعة بدر تفتح باب التقديم المبكر بكافة الكليات لطلاب الثانوية العامة والأزهري والشهادات المعادلة    النيابة تدشن المرحلة الأولى من منصتها الإلكترونية "نبت" للتوعية الرقمية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    فرصة للراحة والانفصال.. حظ برج الدلو اليوم 15 يونيو    رئيس هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السابق: لا تأثيرات لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية على مصر    سر دموع عبد الفتاح الجرينى على الهواء فى "صندوق الذكريات" ب"آخر الأسبوع"    بدأت في القاهرة عام 2020| «سيرة» وانكتبت.. عن شوارع مدن مصر القديمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى يوم الثلاثاء العظيم.. حشود ضخمة بجميع أنحاء مصر استعدادا لمظاهرات مليونية
نشر في الشعب يوم 08 - 02 - 2011

تجمعت حشود ضخمة من المصريين في ميدان التحرير وسط القاهرة، استعدادا لمظاهرة مليونية دعا إليها منظمو الثورة التي دخلت الثلاثاء يومها ال15 ضمن ما أسموه أسبوع الصمود، كما شهدت العديد من محافظات والمدن استعدادا لتسيير مظاهرات مليونية تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك.
وتوقعت مصادر صحفية فى ميدان التحرير أن يشارك الملايين في مظاهرة اليوم الذي أطلق عليه اسم "الثلاثاء العظيم" مؤكدة أن ظهور الناشط وائل غنيم على شاشة أحد التلفزيونات المصرية بعد اعتقاله لمدة 12 يوما، وحديثه بعفوية وصدق عن مشاعر الشباب، قد أثار تعاطف الكثير من المصريين خاصة أولئك الذين لم تكن لديهم صورة حقيقية عن أسباب تفجير هذه الثورة.
وكان وائل قد أكد أمس، في أول تصريح له بعد الإفراج عنه، أن التغيير في مصر قادم لا محالة، في حين اعتبرت الناشطة إسراء عبد الفتاح أن الثورة ستكتسب زخما كبيرا بعد الإفراج عن غنيم، مشيرة إلى أنه لعب دورا أساسيا في تفجيرها.

وقال مصدر صحفي من ميدان التحرير إن آلاف الشباب بدؤوا بالتدفق منذ وقت باكر لميدان التحرير من مختلف مداخله، وفيما يتعلق بما تردد عن إغلاق المطاعم في ميدان التحرير بهدف حرمان المتظاهرين من الحصول على الطعام، قال إن العديد من المتاجر فتحت أبوابها صباح اليوم، وإن عمليات البيع والشراء تتم بشكل طبيعي.

أما الناشط ناصر عبد الحميد عضو ائتلاف ثورة الغضب فقد توقع أن تكون مظاهرات اليوم ضخمة جدا، مشيرا إلى أن مئات الآلاف أمضوا الليلة الماضية في الميدان استعدادا لمظاهرة اليوم.

وأكد عبد الحميد أن عودة الحياة تدريجيا للقاهرة ولبقية المدن يساعد في استمرار المظاهرات حيث يتمكن الكثير من المواطنين تأمين قوت يومهم، ومن ثم العودة للمشاركة بالمظاهرات بعد انتهاء ساعات عملهم.

مسيرة مليونية بالإسكندرية
وعن الأجواء بالإسكندرية الساحلية، قال الصحفي أحمد صبري إن المدينة تستعد لإطلاق مسيرة مليونية عقب صلاة الظهر اليوم من أمام مسجد القائد إبراهيم، مشيرا إلى أنها ستكون المظاهرة المليونية الثالثة منذ تفجر الثورة في ال25 من الشهر الماضي.

ولم يستبعد صبري أن تشهد مظاهرات اليوم تصعيدا واشتباكات مع قوات الأمن التي قال إنها انتشرت بشكل محدود في شوارع المدينة.

وأشار إلى وجود حالة من الاحتقان بين أهالي الإسكندرية ضد عناصر الشرطة، بعد سقوط عدد من أبناء المدينة برصاص الشرطة خلال أيام المظاهرات.

وفي الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية، قال الناشط السياسي أمجد عبد العزيز، إنه من المقرر أن يشارك مئات الآلاف في مظاهرة ستنطلق عصر اليوم من أحد ميادين المدينة.

