شن أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، هجومًا حادًا على الدكتور سليم العوا المرشح السابق لرئاسة الجمهورية وعضو هيئة الدفاع عن مرسي، بعد التسريب الأخير الذي نشرته جريدة "الوطن" لحوار دار بين الطرفين بإحدى غرف أكاديمية الشرطة. وبحسب التسجيل المسرب سأل مرسي العوا عن أحوال البلاد، ليرد عليه الأخير قائلا: "الدنيا كويسة، لا بأس بها، الناس كلها مشغولة بالانتخابات الجديدة (الانتخابات الرئاسية الموقعة في غضون ثلاثة أشهر)، الصور ملت الشوارع، والمظاهرات موجودة فى كل المدن وكل القرى، والمصادمات ما بتتوقفش، (في إشارة إلى مظاهرات أنصار مرسي)، لكن ده كله مالهوش نتيجة، نحن فى عمل غير منتج، العمل المنتج حاجة تانية، العمل المنتج لازم الناس تقعد وتتكلم وتصل إلى حل، بدون الوصول إلى حل يا دكتور محمد ما فيش فايدة". وهنا رد عليه مرسي قائلا: "ما فيش فايدة من الناحيتين”، من دون أن يوضح ما الذي قصده بالضبط". وأضاف العوا، وفق التسجيل المسرب: "ما فيش فايدة بالنسبة لمصر الحقيقة، أنا مش هاممني (لا يهمني) مين ولا مين (من أو من)، أنا مش هاممنى إخوان، ولا هاممنى الفريق أول .. المشير السيسى (وزير الدفاع المصري) .. مش هاممنى، أنا هاممنى البلد.. البلد تضيع". وقال أحمد عبدالعزيز المستشار السابق لرئيس الجمهورية إن العوا بدا رماديًا إلى أبعد مدى على الرغم من أنه كان يتحدث إلى موكله. وعلق عبدالعزيز على تصريح العوا والذي قال فيه "العمل المنتج لازم الناس تقعد وتتكلم وتصل إلى حل مفيش فايدة"، قائلاً إن "العمل المنتج بالفعل هو أن يجلس الجميع ويتكلموا ويصلوا إلى حل، ولكن هذا إن كان الحوار بين أحرار وأحرار، وليس بين أحرار ووحوش ضارية متعطشة للدماء"، على حد وصفه. وأضاف أن "أي تسوية للوضع الراهن، لا يمكن أن تتجاهل دماء الشهداء وانتهاك حقوق الإنسان في الشوارع وفي السجون، وهذا يعني أن من تريد التفاهم معهم سيكون مصيرهم الإعدام أو السجن أو الإحالة إلى التقاعد فهل سيقبل هؤلاء بذلك ؟! أم أنك تريد تسوية تُبقي الضحية والجلاد في المشهد". من جانبها، قالت عزة الجرف، القيادية بحزب "الحرية والعدالة" عبر حسابها على موقع "تويتر": "يسرب العوا يسرب الخسيس .. رئيسنا رجل بمعنى الكلمة في سره وفي علنه لا يقبل الضيم ولا ينزل على رأي الفسدة سينصره الله قريبًا". واتهم الكاتب الصحفي سليم عزوز، العوا بأن "دوره في هذه الجلسة إضعاف عزيمة الرئيس المعزول محمد مرسي، واصفًا إياه بأنه كان أحد رجال المجلس العسكري إبان عهد المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع السباق وهو يواصل مهمته الآن مع السيسي. وأضاف عزوز: "المظاهرات التي يقول العوا إنها ليست عملا منتجا هي التي منعت الانقلاب من أن يستمتع بالمسروقات وهي التي ستسقط الانقلاب كما أسقطت حسني مبارك من قبل، وعلى العوا أن يحدد موقفه من الآن " فيما اعتبرت حركة "أبطال ضد الانقلاب" تسريب دكتور مرسى والعوا لا يضير الدكتور مرسي ولا يسيء له في شيء إنما يضيف علامات استفهام لعلامات استفهام موجودة أصلاً حول دور الدكتور العوا وعلاقته بالمؤسسة العسكرية ويبدو انه كان على علم أن الحوار يسجل". وقالت الحركة في بيان لها إنه "يمكن تفسير أن الغرض من التسجيل ونشره الآن بالإضافة لكلام السيسي وباقي من أسمتهم بالانقلابيين عن المصالحة والعملية السياسية التي تشمل الجميع على إنه جزء من سعى حثيث للضغط على مرسى ومؤيدي الشرعية للرضا ببعض التنازلات في إطار حل تفاوضي، وهى مؤشرات لصالح مؤيدي مرسى في جميع الأحوال".