توجهت جماعة "الإخوان المسلمين" بالتحية للدول الإفريقية الرافضة للاعتراف ب "الانقلاب" في مصر الذي أطاح بالدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في مصر، على خلاف مواقف الدول الغربية التي أعربت عن أسفها تجاهها. وقالت الجماعة في بيان "ينظر الغربيون إلى القارة الإفريقية على أنها غارقة في الجهل والظلام والتخلف، وعلى أن الغربيين هم أرباب الحضارة والتقدم، لكن المواقف هي التي تكشف الحقيقة وتفضح الزيف، فالتحضر لا يتمثل في ارتفاع مستوى المعيشة بقدر ما يتمثل في التمسك بالمبادئ واحترام حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها". يأتي ذلك بعد أن تمسك فيه الاتحاد الإفريقي بموقفه حول تجميد عضوية مصر بالاتحاد، على الرغم من تحقيق مصر شوطا كبيرًا في "خارطة الطريق" بكتابة الدستور وإجراء الاستفتاء. واكتفى مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي، بالإعراب عن أمله في تحقيق المصالحة بين كل أبناء مصر، وذلك في بيان، عقب جلسة عقدها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على هامش القمة الإفريقية التي عقدت لأول مرة في تاريخ منظمة الوحدة الأفريقية بدون مصر البلد المؤسس بعد تعليق عضويتها، في يوليو الماضي. وعلقت "الإخوان" على موقف حكومات الغرب وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، التي قالت إنها "ادعت أنها لا تعلم ما إذا كان ما حدث في مصر انقلابا عسكريا أم لا، رغم أن الأمر أوضح من الشمس، وأنها تملك أكبر الخبراء القانونيين والسياسيين، وأكثر المراكز البحثية المتخصصة، كل ذلك حتى تتهرب من مبادئها – التي تشدق بها أوباما في خطابه بجامعة القاهرة الشهير- وتتهرب كذلك من استحقاقات قوانينها التي تحظر عليها دعم الانقلابات العسكرية". ورأت أن "هذا كله إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذه الحكومات كانت وراء هذا الانقلاب العسكري المشؤوم، لأنها لا تريد لشمس الحرية والديمقراطية أن تشرق على مصر، فتستقل عن سياستهم وتتقدم فتستغني عن معونتهم". وشارت إلى أن ما يؤيد ذلك "الضغوط التي مارستها هذه الحكومات على الدكتور محمد مرسي للتنازل عن كثير من صلاحياته لرئيس وزراء يختارونه هم، فلما رفض تم تحريض الانقلابيين على القيام بانقلابهم، كما يؤكد ذلك الضغوط التي مارسها سفراء هذه الحكومات ومبعوثوهم على أنصار التمسك بالشرعية من أجل الإذعان للأمر الواقع وفض الاعتصامات وإيقاف التظاهرات، ثم التغاضي عن المجازر والاعتقالات والتعذيب ومصادرة الحريات وتكميم الأفواه التي قام ويقوم بها الانقلابيون الدمويون تجاه الشعب الأعزل، ولو حدث معشار ذلك من حكومة لا يرضون عنها لأقاموا عليها الدنيا وما أقعدوها". وقال الجماعة إن الإدارة الأمريكية "لا تزال تبيع للشعب المصري تصريحات فارغة في الوقت الذي تؤكد على الشراكة الكاملة مع النظام الانقلابي، ولا يزال الخط الساخن بين وزير الدفاع الأمريكي ونظيره المصري قائد الانقلاب مستمرًا، يمده بالنصائح، ويتدخل في مسار ما يسمى بخارطة المستقبل، إضافة إلى الدعم المادي والمعنوي". وأشارت إلى أن موقف الحكومات الغربية "يزيد الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية كرها ومقتا وبغضا لهذه الحكومات ويدمغها بالنفاق ويجر عليها لعنات كل فرد فيها، ولا يمكن ضمان مصالح هذه الحكومات في جو مفعم بالعداء مع الشعوب والانحياز لمن يقتلها ويحرقها ويعتقلها ويعذبها ويصادر كرامتها وحريتها وإرادتها وينهب ثرواتها ويفقرها ويؤخرها ويضعفها". وطالبت هذه الحكومات أن "ترفع يدها تماما عن التدخل في شئوننا الداخلية، وألا تدعم الظلم والباطل ، وأن تقول كلمة الحق ، وأن تطبق مبادئها وقوانينها كما فعلت دول إفريقيا".