وقال الناشط إن الكثير من أبناء المحافظة بدؤوا بالتدفق إلى الزقازيق للمشاركة في مظاهرات اليوم، مشيرا إلى انتشار محدود لرجال الشرطة اقتصر على انتشار رجال المرور، بينما لوحظ انتشار مصفحات عسكرية.

الميدان بالأمس
وكان المعتصمون بميدان التحرير قد منعوا الجيش من فتح مجمع الدوائر الحكومية، أهم مجمع حكومي بمصر، بهدف استمرار اعتصامهم الذي ينفذونه بجوار المبنى منذ أسبوعين، حيث خرجوا من الميدان وأقاموا حاجزين بشريين على طرفي المدخل الخلفي للمجمع الحكومي.

وقالت المصادر الصحفية الموجودة بالميدان إنه يضج بالحياة حيث يتوزع المعتصمون في مجموعات بعضهم يقرأ القرآن الكريم، وآخرون يرددون الأغاني الوطنية، مؤكدة إصرار هذه المجموعات على عدم المغادرة لحين تحقق مطالبهم، مشيرة إلى وجود لافتات ضخمة بالميدان بأسماء الشهداء الذين قضوا في المظاهرات.

وأضافت أن كثيرا من الأسر جاء إلى الميدان أمس ليرى بعينه ما يجري، وبعضها جاء لأول مرة ولم تكن له علاقة بالسياسة ليكتشف بنفسه بطلان شائعات يتداولها الإعلام الرسمي بأن أشخاصا بالميدان يمنعون الناس من مغادرته أو الدخول إليه.

وبدوره نفى الناشط الحقوقي، عبد القادر ملا، وجود أي عناصر أجنبية بالميدان، مؤكدا أن جميع الموجودين فيه مصريون وأن الثورة الشعبية مصرية نفذها شباب مصر، متوقعا أن يتجاوز عدد المتظاهرين اليوم الثلاثة ملايين خاصة مع عودة حركة القطارات إلى عملها.

رفض الحوار
من جهة أخرى أعلن ائتلاف ثورة الغضب الذي يضم أغلب المجموعات المنظمة للاحتجاجات رفضه الحوار الذي أجراه عمر سليمان نائب الرئيس مع بعض قادة المعارضة ومن قيل إنهم أشخاص يمثلون الشباب بالميدان، واعتبر الائتلاف أن التغيير ينطلق من خلال رحيل مبارك.

كما قالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها أمس إن دخولها الحوار مع النظام الحاكم جاء لعرض المطالب الشعبية العادلة مع استمرار في الثورة، مؤكدة أن الجماعة لم توافق أو توقع على البيان الذي أصدره النظام, وأن معظم المشاركين بالحوار كان سقفهم هو سقف المطالب الشعبية العادلة.

توجيه بعدم ملاحقة المحتجين
وأشار سليمان، في كلمة له، الثلاثاء، أعقبت لقائه بمبارك، إلى وضع "خريطة طريق" واضحة للانتقال السلمي للسلطة، ودعوة الأخير إلى عدم ملاحقة المتظاهرين.

وأكد سليمان، في كلمة نقلها التلفزيون الحكومي، "ترحيب" مبارك بإجتماعات الحوار الوطني مع كافة القوى السياسية بما فى ذلك شباب 25 يناير.

وتحدث سليمان عن توقيع مبارك، الثلاثاء، قرارا جمهوريا بتشكيل "اللجنة الدستورية" التي ستضطلع بتناول التعديلات المطلوبة في الدستور.

وأوضح أن اللجنة الدستورية ولجنة المتابعة، التي ستضطلع بمتابعة التنفيذ الأمين لما تم التوافق عليه بين أطراف الحوار الوطني، على حد قوله، ستبدأ أعمالها اعتباراً من اليوم، الثلاثاء، على أن تبدأ لجنة تقصي الحقائق مهامها فور تشكيلها خلال الأيام القليلة المقبلة.
كما أصدر مبارك "أوامره" بالامتناع عن ملاحقة أو التضييق عليهم أو مصادرة حقهم في حرية الرأي والتعبير، وفق ما جاء في كلمة سليمان.

وإلى ذلك، تدخل "ثورة" مصر أسبوعها الثالث، الثلاثاء، ويشكل المحتجون المنادون بالتغيير والديمقراطية سلسلة بشرية في "ميدان التحرير" وتعهدوا بعدم التراجع عن احتجاجاتهم حتى رحيل الرئيس، حسني مبارك، وحاشيته.

وقال الممثل الشاب خالد عبد الله "ميدان التحرير يرغب في رحيل مبارك بأسرع فرصة، لكنه يطالب أيضاً بتفكيك نظامه.. إنه يريد تفكيك الدولة البوليسية، وإلغاء قانون الطوارئ وحل البرلمان، المنتخب بفساد.

فيما قالت جموع المتظاهرين أنهم لا يخشون مبارك ولا ميليشياته.. وأكدوا أن الأولى بمبارك ونظامه البحث عن ضمانات لأنفسهم حتى لا تتم ملاحقتهم قضائيا على الجرائم التى ارتكبوها فى حق الشعب المصرى.

وفي 25 يناير الفائت، انتقض الشارع ضد مبارك، الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد منذ اغتيال الرئيس السابق، أنور السادات، عام 1981 وبمساعدة قانون طوارئ خوله سلطات مطلقة.

ودفعت احتجاجات "الغضب" مبارك لتعيين عمر سليمان، كأول نائب له منذ توليه السلطة قبيل قرابة 30 عاماً، وإقالة حكومة أحمد نظيف وتشكيل أخرى، وإعلان عدم نيته الترشح لولاية جديدة أو دخول أبنه، جمال، السباق الرئاسي المقرر في سبتمبر المقبل.

ورغم بدء نائب الرئيس المصري مفاوضات مع بعض أحزاب المعارضة وممثلين عن شباب "25 يناير"، نفوا في وقت لاحقهم مشاركتهم في أي مشاورات مع الحكومة، لإيجاد مخرج للأزمة، إلا أن المحتجين تمسكوا بانتفاضتهم حتى إسقاط مبارك.

مفاوضات مع ألمانيا
ومن جهة أخرى، قالت مجلة دير شبيجل الألمانية إن هناك استعدادات تجري لاستقبال الرئيس المصري، حسني مبارك، في ألمانيا بهدف "إجراء فحوصات طبية مطولة".

وأضافت المجلة في نسختها الإلكترونية أن الشائعائات بشأن احتمال إقامة مبارك في ألمانيا لأسباب طبية باتت "قابلة للتصديق أكثر مما كان يعتقد لحد الآن".

ونقلت دير شبيجل عن مصادر مقربة من إحدى العيادات الألمانية أن "المباحثات الأولية جارية مع بعض المستشفيات".

لكن ناطقا باسم الحكومة الألمانية وهو ستيفن سيبرت قال "ليس هناك طلب رسمي أو غير رسمي بشأن هذه الإقامة".

كما هدد أحد الحقوقيين الألمان بتحريك دعوى قضائية ضد مبارك فى حال حلوله بألمانيا.. وذلك على على خلفية اتهامات لنظامه بالقيام بعمليات تعذيب ضد المواطنين المصريين الأبرياء.

ويُذكر أن مبارك كان قد تلقى العلاج مرتين على الأقل في ألمانيا.

سليمان مرشح الصهاينة
وفى سياق متصل، كشفت وثائق سرية مسربة أن عمر سليمان، من الشخصيات المصرية المفضلة لدى اقادة الصهاينة منذ وقت، ويتحدث يومياً إلى حكومة تل أبيب عبر "خط ساخن" في القاهرة.

وسليمان، الذي ينظر إليه باعتباره المرشح الأبرز لخلافة حسني مبارك كرئيس لمصر، جرت تسميته كمرشح تل أبيب المفضل للوظيفة بعد مناقشات مع مسئوليين أمريكيين عام 2008.

وكلاعب محوري في عملية السلام في الشرق الأوسط، فقد اقترح مرة بأن القوات الصهيونية "مرحب" بها لغزو مصر لوقف تهريب "الإرهابيين" أسلحة لحركة "حماس" في قطاع غزة المجاور.

وتكشفت تلك التفاصيل، في ملفات سرية حصل عليها موقع "ويكيليكس" وسلمت إلى صحيفة "ديلي تلغراف" وذلك في أعقاب بدء السيد سليمان مباحثات مع جماعات المعارضة بشأن الحكومة المستقبلية في مصر.

والسبت، فاز سليمان بتأييد هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية لقيادة فترة انتقالية نحو الديمقراطية بعيد أسبوعين من احتجاجات شعبية تنادي باستقالة مبارك.

ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، تحدث بالأمس مع سليمان وحثه على تبني "خطوات جريئة وذات مصداقية" تثبت للعالم أن مصر مقبلة على فترة انتقالية "لا رجعة عنها وعاجلة وحقيقية."

مراهنة على عامل الوقت
وتدعو شخصيات قيادية مصرية السماح ببقاء مبارك حتى نهاية ولايته، وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي قام بزيارة المحتجين في "ميدان التحرير" الأسبوع الماضي، أنه ينبغي منح الرئيس، 82 عاماً، "خروجاً مشرفاً.

وقال وزير الخارجية المصري الأسبق، الاثنين "أعتقد أن الرئيس يجب أن يبقى حتى نهاية ولايته.

وأكد موسى، أحد المرشحين المحتملين لخلافة مبارك، أن تركيزه الحالي ينصب في المساعدة في الوضع الراهن.

ويرى محللون إن إستراتيجية مبارك تقوم على المراهنة على عامل الوقت، وأوضح المحلل مأمون فندي، المحلل بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بواشنطن قائلاً "كما هو معهود في نظام مبارك، فلكل القضايا هناك تكتيك المواربة بالحيل، فكله منوط بعامل الوقت فالناس ستنسى هذا الشأن وتتحرك لتمضي قدماً.

فالحكومة تعمل جاهدة للإحياء بان الحياة عادت إلى طبيعتها، الاثنين، وقامت بخفض ساعات التجول لتبدأ الساعة الثامنة مساء وحتى السادس صباحاً، كما استأنف المزيد من المحال التجارية والمصارف نشاطها.

وقال شريف جابر، وهو خريج أمريكي من أصل مصري انضم للاحتجاجات في "ميدان التحرير"، إن قوات الشرطة وأجهزة الاستخبارات تتحرش بأنصار المعارضة في خطوة الهدف منها "خنق" الاحتجاجات.

وشهد الأسبوع الماضي اعتداءات على المحتجين في "ميدان التحرير" بجانب حملات تنكيل ضد الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان تعرضوا لهجمات على يد غوغاء موالين للحكومة في حملة انتقدها الغرب بشدة.

تحول موقف واشنطن
وفي هذا الوقت، برز تحول في دعوات واشنطن لانتقال "آمن وسلس وفوري" للسلطة في مصر، حيث قالت إدارة الرئيس الأمريكي إن مصر تواجه عملية تحول تشوبها عراقيل قد تستغرق بعض الوقت للانتقال من حكم قمعي دام لعقود إلى ديمقراطية تعددية.

وقال مساعد وزيرة الخارجية للشئون العامة فيليب كراولي في مؤتمر صحفي عقد في واشنطن الليلة الماضية "في حال استقال الرئيس المصري حسني مبارك اليوم بموجب الدستور الحالي، يتعين إجراء انتخابات في غضون 60 يوماً، ويطرح السؤال إذا ما كانت مصر اليوم مستعدة لإجراء انتخابات مفتوحة"، في إشارة إلى الاعتراضات التي تعالت على شفافية ونزاهة الانتخابات الماضية.

ولفت كراولي إلى أن "هناك الكثير من العمل الذي يتعين فعله للوصول إلى هذه المرحلة، حيث يمكن إجراء انتخابات حرة ونزيهة سواء كان التركيز على البرلمان أو التركيز على الرئاسة".

الأمر قد يستغرق بعض الوقت!
وفي تحول عن دعواتها لانتقال "آمن وسلس وفوري" للسلطة في مصر، قالت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن مصر تواجه عملية تحول تشوبها عراقيل قد تستغرق بعض الوقت للانتقال من حكم قمعي دام لعقود إلى ديمقراطية تعددية.

وجزم المتحدث الصحفي للبيت الأبيض، روبرت غيبس، بتمسك الولايات المتحدة بتغيير حقيقي في مصر، مضيفاً إلى أنه ينبغي على الحكومة هناك تحديد "الخطوط العريضة لسلسلة من الخطوات ووضع جدول زمني مقبول من الشعب".

ويواجه مبارك، انتفاضة شعبية عارمة ضد الفساد تنادي بالديمقراطية وتنحيه، دفعت إدارة واشنطن للمطالبة حليفه الراسخ في المنطقة بانتقال سريع وسلس نحو سلطة انتقالية ديمقراطية.

وتعكس تصريحات جيبس واقع تمسك الرئيس المصري بالبقاء في السلطة حتى نهاية ولايته في سبتمبر عوضاً عن الرضوخ لمطالب استقالته فورا، كما ينادي بها المحتجون المرابضون في "ميدان التحرير" منذ انتفاضة 25 يناير.

وعلى الرغم من ضغوط واشنطن ودعواتها المتكررة لعملية نقل منظم وفورية للسلطة، لكنه وبدعوى الحفاظ على استقرار مصر تشبث مبارك بالبقاء بالسلطة لحين تطبيق حكومته للإصلاحات المطلوبة حتى نهاية ولايته.

والاثنين، قال جيبس "هذه عملية ستكون وعرة في بعض الأحيان لأنه عندما يكون لديك زعيم واحد ل28 عاما دون معارضة قوية.. فالأمر سوف يستغرق بعض الوقت".

وتحدث عن أطر عملية انتقال نحو مفاوضات متعددة الأطراف تمنح حكومة مبارك مهلة أوسع عن تلك التي سبق وأن أعربت عنها الإدارة، مضيفاً "العملية يجب أن تكون ديناميكية، وعلينا ان نرى الحكومة المشاركة بطريقة ذات مغزى وتطرح سلسة تدابير وإطار زمني مقبولة من الشعب".

وتخالف تصريحات جيبس ما أعلنه الأسبوع الماضي بضرورة البدء في الإصلاحات فوراً في إشارة إلى تصريحات الرئيس باراك أوباما، في مطلع الشهر التي قال فيها أن الفترة الإنتقالية في مصر "يجب أن تكون ذات مغزى وسلمية على أن تبدأ الآن".

ويشار إلى أن المبعوث الأمريكي لمصر، فرانك ويزنر، أشار السبت إلى أن وجود الرئيس المصري في السلطة حاسم جدا في الأيام المقبلة نحو المستقبل، وإنه يجب أن يبقى.

إلا أن واشنطن سارعت بالتنصل من تصريح يناقض دعواتها العلنية المتكررة لانتقال منظم وسريع للسلطة، وقالت إن تصريحات ويزنر أدلى بها بصفته الشخصية كخبير ولا تعكس موقف إدارة أوباما.

وصرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي في بيان "نحترم بشدة فرانك ويزنر، ونقدر بعمق رغبته في السفر لمصر الأسبوع الماضي، لكنه لا يحمل صفة رسمية بعد تلك الرحلة."

وقال مسئول أمريكي رفيع، رفض كشف هويته نظراً لحساسية القضية "نتفق مع كثير من ما قاله وليس جميعه".

ويذكر أن سارة بالين، المرشحة عن الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية السابقة، كانت قد وجهت في وقت سابق من الأسبوع، انتقادات لاذعة لتعامل إدارة أوباما، مع انتفاضة مصر.

وشجبت بالين في مقابلة مع شبكة (CBN) الأمريكية "ضبابية" الموقف الرسمي الأمريكي من الاحتجاجات الشعبية القائمة في مصر الداعية للديمقراطية ورحيل الرئيس حسني مبارك.

وقالت المرشحة المحتملة عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة "نحن بحاجة لمعرفة أين تقف أمريكا حتى يتسن لنا معرفة بجانب من نقف، وليس لدينا جميع هذه المعلومات من (الإدارة) بعد".

أكاذيب صهيونية
من جانبه، زعم رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، أن حركة الاحتجاج التي تشهدها مصر قد تجرها للسير على الطريق الذي تسير عليه إيران. وقال "من الممكن أن تكون هناك إصلاحات ليبرالية وديمقراطية في مصر. الاحتمال الثاني هو أن ينتهز الإسلاميون فرصة الانقلاب للسيطرة على البلاد، وثالثاً هناك إمكانية لأن تحذو مصر حذو إيران".

وذكر خلال كلمة أمام أكثر من 400 برلماني أوروبي بأنه قبل عام ونصف العام نزلت المعارضة الإيرانية إلى الشارع، والسلطات قمعت هذه التظاهرات، مشيراً إلى أنه "لم يحصل أي حوار، والناس قتلوا في الشارع".

وأضاف "لا أعرف ماذا سيجري في مصر، لكن مصلحتنا واضحة: يجب الاحتفاظ بالسلام القائم منذ ثلاثة عقود، وجلب الهدوء في الجنوب (إسرائيل) والاستقرار في المنطقة".

وكانت مصادر صهيونية مسئولة ذكرت أن مصر تقدمت بطلب عاجل لإسرائيل للسماح بادخال المزيد من القوات العسكرية الى منطقة سيناء، المدرجة في اتفاقية السلام كمنطقة منزوعة السلاح.

ونقلت صحيفة "معاريف" عن مسئول في وزارة الحرب الصهيونية أن جهات رفيعة المستوى في وزارة الدفاع المصرية تقدمت إلى نظيرتها الصهيونية في الأيام الأخيرة بطلب لإدخال كتائب مصرية إضافية على تلك التي دخلت الأسبوع الماضي والتي قُدّر عديدها بنحو 800 عنصر من الجيش المصري، وذلك نظراً ل"التطورات الأخيرة التي ساهمت في تنامي تحديات جديدة أمام الأمن المصري"، على حد ما ورد في الطلب المصري.

وأضاف المسئول الصهيوني أن المصريين أوضحوا في الطلب أن مجموعات "إرهابية" دخلت إلى سيناء لزعزعة الاستقرار في المنطقة، بالاشارة إلى ما حدث في أنبوب الغاز الأردني والسوري، مؤكدين أن عدم زيادة القوات يعني أن حوادث أخرى قد تقع في حال إبقاء المنطقة على وضعها الحالي.

وذكر المسئول الصهيوني أن قيادة المنطقة الجنوبية للجيش الصهيوني درست الطلب المصري بعمق، لكنها لم تتمكن من المصادقة عليه. فيما أفاد مسئول صهيوني رفيع المستوى في وزارة الحرب الصهيونية أن قيادة المنطقة الجنوبية درست الطلب، وقررت رفضه.

أكثر من 300 شهيد
من جهة اخرى قالت منظمة هيومان رايتس ووتش إنها تأكدت من أن نحو 300 شخص قتلوا إلى حد الآن في احتجاجات مصر لكن من المرجح أن يكون العدد النهائي أعلى من ذلك بكثير.

وأضافت المنظمة أن بفضل اطلاعها على السجلات الطبية في عدة مشرحات في القاهرة والإسكندرية والسويس توصلت إلى أن 297 شخصا على الأقل قتلوا.

ومضت قائلة إن معظم القتلى قضوا رميا بالرصاص على يد الشرطة خلال يومين من العنف في نهاية الشهر الماضي.

وقالت منسقة منظمة هيومان رايتس ووتش في القاهرة في تصريحات نقلتها وكالة اسوشيتد بريس إن المنظمة توصلت الى هذا العدد بعد قيامها بزيارات لسبعة مستشفيات في القاهرة والاسكندرية والسويس تحدثت خلالها الى اطباء، اضافة الى زيارات قامت بها لمشرحات.

وتقول المنظمة إن عدد القتلى بلغ 232 في القاهرة و52 في الاسكندرية و13 في السويس.

واشارت المنظمة الى ان السلطات الصحية في مصر تحاول اخفاء الحقيقة عن حجم الخسائر. وذكرت متحدثة باسم الووتش ان المستشفيات تعرضت لضغوط لتقليص عدد القتلى خشية ان يؤدي اعلان الرقم الحقيقي للضحايا الى تأجيج المظاهرات.

لكن الحكومة المصرية لم تحدد بعد حصيلة القتلى النهائية، وكانت منظمة الأمم المتحدة قدرت سابقا أن عدد القتلى يصل إلى نحو 300 قتيل لكن تقديرات هيومان رايتس ووتش استندت إلى زيارات ميدانية إلى مستشفيات ومشرحات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.